أمـل أبـو صبــح - دعا العلماء والشباب المشاركون في المؤتمر الوطني الأول لتأصيل الفكر التنويري لدى الشباب الأردني قراءة في مضامين رسالة عمان ، الذي عقد في المركز الثقافي الملكي وافتتحه نيابة عن رئيس الوزراء المهندس نادر الذهبي، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبد الفتاح صلاح، إلى تطوير المناهج والبرامج الموجهة للناشئين والشباب..
وأكد الشباب.. المضي في نهج رسالة عمان لتوضيح صورة الإسلام وتنقيتها مما لحق بها من شوائب، وتضمين مفاهيمها في التربية العربية والإسلامية، لتعزيز الوسطية والاعتدال وإطلاق حالة الحوار مع الذات والآخر.
وشدد الشباب على أهمية ما تضمنته رسالة عمان من أبعاد ودلالات ومضامين أوضحت الصورة المشرقة للإسلام في جميع جوانب الحياة. والدور المهم للمؤسسات الدينية والتربوية والإعلامية والشبابية الأردنية في تأصيل القيم الإسلامية وحماية الشباب من الانغلاق والتبعية والجمود وتأصيل قيم الوسطية والاعتدال.
وثمّن الشباب الرؤية الملكية السامية، والدور الكبير الذي يقوم به الملك عبدالله الثاني وما يوليه من عناية بأمور الإسلام والمسلمين ورعايته المتميزة للشباب الأردني. والاختيار الدقيق لإطلاق رسالة عمان حيث جاءت متوافقة مع الظروف التي مرت بها الأمة وما وجه إليها من قبل أعدائها. وإلى بناء المؤسسات التربوية والإعلامية على أسس تترجم أهدافها استناداً لمضامين رسالة عمان الكفيلة بإيجاد حوار إسلامي يعيد للأمة القها ومجد ماضيها، ولاسيما وان الرسالة تمثل مشروعا نهضوياً إسلامياً وتشكيل لجنة ملكية لمتابعة بيان أبعاد مضامينها بمشاركة عربية وإسلامية ودولية.
مع ضرورة تعزيز الحوار مع الذات ومع الآخر وفق القواعد والأسس المعتمدة في هذا المجال بما يحقق نتائج مرضية للمتحاورين وتعزيز النهج بأسلوب تنويري، يدرأ عن الأمة الإرهاب، داعين جميع المؤسسات العربية والإسلامية للتضافر لتحمل مسؤولياتها في نشر رسالة عمان .
بدوره دعا وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبد الفتاح صلاح..
إلى توضيح صورة الإسلام الحقيقية والرد على كل ما يسيء إلى الدين الإسلامي، من منطلق الإيمان بالتعددية وتقبل الآخر.
وأضاف أن رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك في شهر رمضان في العام 2004، جاءت كوثيقة عالمية تخاطب الإنسانية كلها بقيم الإسلام السمحة، وخصائصه السامية، ومبادئه الرفيعة، معلنة أن من واجبات المسلم أن يقدم بسلوكه الصورة المشرقة للإسلام وان يرد عنه كل الاتهامات والافتراءات الباطلة.
وطالب صلاح الشباب بتحقيق الرؤى الوطنية، التي يترجمها شعار كلنا الأردن ، بعيدا عن التعصب والانغلاق والجمود والتبعية مع رعاية مبادئ التسامح وتقبل احترام الآخر.
ومن ناحيته بيّن رئيس المجلس الأعلى للشباب الدكتور عاطف عضيبات أنه لابد من التأكيد على رؤية الإسلام للأمن الشامل، من جميع جوانبه النفسية والاجتماعية والاقتصادية، والقائم على التحرر من الخوف والانطلاق نحو العطاء والإبداع.
وأضاف أن المؤتمر يعمل على تنوير الشباب بمضامين رسالة عمان، التي حرص الأردن على إبرازها، خصوصاً مع ازدياد مظاهر الغلو والتطرف، والتي هي مسؤولية المؤسسات الدينية والتربوية والإعلامية، للمساهمة في إعادة تشكيل صورة المسلمين، ووقف حملة اختطاف الدين واحتكار الفتوى ومواجهة الفكر التكفيري.
وأكد عضيبات أن المجلس الأعلى للشباب يحرص على أن يكون الشباب على فهم حقيقي للإسلام، لتتشكل شخصيتهم بصورة مستنيرة تنهج الاعتدال والاتزان.
وفي مشاركة له في المؤتمر،أكد رئيس المنتدى العالمي للوسطية حامد الرفاعي أن الإسلام حرص على صون حياة الأفراد وكرامتهم، اذ لا يجوز التعدي على تلك الحقوق التي وصى عليها الإسلام، التي تدعو الى التسامح وقبول الآخر والتحاور معهم، والتعايش بينهم، لتعزيز بناء ثقافة الأجيال المسلمة على أساس وسطية الإسلام.
وتناولت المحاور التي ناقشها المشاركون في المؤتمر مواضيع مختلفة، حول صورة الآخر في الإسلام وإعادة تشكيل صورة المسلمين لدى الآخر، وتعميق التواصل الحضاري وتعزيز المشترك الإنساني من وجهة نظر إسلامية، فضلا عن كيفية مواجهة دعوات الغلو والتطرف واستئصال الفكر التكفيري.
وفي قراءة في الظروف الدولية المعاصرة التي قادت لإطلاق رسالة عمان ، تحدث فيها نائب المنتدى العالمي للوسطية الدكتور محمد حبش من سورية ودعا الأمة العربية والإسلامية أن تستعيد عافيتها، بالانتماء والعودة الى روح الإسلام الذي ينص على الوحدة والتراحم بين الإنسانية جمعاء.
وفي السياق نفسه أكد رئيس قسم أصول الدين في الجامعة الأردنية الدكتور محمد الخطيب ان رسالة عمان جاءت لترد على كل محاولات النيل والتشويه التي طالت الدين الإسلامي، مشيرا إلى أن ظهور الفكر التكفيري كان من أهم أسباب إطلاقها للرد على كل تلك الاتهامات والافتراءات، وان الإسلام يرفض التعصب أو الإكراه في الدين، ويحافظ على حقوق وحرية الأفراد أيا كان انتماؤهم أو ديانتهم أو جنسهم او لونهم.
ومن ناحيته قال قاضي القضاة الدكتور احمد هليل أن رسالة عمان جاءت من حرص جلالته وغيرته على الدين، ولاسيما وان العالم يجهل ماهية الدين الإسلامي، وإنسانيته واحترامه للآخرين، وأخلاقه، مؤكدا أن الإسلام دين حضاري، يتعايش مع روح العصر، ويستوعب تغيراته، وما ينفك عن الدعوة إلى حوار الحضارات، مما يتطلب من العلماء تطوير أساليب الخطاب الإسلامي، والتأكيد على مفهوم الفتوى الصادرة عن علم ودراية، لحماية هذا الدين من التشويه والافتراءات.
المشارك عماد ناصر العبادي الطالب في جامعة اليرموك، قال: ان بناء الاستراتيجية الوطنية للشباب حددت أولويتنا نحن الشباب للعمل نحو تنمية قدراتنا إيمانا بحقنا في المشاركة الفاعلة في جميع مجالات وجوانب الحياة ومشاركتنا وواجبنا في العمل الوطني، وإدراكنا أن التحديات المعاصرة التي تواجه مجتمعنا والتأثيرات على حياتنا نحن الشباب ودورها في حاضر الأردن ومستقبله.. مؤكدا أهمية وضرورة التربية الشبابية الصحيحة والتي أكدت عليها رسالة عمان التي أرادها جلالة الملك وثيقة عالمية تخاطب الإنسانية كلها بقيم الإسلام العالية.
المشارك الشاب عبد الرحمن عثمان الرواشدة بين أن هذا المؤتمر يهدف الى الوصول لأفكارنا وعقولنا نحن الشباب الأردني إضافة إلى النهوض بقدراتنا المختلفة للقيام بواجبنا تجاه بلدنا وأمتنا.. ويأتي ترجمة للرؤية الملكية السامية وانسجاما مع الخطة الوطنية لمواجهة كل أشكال العنف والغلو والتكفير.
وأكد أهمية تأصيل الفكر التنويري لدى الشباب وتعزيز الفكر لديهم الذي يعتبر عاملاً مهماً في فهم صورة الإسلام الرائعة في التسامح واحترام الآخر.
من ناحيته أكد عواد الطراونة الطالب في الجامعة الأردنية واحد المشاركين والمهتمين بقراءة رسالة عمان وتوضيحها.. أن المؤتمر يعتبر فرصة مهمة يلتقي فيها عدد كبير من الشباب الأردني مع نخبة من العلماء والمفكرين العرب والأردنيين لتنوير الشباب بالمضامين الواردة في رسالة عمان التي يحرص الأردن بقيادة جلالة الملك على إبرازها بصورتها المشرقة الحقيقية تجاه الآخرين.
وأضاف: تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لمسنا نحن الشباب من الحكومة عناية فائقة للملف الشبابي حيث وضعت الشباب على سلم أولوياتها في الإصلاح الوطني الشامل من خلال الاهتمام الملموس بالشباب.
رسالة عمان.. الاعتدال والوسطية في مخاطبة الآخر
12:00 28-2-2008
آخر تعديل :
الخميس