#Alrai_LB_01_HomePage_full_ad { width: 728px; height: 90px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:0 auto; @media screen and (max-width:768px){ #Alrai_LB_01_HomePage_full_ad{ display: none } } }
#Alrai_LB_01_HomePage_full_ad { width: 728px; height: 90px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:0 auto; @media screen and (max-width:768px){ #Alrai_LB_01_HomePage_full_ad{ display: none } } }

الفلسطيـّــون (كنعانيـــون أصلانيـــون)

تاريخ النشر : الجمعة 12:00 18-7-2008
No Image

عز الدين المناصرة* -  هناك نظريتان سادتا حول ''أصل الفلسطينيين''، وكلاهما خاطئ: الأولى، تقول إن أصلهم من جنوب الحجاز وعسير، في شبه الجزيرة العربية، والأخرى تقول إن أصلهم من جزيرة ''كريت'' اليونانية، اعتماداً على نصوص توراتية. ولم يتطرَّق أحدٌ للرأي الثالث الذي نؤكده، بأنهم، ''كنعانيون أصليون'' في فلسطين، وهم قبائل متفرعة من القبائل الكنعانية، التي كانت في فلسطين، منذ الإنسان الأول، أي ما يُسمّى ''إنسان الكرمل''، ففي موقع ''العُبيدية'' بفلسطين، عُثر على هيكل عظمي للإنسان منتصب القامة، يعود تاريخه إلى حوالي 000,700 سنة، ويرى ''فاندرميرش'' أنّ ''الإنسان العاقل'' وُجد في فلسطين، قبل 000,35 سنة (خزغل الماجدي: تاريخ القدس القديم: ص 15+ 17).
لكنّ معاوية إبراهيم يقول: ''لا نملك حتى الآن، وثائق تاريخية، توضح اسم فلسطين، قبل الألف الثاني، ق.م. أما بلاد الشام، فقد عُرفت في النصوص الأكّادية في الألف الثالث، ومستهل الألف الثاني، ق.م، على أنها بلاد (أمورو). وقد عُرفت فلسطين، منذ القرن الثامن عشر ق.م، بأنها (أرض كنعان). وغالباً ما يكون أصل كلمة فلسطين، هو (فلستيا)، التي وردت في السجلاّت الاشورية، أيام الملك الأشوري (أددْ نيراري الثالث)، أي حوالي 800ق.م، باسم (أرض فلستيا)، أو (فلستو)، أو (أرض الفلسطينيين)، كما في العهد القديم، وعاصمتها مدينة (أسدود)، والمقصود بها، كامل الأرض الفلسطينية الممتدة بين سيناء وغور الأردن شرقاً، وأصبح اسم (فلسطين) في العهد الروماني، مصطلحاً رسمياً منذ عهد هَدْريان'' (تاريخ فلسطين القديم: الموسوعة الفلسطينية، المجلّد الثاني، القسم الثاني، ص 4+5).
لكنّ هيرودوت ينصّ على أن الاسم أُطلق في عصره على ''المنطقة الممتدّة من جنوبي دمشق حتى حدود شبه جزيرة سيناء''، كما ينقل زياد منى (الجديد في تاريخ فلسطين القديمة: ص 182). أمّا كاثلين كينيون (Kenyon)، فهي تقول: ''في نهاية الألف الثانية ق.م، كان يوجد نبع (عين السلطان)، قرب أريحا، الذي بُني من تجمع الطوب المنهار الذي يعود إلى الطبقات السكنية المتعاقبة عبر فترات زمنية تمتدُّ منذ 9000 ق.م'' (كينيون: الكتاب المقدس والمكتشفات الأثرية الحديثة: ص 47-48). وقد ميزت كينون فترتين (أ، ب) في العصر الحجري الحديث قبل الفخاري (8000-5500 ق.م)، وأثبتت أن الفترة الأقدم ''أ'' هي تطورطبيعي تدريجي للحضارة النطوفية، إذْ إنّ صناعتها الصُوّانية، كانت صناعة محلية (محمود أبو طالب: آثار الأردن وفلسطين: ص 41). وكانت قد سبقت الحضارة النطوفية في فلسطين، حضارة أخرى، هي الحضارة ''الكبارية''، وتُعدّ الحضارة الكبارية: ''أوّل حضارة شامية واسعة الانتشار انطلقت من فلسطين، وشملت بلاد الشام كلها من الفرات حتى سيناء. وقد اكتُشف في فلسطين أقدم بناء معروف في بلاد الشام حتى الآن، يعود بناؤه إلى عام 14000ق.م'' (الماجدي: ص 22-23). ويقول سامي سعيد الأحمد: ''ظهرت جماعة جديدة في فلسطين في نهاية الألف الرابع، سكنت شمال ووسط فلسطين، ونرى حضارة هؤلاء واضحة، بصورة خاصة في مقابرهم في مدن: مجدّو، بيسان، العفّولة، تل الأساور، تل أبو زريق، خربة الكرك، أم حماد الشرقي، أريحا، تلول العلائق، تل الفارعة، تل عاي، وتل النصبة - أطلقت كينيون على مدنيتهم: عصر المدينة''(سامي الأحمد: تاريخ فلسطين القديم، ص 72-73).

هيرودوت :
السوريون ''سكّان فلسطين''

أنهى هيرودوت كتابة كتابه ''التاريخ'' عام 450 ق.م، وقيل 425 ق.م، وفي هذا الكتاب، تعرّض لسكان فلسطين على النحو الآتي:
أولاً: ترد أول الإشارات لفلسطين في كتاب هيرودوت، حين ذكر أنّ ''السكيثيين''، اجتاحوا آسيا، ثمّ زحفوا إلى مصر للاستيلاء عليها: ''فلما بلغوا فلسطين، وجدوا أمامهم ملك مصر ''بسميتاك''، ومعه الهدايا، وهو يلهج بالدعاء لهم، راجياً التوقف عن زحفهم، فعادوا أدراجهم، حتى توقفوا في ''عسقلان''، دون أنْ يلحقوا ضرراً بالبلاد أثناء مسيرتهم، لولا أنّ ''قلّة منهم''، تأخرت عن الركب، وأخذت تنهب ''معبد أفروديت'' بعسقلان. وقد تقصيتُ الأمر، وتبيّن لي أنه ''أقدم المعابد'' الخاصة بهذه الآلهة، وما المعبد المكرّس لها في قبرص، كما يُسلّم أهلها بذلك، إلاّ تقليدٌ لمعبد عسقلان، والمعبد الذي في ''شتيرا'' الذي أقامه الفينيقيون، وهم أهل هذه المنطقة من سورية.
ثانياً: يعترف الفينيقيون، والسوريون سكّأن فلسطين، أنّهم أخذوا عادة ''الختان'' عن المصريين، أمّا السوريون الذين يعيشون بين النهرين، فقد أخذوا عادة الختان عن القلقيز (سكّان جزيرة سردينيا)، كما يقول هيرودوت، ويضيف أن المصريين وسكان سردينيا، يشتركون أيضاً في أسلوب حياكة الكتّان، وفي اللغة. كما يشير هيرودوت إلى الفرعون ''سيسوستوريس''، الذي أخضع الخليج العربي، وترك أنصاباً تؤكد انتصاراته، وقد زالت معظم هذه الأنصاب: ''ولكنّ رأيت بأمّ العين، تلك النُصُب ما تزال قائمة، في ذلك الجزء من سورية، المُسمّى ''فلسطين''.
ثالثاً: دام عهد الفرعون بسميتاك، أربعة وخمسين عاماً، قضى منها ''تسعة وعشرين عاماً'' في حصار ''أزوتوس= أسدود الفلسطينية''، وهي مدينة عامرة في سورية، حتى حاز عليها في النهاية. وقد كان صمود أزوتوس، هو الأطول في التاريخ، كما يؤكد هيرودوت.
رابعاً: ثمّ جاء الفرعون ''نخاو بن بسميتاك''، وهاجم السوريين في البرّ، واستولى على مجدلوس ''المجدل''، وكاديتس ''غزة''، وهي حاضرة عامرة في سورية.
خامساً: قرر قمبيز، ملك فارس أن يغزو مصر في عهد الفرعون ''أمازيس''، وكان قمبيز قد اشترى جاسوساً يونانياً ''كان ذا مرتبة عالية في الجيش المصري''، يدعى ''فانيس الهاليكارناسي''. وقد نصح الجاسوس اليوناني ''فانيس''، قمبيز بأن''يعبر جيشه الصحراء، وأنْ يرسل إلى ملك العرب، ويطلب منه الأمان أثناء عبوره''، ويضيف هيرودوت ما يلي: ''لا يمكن دخول مصر إلا عن طريق عبور الصحراء، ويسكن البلاد الممتدة من أرض الفينيقيين، حتى حدود مدينة كاديتس (غزة)، السوريون، الذي يُسمّون (الفلسطينيون)، ومن هذه المدينة التي تضارع مدينة سارديس في حجمها، فإنّ جميع الموانئ حتى (جينيسيوس) تتبع ملك العرب. والمنطقة التي تمتدّ من هناك حتى بحيرة سربونيس (سبخة البردويل)، والتي ينحدر بالقرب منها جبل كاسيوس ليصل إلى البحر، فإنها تعود لسوريا أيضاً. أما مصر فتبدأ من منطقة بحيرة سربونيس، لكنّ المنطقة التي تقع ما بين جينسيوس من جهة، وجبل كاسيوس والبحيرة من جهة أخرى، فصحراء قاحلة ليس فيها قطرة ماء. وتستورد مصر النبيذ من بلاد الفينيقيين والإغريق، معبأً في جرار من الفخار، وبعد أن تصبح فارغة، يتم جمع الجرار الفارغة في (ممفيس)، حيث يقوم أهلها بملء هذه الجرار بالماء وترسل إلى هذه المنطقة الصحراوية من سورية. وقد عمل قمبيز بنصيحة الجاسوس اليوناني، وأرسل إلى ملك العرب يلتمس منه الماء والمساعدة، فمنحه ما أراد، وتبادل الفريقان العهود''. و''ما من أمة تحترم العهود وتقدّسها مثل العرب''. عبر الفرسُ الصحراء، وهزموا جيش مصر''، كما يؤكد هيرودوت.
سادساً: يقول هيرودوت: ''وما بين فارس وفينيقيا أرض شاسعة، ويمتدّ اللسان القارّي بمحاذاة ساحل البحر الأبيض المتوسط من (فلسطين سورية)، حتى مصر''. وعندما جهَّز ملك فارس ''أحشويرش''، جيشه لغزو بلاد اليونان، تحالف معه الفينيقيون والفلسطينيون والمصريون، وكان الأسطول البحري يتألف من 1207 من السفن، وهنا يقول هيرودوت: ''قدّم الفينيقيون، والسوريون سكّان فلسطين 300 سفينة، وبحّارتها يرتدون خوذات شبيهة بخوذات أمثالهم من الإغريق، فضلاً عن الدروع من نسيج الكتان والتروس والرماح. ويروي هؤلاء أنّهم كانوا يسكنون الخليج العربي في قديم الزمان، ثمّ هاجروا إلى الساحل السوري، وما يزالون يسكنون هذا الساحل إلى اليوم. وتُعرف هذه المنطقة من سورية وما يليها جنوباَ حتى مصر بفلسطين. وكان إسهام المصريين 200 سفينة. وكانت أفضل السفن، هي سفن أهل صيدا. كذلك شارك في الحملة بقيادة ملك فارس، فريق الهجّانة العرب، وسائسو العربات الليبية 20 ألفا... الخ''.

ملاحظات (1)

أولاً: وُجد ''الإنسان، مُنتصب القامة'' في فلسطين، قبل حوالي 700 ألف سنة، ووجد ''الإنسان العاقل'' في فلسطين قبل 35 ألف سنة. وعُرفت باسم فلسطين، حسب معاوية إبراهيم بعد الألف الثاني ق.م، وعرفت فلسطين منذ القرن الثامن عشر باسم ''أرض كنعان''، وورد اسم فلسطين في السجلات الأشورية (800 ق.م) باسم ''فلستيا''، أما كاثلين كينون، فهي ترجع حضارة مدينة أريحا الفلسطينية إلى عام 9000 ق.م. ويرى محمود أبو طالب أن ''يريحو، يافو''، وهي أسماء كنعانية ''يعود الاستقرار فيها إلى الألف الرابعة والثالثة ق.م''، ويستشهد أبو طالب بقول المستشرق ''جِبْ'' (Gelb)، بأنّ: ''جنوبي بلاد الشام، أي فلسطين، وشرقي نهر الأردن، هي مهد الساميين''. ويقول الماجدي إن أقدم بناء في بلاد الشام كلها، كان في فلسطين، حوالي العام 14 ألف ق.م. أما ''الجماعة الجديدة'' التي أشارت إليها كينيون في فلسطين في نهاية الألف الرابعة، فهي كنعانية-أمورية، والأموريون فرع من القبائل الكنعانية المنتشرة في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان، ويقول سامي الأحمد: ''اللغة العمورية، ذات علاقة وثقى باللغة الكنعانية''، لكنّ هذه ''الجماعة الجديدة''، لم تأت من خارج فلسطين، بل هي الفرع الفلسطيني الكنعاني من الأموريين.
ثانياً: لدى حديثه عن ''معبد عسقلان''، يصف هيرودوت ''عسقلان''، بأنها منطقة في فلسطين السورية، وأنّ ''الفينيقيين'' هم أهل هذه المنطقة. ورغم أنه يميز بين فينيقيا والجزء من سوريا، المسمّى ''فلسطين''، إلاّ أن هيرودوت يتحدث عن ''الفينيقيين، والفلسطينيين''، على أنهما ''شعب واحد'':
1- الفينينقيون، والسوريون سكان فلسطين، أخذوا عادة الختان من المصريين.
2- الفينيقيون هم أهل هذه المنطقة ''عسقلان الفلسطينية السورية''.
3- أسدود: مدينة عامرة في سورية، كذلك ''المجدل، وغزة''.
4- تقع فلسطين بين فينيقيا وبحيرة البردويل في سيناء.
5- العرب، هم بدو سيناء، حسب وصف هيرودوت.
6- قدّم الفينيقيون، وسكان فلسطين معاً، 300 سفينة، لتجهيز حملة ملك فارس على اليونان، فلماذا قدّم هيرودوت الرقم مشتركاً دون تفصيل، لو لم يكونوا شعباً واحداً!.
7- يقصد هيرودوت، بـ ''هؤلاء''، الفلسطينيين والفينيقيين معاً، في سياق كلامه، على أنّ أصلهم من ''الخليج العربي''، وأنهم هاجروا إلى الساحل السوري، و''تُعرف هذه المنطقة من سورية وما يليها جنوباً حتى مصر بفلسطين''.
إذنْ: كتب هيرودوت، كتابه في القرن الخامس ق.م، حيث أورد اسم ''فلسطين'' أكثر من مرّة، ومعنى ذلك أن الأحداث التي رواها قد وقعت قبل ذلك بقرون، لأنّ الفرعون المصري ''سيسوستوريس''، هو ''إما سنوسرة الأول، وهو من الأسرة السادسة، 2300 ق.م، أو سنوسرة الثالث من الأسرة الثانية عشرة، 1900 ق.م''، أما الفرعون ''بستيماك الثاني، فقد كان في الفترة، 595-589ق.م''. وهكذا، فإنّ أقدم اسم مذكور لفلسطين عند هيرودوت يعود إلى العام 2300 ق.م. ويبدو لنا من وصف هيرودوت أنّ ''الفينيقيين والفلسطينيين'' هم ''شعب واحد''، أو، هما: فرعان من السوريين، وأنّ حدود فلسطين، تقع بين ''صور الفينيقية''، و ''بحيرة البردويل'' في سيناء، وأنّ أطول حصار في التاريخ القديم، هو حصار الفرعون لمدينة ''أسدود'' الفلسطينية، إذ استمر حوالي 29 سنة.

مارتن برنال: هل شعب ''فلسطيا'' من اليونان!

يُشير برنال إلى العلاقة بين ''البلاسجيين'' (Pelasgoi)، وبين ''شعب الفلسط، أو الفلسطينيين (Philistines)، الذين استقروا في فلسطين في القرن الثاني عشر ق.م، حسب برنال، وهو يضيف: ''كان البالاسجيون يقطنون مدينة أرجوس (Argos) البالاسجية، وقد أشار هوميروس إلى دودونا (Dodona)، بمدينة إبيروس البالاسجية. ويذكر هيسيودوس (الشاعر الملحمي)، أسماء ثلاث قبائل هيللينية استقرت في (كريت)، وهم: البالاسجيون، والآخيون، والدوريون. ويذكر ديودور الصقلي أنّ البالاسجيين قد استقروا في جزيرة كريت قبل الدوريين، ويميز هوميروس بين (الإتيوكريتيين): الكريتيين الأصليين، وبين البالاسجيين، الذين قد يكونون متحدثين بـ(اللسان السامي)، لكن هوميروس لم يُشر إلى وجود الدانائيين، أو الأرجوسيين في كريت''، لهذا، يقرر برنال أن ''البلاسجيين كانوا أقدم من سكن كريت''، أي قبل الهللينيين، حيث وصل البلاسجيون ''كريت'' قبل القرن الرابع عشر ق.م. وهكذا يصبح محتملاً أن يكون البلاسجيون، متطابقين مع الدانائيين. أما الفلسطينيون، فهم (حسب الكتاب المقدس)، يفترض أنهم أتوا من كريت. ومعادلة Pelast, pelasg، كانت تُفسر عادةً بوجود ''نقطة توقف'' في أصل الكلمة، سمعها الإغريق على أنها ''حرف: g''، بينما سمعها المصريون على أنها ''حرف: T''. وقد أكّد هيرودوت أنّ اللغة البالاسجية، لم تكن لغة إغريقية. وربما أتت كلمة ''Pelasgoi'' من كلمة ''Pelast''، وهو النطق الذي يمكن إعادة تكوينه من الصيغة الكنعانية''. ويضيف برنال: ''وعلى هذا، فإذا كانت هناك معادلة بين اللغة البلاسجية، واللغة الفلسطينية، وهو أمر ممكن، وإذا كان الفلسطينيون قد تحدثوا اللغة الإغريقية -وهو أمرٌ محتمل، فإنّ هذا يزيد بشكل كبير من احتمال أن يكون البلاسجيون من سكان كريت قد تحدثوا بلغة هيللينية''. وقد ظلّ ''الدوريون''، يؤكدون أنّهم من ذريّة ''الدانائيين المصريين''، وأنّ ملوك الدوريين: ''ظلّوا يعتدّون بأصولهم الهكسوسية، حتى فترة موغلة في العصر المتأغرق ''الهللنستي''. وقد ربط هيرودوت بين البلاسجيين، والإيونيين، فالبلاسجيون كانوا يدعون ''أهل الساحل''. ثمّ يخصص ''مارتن برنال''، ملحقاً خاصاً لمناقشة مسألة علاقة الفلسطينيين باليونان، نلخصه في النقاط الآتية:
أولاً: يرى ساندرز أنّ ''البرست''، وهم الفلسط، أو ''الفلسطين''، قدموا إلى بلاد ''اللفانت'' بطريق البرّ، ويأتي اسمهم مقترناً بالترشينين والطرواديين في شمال غربي ''الأناضول''، وعُرف الفلسطيون في ''التوراة''، باسم ''سيرانيم''، وهو لفظ مشتق من اللغة الحثية الجديدة، أو من لفظ تيرانوس في اللغة اليونانية، بل لقد قُرن اسم ''جالوت: العملاق الفلسطي'' بالاسم الليدي ألياتس. وذكر المؤرخ الليدي اكسانثوس أنّ: ''بطلاَ ليديّاً، يدعى موبسوس قد ذهب من ليديا إلى ''فلسطيا''. وهذه قرائن تؤخذ على أن الفلسط، جاءوا من ''الأناضول''، لا من كريت، لكنّ الشاعر كالينوس، الذي كان يكتب في القرن السابع ق.م، ذكر بأنّ: ''شعوباً بقيادة موبسوس ''أحد أبطال اليونان في حرب طروادة''، قد عبرت جبال طوروس، حيث أقام البعض منها في ''بامفيليا''، وانتشر آخرون في كيليكية، وسوريا، ووصلوا إلى فينيقيا. ويقول برنال إن الشيء الملفت هو التشابه بين هذه الرواية، وبين ما جاء في ''نقش رمسيس الثالث''، المكتوب في أوائل القرن الثاني عشر، وقد جاء فيه: ''وأمّا عن البلاد الأجنبية، فقد حاكوا مؤامرة في جُزُرهم ''بحر إيجة، وصقلية، وسردينيا'' منهم: الحثيون، والكيليكيون، والكركميشيون، والأرزاوا، والألاشيا ''قبرص''، وقد قضي عليهم... وأقيم معسكر في عامور ''سوريا''... وكان الحلف مؤلفاً من: ''البرست، والتكور، والسكل، والدنّ، والوش''. ويعلّق برنال: ''ينبغي أن نلاحظ أن البرست يرتبطون بالتكور الذين استقروا كذلك في فلسطين، والذين يمكن أن تكون لهم صلة بالبطل اليوناني، تيوكريس. أما اسم ''السكل''، فيرتبط باسم صقلية، وارتباط الدنّ بـ''دانونا، والدانائيين''. كما أن كلمة ''سرنم''، وردت في النصوص الأوغاريتية، ولا يمكن أن تكون لها صلة مباشرة بأناضوليين كانوا ضمن ''شعوب البحر'' الغازية. وكان هناك تأثير للغة الحثية في اللغة الكنعانية في فلسطين. أما جالوت، فهو ينتمي إلى عماليق ''جات - Gath''، الذين يرى سترينيج، أنهم كنعانيون، وأن الصلة بين جوليات وألياتس، هي مجرد احتمال. أما ''التوراة''، فهي تربط بين الفلسطيين وبين ''كفتور'' أو كريت!!. ويرى برنال أنّ ''الترش''، هم الطرواديون.
ثانياً: يلاحظ برنال أنّ ما يُسمى ''الفخّار الفلسطي''، كان فخّارا محلياً في صناعته، لكنه شبيه بطراز ''الفترة الموكينية الثالثة''، ولهذا يقرر برنال: ''القرائن المكتوبة والأثرية التي تقيم الصلة بين الفلسطيين، وجزر بحر إيجة، تتفق معاً إلى حدّ ما''. و ''الجانب الأكبر من الفلسطيين جاء من كريت وجزر بحر إيجة''، ولهذا، فإنّ الاحتمال يصبح كبيراً في أنهم كانوا يتكلمون اليونانية، فاليونانية هي اللغة السائدة في كريت، قبل أكثر من قرن من ورود أقدم إشارة إلى ''البرست''، كذلك، فثمة أمور أخرى، تبين صلة الفلسطيين ببلاد اليونان. فالنصوص الأشورية، تشير إلى شخص بعينه، تُسميه: ''لاماني''، أو ''لادانا''، وكلاهما تعني ''يوناني''، وهي تذكر أن هذا الشخص ''استولى على العرش في أسدود المدينة الفلسطية، وأعلن العصيان ضد أشور عام 712ق.م''. فالفلسطيون، كما يقرر برنال، اصطبغوا بالصبغة السامية، وربّما كان ''لاماني''، من سلالة يونانية في القرن الثامن ق.م. وبعد غزو ''السكيثيين'' في القرن الثامن لفلسطين، يبدو أن اسم ''الفلسطيين'' قد حلّ محله اسم ''الغزّاويين ''غزاتي'' حينا، والأسدودويين ''أسدودي''، حيناً آخر. وثمّة أمر بين الصلات بين ''فلسطيا'' واليونان في تلك الفترة ''حوالي عام 400ق.م'': ''كانت غزة هي المدينة الوحيدة إلى الشرق من أثينا، التي صكّت نقوداً طبقاً للأوزان الأتيكية ''عملة أثينا''، بكتابات كنعانية فينيقية، وتحمل بعض النقود من غزة، النقش ''مينو''، الذي يفترض أنّ له صلة بمينوس ''ملك كريت''. ورغم أن ''شعوب البحر''، كانوا يتحدثون اللغات الأناضولية، إلا أن ''الفلسطيين''، كانوا في أغلبهم يتحدثون اليونانية.

ملاحظات (2)

أولاً: يقرر برنال مسبقاً أنّ ''الفلسط''، استقروا في فلسطين في القرن الثاني عشر، دون أدلة على ذلك، وهو أيضاً يقرر مسبقاً أنّ ''الفلسطيين''، هم من ''شعوب البحر''، دون أدلة. ثمّ يعقد مقارنة لغوية غير مقنعة ''أتت كلمة Pelsagoi التي تدلّ على البالاسجيين من كلمة Pelast''، كما يقول، وأنّ ''الدوريين'' وهم من شعوب البحر، هم من أصل هكسوسي، حيث ما تزال كل هذه الاشتقاقات والمقارنات غير مقنعة. كذلك هناك تناقض بين مصطلحي: ''برست'' المصري، و''بلست'' اليوناني، وقد تكون هذه المصطلحات لا تعني ''الفلسطينيين''، سكّان أرض فلسطين، بل تعني أحد ''شعوب البحر''، وهو ليس بالضرورة ''شعب فلسطيا الأصلي'' من الناحية اللغوية.
ثانياً: تمّ لدى المستشرقين تعميم مصطلح ''شعوب البحر'' على أنه يعني ''البرست'' وحدهم، رغم وجود شعوب أخرى في حملة شعوب البحر ضدّ سوريا وفينيقيا وفلسطين ومصر، فكيف نسمّي ''شعب فلسطين الأصلي''، باسم أحد شعوب البحر ''Pelast''، رغم أن الغزو كان جماعياً.
ثالثاً: ما يذكره المؤرخ الليدي اكسانثوس من أنّ ''بطلاً ليدياً، يدعو موبسوس قد ذهب من ليديا إلى فلسطيا''، يُدلّل أن اسم ''فلسطيا''، كان سابقاً لغزوة شعوب البحر (1200ق.م).
رابعاً: كان اسمها ''فلسطين''، كما يؤكد هيرودوت في عصر الفرعون سيسوستوريس (1971-1928ق.م)، وإذا كان المقصود هو ''سيستوريس الثالث''، فالفترة هي 1878-1843ق.م، أي بين القرن العشرين ق.م، والقرن التاسع عشر ق.م، أي قبل غزوة شعوب البحر بحوالي ثمانية قرون، فكيف أعطى أحد شعوب البحر ''البرست'' اسمه لأرض فلسطين في القرن الثاني عشر ق.م.
خامساً: يبدو لي أنّ ''غزوة شعوب البحر''، لا علاقة لها، بتسمية فلسطين، وإنما حدثت التسمية قبل ذلك بقرون، ولا يرتبط اسمها بما اكتشف من النقوش المتأخرة عن التسمية بطبيعة الحال.
سادساً: كلّ ما أورده مارتن برنال حول علاقات فلسطين باليونان، قد يبدو صحيحاً، فعلاقات فلسطين باليونان قديمة جداً، وقد يكون بعض سكان فلسطين من أصول يونانية كريتية، ولكن لا علاقة لهذه ''العلاقات''، بتسمية فلسطين والشعب الفلسطيني، لأن تصوّري البسيط هو كالآتي: الفلسطينيون فرعٌ قويٌّ من القبائل الكنعانية - الأمورية السورية، أصبح مسيطراً في فلسطين في المرحلة قبل القرن العشرين قبل الميلاد، فسُمّيت هذه الأرض باسمهم، بعد أن كان اسمها منذ ''الألف الرابع ق.م''، وربّما منذ ''الألف التاسع ق.م''- أرض الكنعانيين، أي أرض سوريا الجنوبية الطبيعية، فالفلسطينيون ليسوا من ''شعوب البحر''، ولا جاءوا من كريت، رغم وجود صلة قوية بين اليونان وفلسطين. الإشكالية هنا هي أنّ المستشرقين منذ القرن الثامن عشر الميلادي، قد صاغوا جبالاً من الأكاذيب، لضبط ساعاتهم وتواريخهم وكتاباتهم مع ''أساطير التوراة''.


* شاعر ومفكر وناقد

.alrai-related-topic { width: 100%; } .alrai-related-topic .wrapper-row { gap: 27px; flex-wrap: nowrap } .alrai-related-topic .item-row { padding-right: 1px; width: 280px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info { padding: 15px 15px 28px 16px; border: 1px solid rgba(211, 211, 211, 1); height: 118px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info a { color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; font-family: Almarai; font-size: 15px; font-style: normal; font-weight: 800; line-height: 25px; text-decoration: none; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden; } @media screen and (max-width:768px) { .alrai-related-topic .wrapper-row { flex-wrap: wrap } .container .row .col-md-9:has(.alrai-related-topic) { width: 100%; } .alrai-related-topic { margin-top: 10px; } .alrai-related-topic .item-row { width: 100%; } }
#Alrai_LB_01_HomePage_2 { width: 300px; height: 250px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:23px auto; } #widget_1895 #Alrai_MPU_01{ margin-top:42px;}
.alrai-culture-art-widget{border-right:1px solid #d9d9d9;padding-right:11px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1 a{color:color(display-p3 0 .6157 .8745);text-align:right;font-family:Almarai;font-size:24px;font-style:normal;font-weight:800;line-height:39px;text-decoration:none;padding-bottom:5px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1{margin-bottom:26px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1::after{content:"";position:absolute;left:0;right:0;bottom:0;background:linear-gradient(90deg,rgba(0,85,121,.05) 0,#009ddf 100%);z-index:1;height:3px;width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-row{width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-ratio{padding-bottom:58%}.alrai-culture-art-widget .item-info{padding:23px 0}.alrai-culture-art-widget .item-info a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:first-child)>a{display:none}.alrai-culture-art-widget .item-row a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none;-webkit-line-clamp:3;-webkit-box-orient:vertical;display:-webkit-box;overflow:hidden}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:last-child){border-bottom:1px solid #d9d9d9}@media screen and (min-width:1200px){#widget_1703 .alrai-culture-art-widget{border-right:0px;padding-right:0}}
.alrai-epaper-widget{margin-top: 20px; max-width:250px}
Tweets by alrai
.alrai-facebook-embed{margin-top: 70px;}
#Alrai_LB_01_HomePage_2 { width: 300px; height: 250px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:23px auto; } #widget_1895 #Alrai_MPU_01{ margin-top:42px;}
#widget_2097 .alrai-section-last-widget {padding-top:35px;margin-top:0;} .alrai-section-last-widget .row-element .item-row .img-ratio{ display:flex; } /* Horizontal scroll container */ .alrai-section-last-widget .full-col { overflow-x: auto; overflow-y: hidden; -webkit-overflow-scrolling: touch; width: 100%; } /* Flex container - critical changes */ .alrai-section-last-widget .content-wrapper { display: flex; flex-direction: row; flex-wrap: nowrap; /* Prevent wrapping to new line */ align-items: stretch; width: max-content; /* Allow container to expand */ min-width: 100%; } /* Flex items */ .alrai-section-last-widget .item-row { flex: 0 0 auto; width: 200px; /* Fixed width or use min-width */ margin-right: 7px; display: flex; /* Maintain your flex structure */ flex-direction: column; } /* Text handling */ .alrai-section-last-widget .article-title { white-space: nowrap; /* Prevent text wrapping */ overflow: hidden; text-overflow: ellipsis; display: block; } /* Multi-line text truncation */ .alrai-section-last-widget .item-row .item-info a { display: -webkit-box; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; overflow: hidden; white-space: normal; /* Allows line breaks for truncation */ } /* Hide scrollbar */ .alrai-section-last-widget .full-col::-webkit-scrollbar { display: none; } @media screen and (min-width:1200px){ .alrai-section-last-widget::after { transform: translateX(0); } } @media screen and (max-width: 768px) { .alrai-section-last-widget .row-element .content-wrapper { flex-direction: row !important; } .alrai-section-last-widget::after{ transform: translateX(100%); right:0; left:0; } }
.death-statistics-marquee .article-title a,.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{text-align:right;font-family:Almarai;font-style:normal;font-weight:700;line-height:25px;text-decoration:none}.death-statistics-marquee .breaking-news-wrapper{width:100%;display:flex}.death-statistics-marquee .breaking-news{background-color:#7c0000;padding:22px 17px 24px 18px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px}.death-statistics-marquee .breaking-news-content{background-color:#b90000;padding:22px 18px 24px 21px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px;width:100%;position:relative}.full-container .marquee-container-widget:not(.relative-widget) .wrapper-row{position:fixed;width:100%;right:0;bottom:0;z-index:100000}.death-statistics-marquee .marquee-container-widget .title-widget-2{width:75px;background-color:#757575;color:#fff;height:60px;display:flex;align-items:center;justify-content:center}.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:15px;padding:16px 18px 16px 15px;display:block}.death-statistics-marquee .content-row:not(.content-row-full){width:calc(100% - 100px);background-color:#000}.death-statistics-marquee .content-row marquee{direction:ltr}.death-statistics-marquee .content-row .img-item{display:inline-flex;height:60px;align-items:center;vertical-align:top}.death-statistics-marquee .content-row .article-title{height:60px;display:inline-flex;align-items:center;color:#fff;padding:0 15px;direction:rtl}.death-statistics-marquee .article-title a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:17px}.death-statistics-marquee .title-widget-2{width:100px}#widget_1932{position:static;bottom:0;width:100%;z-index:1}