الحماة والكنة.. جدلية العلاقة

الحماة والكنة.. جدلية العلاقة

رويدا السعايدة - ''ضربني وبكى.. سبقني واشتكى'' بهذا المثل الشعبي أجابت أم أحمد عند سؤالنا لها حول كيفية علاقتها مع زوجة ابنها، بالمقابل كان رأي دينا أن ''الحماه أمٌ ثانية''.
آراء مختلفة ووجهات نظر متباينة لفتيات متزوجات وغير متزوجات ولأزواج وحموات؛ فالبعض أرجع السبب إلى ''الكنة'' والآخرون ألقوا بالمسؤولية على الزوج، ومنهم من يرى أن للحماة الدور الأكبر في ذلك.

غيرة وأنانية
تقول تهاني عودة: إن العلاقة بين الحماة والكنة تعتمد كثيراً على الزوج؛ فيجب عليه أن يقرب وجهات النظر بين والدته وزوجته، طبعاً إذا كان هناك اختلاف أصلاً ومن الممكن أن يجعل العلاقة بينهما علاقة حب واحترام بعيدة كل البُعد عن الأنانية والغيرة لأنه بغض النظر عن الزوجة أو الأم كل واحدة منهما تحمل شيئاً معيناً بنفسها تجاه الأخرى لكن قد تكون هناك أسباب كثيرة لسوء العلاقة بينهما.
وترى تهاني أن ''تدخل أخوات الزوج في العلاقه بين الحماة والكنة تزيدها سوءاً وهذا حسب طبيعة اخوات الزوج فربما كانت اخواته عدائيات وهذا يزيد التوتر كما أنهن لا يستطعن أن يقفن في وجه أمهاتهن حتى وإن كن على خطأ''.
ويوافقها الرأي شريف عبد الرحمن الذي يرى أن يكون الزوج عادلاً في مواقفه ودائماً مع الحق، ويجب أن ترجح قليلاً كفة الزوجة عند الرجل ليس من باب التحيز ولكن ''الكنة'' هي دائماً الشخص الغريب الذي يدخل تلك العائلة الجديدة والتي يجب على الزوج فرش بساط المحبة؛ كي لا تشعر الزوجة بأنها غريبة أو بأنها ليست من العائلة.

أمثال ونكات
أما سهام فراج فترى أن صراع الحماة والكنة من أكثر المشاكل الموجودة في تاريخ العلاقات الإنسانية، ولولا ذلك لما اكتسبت الكثير من الأقوال الشائعة والنكات ولما وردت في الأمثال ولكن ذلك لا يعني استحالة التعايش الودي بينهما وكل المطلوب منهما هو السعي لتحديد مناطق الصلاحيات ومناقشة كل تلك الأمور العالقة بروح يسودها التفاهم، أما العبء الأكبر في تحقيق ذلك فيقع على عاتق الزوجة.
وتابعت: كثير من الأمهات ينظرن إلى أن زوجة الابن جاءت لتقطف ثمار تعبها وأن ما بذلته من تعب في تربية ابنها يضيع ويذهب لامرأة أخرى، فيكمن الأمر في كيف تنظر الزوجة إلى حماتها فإذا اعتبرتها اما ثانية لها وتقربت منها بكل حب ومودة وجعلت الحوار وسيلة للتقرب منها فستكون العلاقة بينهما حباً وتفاهماً. وكذلك يجب على الحماة اعتبار زوجة ابنها كابنتها وتعاملها بيسر ورفق، فهذا التعايش السلمي سيحقق التفاهم والمودة، لكن في المقابل اذا كانت تعتبر الزوجة حماتها مجرد امرأة أو تعتبر الحماة بأن زوجة ابنها هي جاءت لتخطف ابنها من أحضانها فهنا سيبدأ الصراع والمشاكل التي عادة ما تنتهي إلا وقد زرعت الحقد في قلوب الطرفين وفي النهاية سيدفع الزوج ثمن ذلك.

أم وابن
ومن وجهة نظر نادية العبادي يجب على الحماة أن تُحكم عقلها وخصوصاً أنها مرت بالمرحلة نفسها التي تمر بها زوجة ابنها.. ويجب أن نستبدل كلمة كنة وحماة بكلمة أم وابنة وعليها أن تتقبل التغيرات الحياتية فمصير أي شاب أن يتزوج كما أنها يجب أن تحب لزوجة ابنها ما تحبه لابنتها فمن المستحيل أن ترضى أي أم بأن تعيش ابنتها صراع الحماة والكنة لذلك عليها ان تقدر وضع زوجة ابنها.
وأضافت: يجب على الأم أن تضع مصلحة ابنها وسعادته فوق أي اعتبار، وعلى الابن في هذه اللحظة أن يترك الطرفين يحلان مشكلتهما سوياً، ويحاول تهدئة كلا الطرفين في نفس الوقت، ويتدارك الموقف فلا يقف مع زوجته ولا مع أمه، بل يقف مع نفسه كرجل ويصرف المشكلات عن منزل الزوجية.
احترام الكبير واجب
وأشارت رناد الماضي إلى أهمية أن تعامل الزوجة حماتها معاملة جيدة لكي تنال رضاها ودعواتها، وتضيف: بالنسبة لي فانا ابغض أي زوجة تعامل حماتها بطريقة غير لائقة لأنها بمثابة الأم، كما أرى أن الزوجة إذا أرادت كسب قلب زوجها لا بد من أن تكسب قلب أمه أولاً، ويجب على الزوجة احترام حماتها حقاً ولا تنسى أنها امرأة كبيرة وفي عمر والدتها. ثم أن احترام الكبير واجب وفي حال حدوث مشادات بينهما على الزوجة ان تنسحب بهدوء ودبلوماسية، ويجب على كليهما أن يتنازل عن كبريائه للطرف الآخر وأن يضحي من أجل عش الزوجية.

الزوجة مسؤؤلة
وتؤكد سناء ياسين أن الزوجة هي المسؤولة عن هذا الصراع فيجب عليها أن تحكم عقلها في السيطرة على هذا الوضع وإذا كانت الزوجة تحب زوجها فعلا فأنها ستحاول كسب حماتها بكل الطرق، فمثلاً أن تهديها دائماً في المناسبات وغيرها كما تقوم بتذكير زوجها بأن يتصل بأمه دائما للاطمئنان عليها لكي تشعر بانه لم ينسها.

وحيد العائلة
ويرى وليد طاهر أن أغلب المشاكل تكون بين الحماة والكنة عندما يكون الزوج وحيد أمه وأبيه فالوالدة هنا تشعر بأن الزوجة جاءت لتحرمها منه فهنا يأتي دور الزوجة في تغيير تلك النظرة للحماة من خلال اشعارها انه ما يزال يحتاج لرعايتها.. كسؤالها مثلاً ماذا يحب ولدها من المأكولات، والعودة اليها لتساعدهما في حل بعض المشاكل التي تقع بينهما وهكذا تشعر الأم بأن مكانتها محفوظة فلا تحمل الضغائن، بالمقابل يجب على الأم أن تبتعد عن التدخل في خصوصية ابنها حيث أن كثيراً من الأمهات يتدخلن في أمور أولادهن صغيرة كانت أم كبيرة.

السكن العائلي
وفي ذات السياق تحدثت أسماء العبادي قائلة ''أرى أن أكثر أسباب هذا الصراع وأكثر ما يهدد الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة هو وجود (الحماة) أم الزوج أو أم الزوجة في مسكن الزوجية فظروف الحياة الصعبة لا تسمح لكثير من الأزواج بتوفير بيت خاص لزوجاتهم، لذا يضطرون للسكن في غرفة في بيت ذويهم، الأمر الذي يؤجج المشاكل بين الزوجات والحمايات حيث أن كلاً منهما تحاول أن تظهر الأخرى بأنها المخطئة ويقع هنا الزوج في حيرة.. وبخاصة عندما تتدخل الأخوات فيبدأ الصراع الثلاثي الذي كثيرا ما ينتهي بخسائر فادحة (على حد قولها).
واضافت: على الزوج ألا يفضل إحداهما على الأخرى ماداموا يعيشون تحت سقف واحد وأن يكون أساس المعاملة العدل والمساواة وعلى الزوج أيضاً حفظ أسرار الحياة الزوجية وعدم نقل كلام الأم إلى الزوجة، وان تكون الحياة مشاركة بين الجميع مع وجود حوار هادف ومفيد.