نحو ميثاق حقيقي لمهنة التعليم

تاريخ النشر : الجمعة 12:00 18-4-2008

تمارا يوسف المراعبة - تعد مهنة التعليم رسالة رفيعة الشأن عالية المنزلة تحظى باهتمام الجميع ، لما لها من تأثير عظيم في حاضر الأمة ومستقبلها ، ويتجلى سمو هذه المهنة ورفعتها في مضمونها الأخلاقي الذي يحدد مسارها المسلكي ، ونتائجها التربوية والتعليمية ، وعائدها على الفرد والمجتمع والإنسانية...فالتعليم رسالة تستمد أخلاقياتها من هدي شريعتنا ومبادئ حضارتنا ، وتوجب على القائمين عليها،إخلاصاً في العمل ، وصدقاً مع النفس والناس ، وعطاءً مستمراً لنشر العلم وفضائله،و المعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها ويؤمن بأهميتها ، ويؤدي حقها بمهنية عالية. واعتزاز المعلم بمهنته وإدراكه المستمر لرسالته يدعوانه إلى الحرص على نقاء السيرة وطهارة السريرة ، حفاظاً على شرف مهنة التعليم. والمعلم شريك الوالدين في التربية والتنشئة فهو حريص على توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة ،كما أن له دور فاعل وكبير جدا في المجتمع،فهو يعزز لدى الطلاب الإحساس بالانتماء للدين والوطن ، كما ينمي لديهم أهمية التفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى ، فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها ،والمعلم أمين على كيان الوطن ووحدته وتعاون أبنائه ، فهو يعمل جاهداً لتسود المحبة المثمرة والاحترام الصادق بين الموطنين جميعاً،تحقيقاً لأمن الوطن واستقراره ، وتمكيناً لنمائه وازدهاره ، وحرصاً على سمعته ومكانته بين المجتمعات الإنسانية الراقية.
ولعل من ابرز عناصر مهنة التعليم، أخلاقياتها ومعاييرها الأخلاقية، والخلق لغة يعني السجية والطبع والعادة والدين، والأخلاق اصطلاحا تعني عادات يكتسبها الفرد نتيجة تعرضه لمؤثرات الأسرة والمدرسة والمجتمع والبيئة ، وتنطبع في نفسه ويتمثلها في تصرفاته في المواقف المختلفة،وقد اتفقت الأديان السماوية على أهمية الأخلاق والدور الذي تلعبه في حياة الأفراد والجماعات ،لأنها الدرع الذي يقي الفرد من الوقوع في الرذيلة، كما تحفظ الأمم من الانهيار، وهي فضلا عن ذلك العنصر المهم في كل نهضة وتقدم إنساني ،ومن هذا المنطلق تكتسب الأخلاق المهنية أهمية كبيرة ، إذ إن مقومات أية مهنة تقتضي وجود دستور أو ميثاق أخلاقي مهني يلتزم به أعضاؤه بتطبيقه في سلوكهم اليومي ، فالأخلاق المهنية إذن هي معايير تعد أساسا لسلوك أفراد المهنة المستحب ، والذي يتعهد أعضاء المهنة التزامها ، وبعبارة أخرى هي مجموعة أصول وقواعد يقوم أعضاء المهنة على الالتزام بها حفاظا على مستوى المهنة ورفعا لشانها ،وقد يطلق عليها أحيانا أخلاقيات العمل أو أخلاقيات الوظيفة، علما أن الأخلاق المهنية هي جزء من الأخلاق العامة ، ولكنها تتميز عنها بالتوجه نحو المهنة ،وإذا كانت الأخلاق المهنية ضرورة لكل فرد يعمل في مهنة ، فأنها أكثر أهمية وضرورة لمن يعمل في مهنة التعليم وذلك بسبب خطورة هذه المهنة التي تهدف إلى بناء شخصية الإنسان بأبعادها كافة، فضلا عن أهمية الدور الذي يلعبه المعلم في المؤسسة التربوية حيث تمتد آثار تربيته وتعليمه للطلبة إلى أجيال عديدة ...ويمكن القول بعد هذا أن أخلاقيات مهنة التعليم بشكل عام ( كمبادئ وقواعد) يمكن أن تنطبق على جميع المعلمين في العالم إلا أن جوهر هذه الأخلاقيات ومضامينها تحكمها فلسفة المجتمع وارثه الحضاري وظروفه.
وتشير الأدبيات التربوية أن جهودا غير قليلة قد بذلت في اعتماد مواثيق لمهنة التعليم،فقد قامت هيئات وأنظمة تربوية في عدد من دول العالم بمحاولات كثيرة لتحديد أخلاقيات مهنة التعليم، ومن أمثلة ذلك الدستور الذي وضعته ( اللجنة الوطنية للتربية و المعايير المهنية للمعلمين في امريكا) في عام 1924 وبعد خمس سنوات أي في عام 1929 تم تبني الدستور الأخلاقي لمهنة التعليم، كما تم وضع ميثاق أخلاقي لمهنة التعليم في المانيا الذي تضمن ادوار المعلم وعمله مع طلبته وزملائه وأولياء أمور طلبته ،وميثاق حقوق وواجبات المعلم في بولندا الذي أكد على أهمية ربط الميثاق بمتطلبات الإصلاح المستقبلي للنظام التربوي وبناء أنموذج شخصية المعلم ودوره في حياة المجتمع،أما في الوطن العربي فقد اعتمد مؤتمر وزراء التربية والتعليم العرب الذي عقد عام 1968 ميثاق المعلم العربي الذي تكون من (19) مادة مع تحديد قسم المهنة ، كما قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة و العلوم بتقديم ( دستور أخلاقي لمهنة التعليم) قدم إلى الحلقة الدراسية التي عقدت في مسقط عام 1979 ، أما مكتب التربية العربي لدول الخليج فقد اعتمد وثيقة بعنوان ( إعلان مكتب التربية العربي لدول الخليج لأخلاق مهنة التعليم) عام 1985 ، كما قامت أقطار عربية منفردة بإعداد مواثيق بشان الموضوع .
ولكن، لكي يأخذ أي ميثاق أو دستور مقترح لمهنة التعليم أبعاده العلمية و التربوية و السلوكية ويتقبله المعلمون ويعملون بما جاء فيه برحابة صدر وقناعة ويتمثلونه في انجاز مهامهم التربوية و التعليمية داخل المدرسة وخارجها ، يمكن ايراد بعض التوصيات التي تعزز العمل بهذا الاتجاه :
1) النظر إلى التعليم بوصفه مهنة رفيعة لها منطلقاتها وشروطها وأخلاقياتها ،وتعامل المجتمع أفراد ومؤسسات مع المعلمين بروح من المودة والتقدير بما يعلي من شأنهم ، ويعزز من مكانتهم ، ويتناسب مع مهامهم ومنع كل ما يؤدي إلى التقليل من شأنهم أو يسيء إلى مهنتهم أو يؤذي سمعتهم .
2) اعتماد القوانين و الأنظمة و التعليمات التي تعزز أوضاع المعلمين الاجتماعية و الاقتصادية ومنها توفير السكن المناسب ، وشمولهم بالرعاية الاجتماعية و التامين الصحي وتوفير الحوافز المادية و المعنوية مما يوطد ولاءهم لمهنتهم و اعتزازهم بها ، فلحد الآن تعتبر رواتب المعلمين والمعلمات اقل من رواتب موظفي الحكومة العاملين في الوزارات والدوائر.
3) العمل على حسن اختيار المتقدمين للانتماء إلى مهنة التعليم وفق معايير وقواعد علمية ، فالمعلمون يعيّنون عن طريق ديوان الخدمة المدنية في المدارس الحكومية من غير امتحانات تنافسية ، كما يحدث في وظائف الوزارات.
4) العمل على إعداد المعلمين في إطار جامعي مع التدريب المستمر وفتح آفاق للدراسات العليا أمامهم، فهناك من مديري ومديرات المدارس من يضيق الخناق على المعلم أو المعلمة إن أراد إكمال الدراسات العليا ، بزيادة العمل الإداري عليهم وتخفيفه عن الباقين ، وبالتعليقات المنوعة بمعنى وبدون معنى .. مثل هذه الأفعال لا يستطيع أي ميثاق لمهنة التعليم المحاسبة عليها، فهو شعور وجداني وسلوك ايجابي من داخل الإنسان .. ومن المعروف بان فاقد الشيء لا يعطيه
جامعة فيلادلفيا - كلية تكنولوجيا المعلومات
[email protected]

.alrai-related-topic { width: 100%; } .alrai-related-topic .wrapper-row { gap: 27px; flex-wrap: nowrap } .alrai-related-topic .item-row { padding-right: 1px; width: 280px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info { padding: 15px 15px 28px 16px; border: 1px solid rgba(211, 211, 211, 1); height: 118px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info a { color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; font-family: Almarai; font-size: 15px; font-style: normal; font-weight: 800; line-height: 25px; text-decoration: none; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden; } @media screen and (max-width:768px) { .alrai-related-topic .wrapper-row { flex-wrap: wrap } .container .row .col-md-9:has(.alrai-related-topic) { width: 100%; } .alrai-related-topic { margin-top: 10px; } .alrai-related-topic .item-row { width: 100%; } }
.alrai-culture-art-widget{border-right:1px solid #d9d9d9;padding-right:11px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1 a{color:color(display-p3 0 .6157 .8745);text-align:right;font-family:Almarai;font-size:24px;font-style:normal;font-weight:800;line-height:39px;text-decoration:none;padding-bottom:5px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1{margin-bottom:26px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1::after{content:"";position:absolute;left:0;right:0;bottom:0;background:linear-gradient(90deg,rgba(0,85,121,.05) 0,#009ddf 100%);z-index:1;height:3px;width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-row{width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-ratio{padding-bottom:58%}.alrai-culture-art-widget .item-info{padding:23px 0}.alrai-culture-art-widget .item-info a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:first-child)>a{display:none}.alrai-culture-art-widget .item-row a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none;-webkit-line-clamp:3;-webkit-box-orient:vertical;display:-webkit-box;overflow:hidden}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:last-child){border-bottom:1px solid #d9d9d9}@media screen and (min-width:1200px){#widget_1703 .alrai-culture-art-widget{border-right:0px;padding-right:0}}
.alrai-epaper-widget{margin-top: 20px; max-width:250px}
Tweets by alrai
.alrai-facebook-embed{margin-top: 70px;}
#widget_2097 .alrai-section-last-widget {padding-top:35px;margin-top:0;} .alrai-section-last-widget .row-element .item-row .img-ratio{ display:flex; } /* Horizontal scroll container */ .alrai-section-last-widget .full-col { overflow-x: auto; overflow-y: hidden; -webkit-overflow-scrolling: touch; width: 100%; } /* Flex container - critical changes */ .alrai-section-last-widget .content-wrapper { display: flex; flex-direction: row; flex-wrap: nowrap; /* Prevent wrapping to new line */ align-items: stretch; width: max-content; /* Allow container to expand */ min-width: 100%; } /* Flex items */ .alrai-section-last-widget .item-row { flex: 0 0 auto; width: 200px; /* Fixed width or use min-width */ margin-right: 7px; display: flex; /* Maintain your flex structure */ flex-direction: column; } /* Text handling */ .alrai-section-last-widget .article-title { white-space: nowrap; /* Prevent text wrapping */ overflow: hidden; text-overflow: ellipsis; display: block; } /* Multi-line text truncation */ .alrai-section-last-widget .item-row .item-info a { display: -webkit-box; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; overflow: hidden; white-space: normal; /* Allows line breaks for truncation */ } /* Hide scrollbar */ .alrai-section-last-widget .full-col::-webkit-scrollbar { display: none; } @media screen and (min-width:1200px){ .alrai-section-last-widget::after { transform: translateX(0); } } @media screen and (max-width: 768px) { .alrai-section-last-widget .row-element .content-wrapper { flex-direction: row !important; } .alrai-section-last-widget::after{ transform: translateX(100%); right:0; left:0; } }
.death-statistics-marquee .article-title a,.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{text-align:right;font-family:Almarai;font-style:normal;font-weight:700;line-height:25px;text-decoration:none}.death-statistics-marquee .breaking-news-wrapper{width:100%;display:flex}.death-statistics-marquee .breaking-news{background-color:#7c0000;padding:22px 17px 24px 18px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px}.death-statistics-marquee .breaking-news-content{background-color:#b90000;padding:22px 18px 24px 21px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px;width:100%;position:relative}.full-container .marquee-container-widget:not(.relative-widget) .wrapper-row{position:fixed;width:100%;right:0;bottom:0;z-index:100000}.death-statistics-marquee .marquee-container-widget .title-widget-2{width:75px;background-color:#757575;color:#fff;height:60px;display:flex;align-items:center;justify-content:center}.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:15px;padding:16px 18px 16px 15px;display:block}.death-statistics-marquee .content-row:not(.content-row-full){width:calc(100% - 100px);background-color:#000}.death-statistics-marquee .content-row marquee{direction:ltr}.death-statistics-marquee .content-row .img-item{display:inline-flex;height:60px;align-items:center;vertical-align:top}.death-statistics-marquee .content-row .article-title{height:60px;display:inline-flex;align-items:center;color:#fff;padding:0 15px;direction:rtl}.death-statistics-marquee .article-title a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:17px}.death-statistics-marquee .title-widget-2{width:100px}#widget_1932{position:static;bottom:0;width:100%;z-index:1}