سيدنا على ارض الكرامة.. الشهداء هم أكرم الناس

تاريخ النشر : الجمعة 01:00 28-3-2008

احمد الحوراني* - أربعون عاما..وما زال النصر فينا يكبر يوما بعد يوم.
أربعون عاما..وما زال العالم يتغنى بمجد الكرامة.
أربعون عاما..وما زال عبق الشهداء ينثر أريجه كلما لاح للناظرين أفق المكان المجبول بدم أردني طاهر خالص أربعون عاما..وما زال الأردن نابضا لامته وجزءا لا يتجزأ منها.. يحفظ لها العهد يذود عن حماها بكل ما أوتي من قوة.
أربعون عاما.. والهواشم قابضون على رسالتهم القومية ومبادئهم الوطنية..وسلامة نهجهم..وصدق انتمائهم..
أربعون عاما..والأردن بإذن الله باق صخرة تتحطم عليها الأخطار والتحديات على امتداد نضال الشعب الفلسطيني إلى أن ينال حقوقه ويقيم دولته.
أربعون عاما..وصورة صانع الكرامة على المدرعات والدبابات حية في نفوس الشرفاء أينما كانوا.
أربعون عاما..وسنبقى نقرأ الفاتحة على روح الحسين..وسنظل نعشق الكرامة ...لأنها لنا وللعرب تعني الكرامة...
نعم إنها معركة الكرامة ملحمة إباء وعناد قيادة ورجال أردنيون سطّروا فيها أروع أمثلة البطولة وأعادوا فيها للأمة عزتها ورفعتها في وقت اختلط فيه الحق بالبطل وهانت فيه على بعض أبناء الأمة كل قيمة وكل مبدأ وكل خلق..إلا نحن في الأردن الذي كان يصرخ فيه الحسين رحمه الله ان فلسطين منا وفينا وان الكرامة على الأرض الأردنية هي اليوم لنا ولفلسطين وللعرب فإما النصر والذود عن الأرض والعرض وإما الموت الكريم الذي سيدونه التاريخ مخلدا في سجلاتنا إلى يوم القيامة...
لم تكن معركة الكرامة حدثا عابرا بل كانت نقطة مفصلية هامة في تاريخ امتنا العربية وعالمنا الإسلامي الكبير حينما دحرت العدو وقوضت أركانه حين طمع وحاول استباحة ارض عربية أردنية هي في موقع القلب في نفس كل أردني غيور، فتأتي الكرامة معركة البقاء ومعركة المصير معركة يكون فيها الأردن أو لا يكون . وتبقى فلسطين أو لا تبقى..فكانت بهمة الحسين ورجاله وانتماء أبنائه..المعركة والهدف الذي هانت في سبيل تحقيقه المهج والأرواح..
إن النصر الذي كتبة الأردن للعرب والأمة لم يكن وليد ست عشرة ساعة من الاقتتال بين الجيش الأردني والعدو وهو ما كان ليكون لولا العتاد والعدة والاستعداد والعزم والإصرار الذي كان يتمتع به القائد الأعلى رحمه الله منذ اعتلى عرش المملكة، فقد نهض الحسين بجيشنا العربي المصطفوي واعدة إعدادا وتدريبا واحترافا وتوجيها لأداء الواجب ومواجهة التحديات المحدقة والأخطار العاتية، وزرع في نفس الجندي والضابط أسمى صور الشرف العسكري ومبادئ ثورة العرب الكبرى وقدسيتها في الحرية والعدالة والتضحية والبذل والعطاء في سبيل الأردن والوطن العربي، فكان نصر الكرامة نتيجة طبيعية- بعد توفيق الله عز وجل - لصدق عزيمة القيادة والجيش وعميق انتماءها والتزامها برسالة الوطن والأمة لتلبية طموحاتهما بحياة الكرامة والمجد والشرف.
إن الكرامة التي قادها الحسين رحمه الله، هي اليوم نبراس عمل قائدنا الأعلى أبا الحسين وان تحققت بالعدة والعتاد والسلاح فإنما يصونها اليوم سيدنا بعزمه وارادته واصراره على المضي بالأردن قدما، فالليل على أجندته موصول بالنهار لتحسين حياة المواطن الأردني وتطوير مستوى معيشته، وما المبادرات الملكية التي تستهدف المواطن في كل ركن وزاوية من جنبات مملكتنا الغالية إلا دليلا قاطعا إن السير على خطى الآباء والأجداد لما فيه رفعة وسؤدد الأردن هو جل ما يسعى إلية جلالة الملك، ولم تكن المبادرة الوطنية للإسكان إلا ترجمة حية صريحة تعكس الرؤى الثاقبة والبصيرة النافذة المتحلي بها الملك وما يريد لشعبة الوفي من كرامة وعيش آمن مطمئن للدفع بالسير نحو المستقبل بثقة واقتدار.
أما الشهداء الذين ارتوت الأرض من دمائهم فهم الحاضرون الخالدون في قلب سيدنا وعقله، وفي وجدانه تسكن صورهم لأنهم الأبطال الذين أنقذوا الأرض بمضائهم وبأسهم وصدقهم وإقدامهم..فالرائحة الزكية للشهداء يريدها جلالته على الدوام باقية فواحة يتنسم عبقها ويشتم عبيرها السائرون على ارض الكرامة وفي شوارع اربد ومعان والكرك والمفرق والسلط والطفيلة ليستذكرون بالمجد والأنفة مواقفهم الرجولية التي تجسدت فيها أسمى آيات الولاء للوطن والأمة.
إن مقولة جلالة سيدنا على ارض الكرامة (الشهداء هم أكرم الناس) إنما تنطوي على رسالة هامة ودلالات بالغة الدقة وغزيرة العبر وتعني أن تاريخ الشهداء وذكراهم ينبغي أن يبقى ماثلا في نفوس أبناء هذا الوطن وعليهم إحيائه بصورة تبعث فيض ذكريات الماضي وتتمثل يقظة الحاضر التي تحمل فكر الوطن وتتمسك بترابه من اجل عزته وكبريائه بمنتهى الجدية والالتزام وضمن إطار نوعي يسهم في تطوير وصياغة الأردن الحديث.
الشهداء في نظر القائد الأعلى هم أولئك الذين يجب أن يكونوا لنا القدوة الحسنة والصورة البطولية الرائعة التي تطالعنا صبيحة كل يوم لنأخذ العبرة ونتشرّب روح مجاهدتهم ونستوعب الدرس ونجدد العزم على التمسك بمبادئ الرسالة السامية للأردن التي حملها لنفسه ولامته وكان إحد أهم ركائز ودعامات الوطن العربي وضمانة من ضمانات وجوده وتعزيز قدرته على الحياة ومناصرة الحقوق العربية مهما غلا الثمن وارتفع مستندا في ذلك إلى شرعية الحكم ومبادئ الثورة العربية الكبرى.
إن الاحتفال بمناسبة معركة الكرامة مناسبة هامة للوقوف على التضحيات الجسام التي قام بها جيشنا العربي الذي تقدم في فلسطين والعراق وسيناء والجولان وفي اللد واللطرون وباب ألواد..فالأردن قيادة وجيشا لم يتوان يوما عن التزامه القومي وبقي إلى يومنا هذا عروبيا مرتبطا بتراث الأمة يبعث في روحها الكبرياء وينفض عنها غبار الهزيمة ويقودها نحو مزيد من الانتصارات لتجديد نهضتها، فكان جيشنا العربي بحمد الله وتوفيقه مع أمته في وجه كل طامع يدفع بنضال الشعوب ويمدها بعلمه وكفاءته وبروحه المعنوية لاستعادة حقا مشروعا أو تحرير ارض احتلت أو انتهكت.
الكرامة اليوم مناسبة لتذكير من لا يريد خيرا ولا رفعة للأردن وللأمتين العربية والاسلامية..فهؤلاء قاصدون متعمدون ولم يقلبوا صفحات الأردن المجيد وحال الزكام بينهم وبين شرف عبير النصر والشهادة التي انبعثت من أجساد رجالاته الأوفياء وهم لم يتناولوا طعامهم في مصانع الرجال في خو ولم يدخلوا بيوت مدننا الأردنية وينظرون إلى الجدران التي علقت عليها صور الشهداء أبطال الجيش الراقدين بجوار ربهم الحاضرين في ضمير القائد أبي الحسين.... والذين قضوا نحبهم وتحت كل صورة أو خلفها كتب بخط اليد تاريخ ومكان استشهاد كل منهم ولم يدوّن هذا التاريخ على جهاز حاسوب ولم يكتب في الصحف ولم ننتج عنهم مسلسلات لاستدرار العواطف وتلميع الصور لأننا لا نبغي أجراً إلا من الله أولا ولأنهم قضوا دفاعاً عن ثرى عربي طهور هنا وهناك وفي مخيلتهم إحدى الحسنيين حينا، وصوت هاشمي عربي مدو ينادي بهم إن كل شبر على الأرض العربية يعني الأردن حينا آخر، وإن الذود عن حياضه مقدس ووسام على صدرهم وصدر الوطن.
لقد نهض جيشنا العربي منذ نشأته بمسؤولياته الجسام على كافة المستويات وذلك أداء للأمانة التي أوكلها التاريخ والواقع إلى الأردن وفي هذا يقول المغفور له الملك الحسين بن طلال لقد حمل جيشنا العربي الرسالة القومية بروح الإيمان والانتماء لهذه الأمة والإحساس بالولاء الوطني الصادق وبقي حريصاً على حمل هذه الراية ملتزماً بالعهد ومتفاعلاً مع قضية الأمة بصدق وإخلاص ويشهد التاريخ أن جيشنا الأبي خاض المعارك الضارية وقدم قوافل الشهداء في سبيل الدفاع عن التراب العربي ضد الغزوة العدوانية في فلسطين ودفاعاً عن التراث العربي والحضارة العربية وعن الكيان الوطني الذي نعتز بأنه قلعة للعروبة وقاعدة للنضال العربي البنّاء .
لقد حقق الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني انجازات متعددة في ميادين الاعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الشاملة في جو أردني متعاضد وحوار وطني صريح وروح بنّاء وتكافل اجتماعي موحد، وما زالت المسيرة مظفرة بإذن الله نحو النمو والتطور، واستطاعت المملكة ان تتكيف مع الظروف التقنية الجديدة التي فرضتها ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكان ذلك نتاج طبيعي لوحدة أبناء الأردن بمختلف فئاتهم واختصاصاتهم ومجالات عملهم واجتهاداتهم وتوظيفهم لتجاربهم وكفاءاتهم العلمية والعملية في سبيل تقدم هذا البلد وإعداده وبناءة بناء قويا متينا متكاملا.
إن ذكرى معركة الكرامة هي مناسبة وطنية مواتية لمراجعة النفس في هذا الوقت الدقيق الذي يحتاج إلى تكاتف وتلاحم وبذل كل ممكن قادر على ترك اثر عميق وإضافة لبنة في مسيرة التطور ليعلو البنيان ويتحقق الانتصار في معارك التنمية والإصلاح والتقدم.
لقد كانت الكرامة امتحانا صعبا وقاسيا تمكن الأردن بصمود قيادته وبأس جيشه من اجتيازه بامتياز خالد إلى يوم الدين، وأثبتت للقاصي والداني قدرة الأردن رغم محدودية الإمكانات وشح الموارد على حماية الأرض الأردنية والعربية من الأخطار التي تهددنا وان هذا الجيش الأردني لديه ما يؤهله للتعامل مع أي طارئ وخطر مهما كان مصدرة إذا كانت النتيجة الدفاع عن الأمة وعن حقها وبناء مستقبلها.
الجامعة الهاشمية
adj@ hu.edu.jo

.alrai-related-topic { width: 100%; } .alrai-related-topic .wrapper-row { gap: 27px; flex-wrap: nowrap } .alrai-related-topic .item-row { padding-right: 1px; width: 280px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info { padding: 15px 15px 28px 16px; border: 1px solid rgba(211, 211, 211, 1); height: 118px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info a { color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; font-family: Almarai; font-size: 15px; font-style: normal; font-weight: 800; line-height: 25px; text-decoration: none; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden; } @media screen and (max-width:768px) { .alrai-related-topic .wrapper-row { flex-wrap: wrap } .container .row .col-md-9:has(.alrai-related-topic) { width: 100%; } .alrai-related-topic { margin-top: 10px; } .alrai-related-topic .item-row { width: 100%; } }
.alrai-culture-art-widget{border-right:1px solid #d9d9d9;padding-right:11px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1 a{color:color(display-p3 0 .6157 .8745);text-align:right;font-family:Almarai;font-size:24px;font-style:normal;font-weight:800;line-height:39px;text-decoration:none;padding-bottom:5px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1{margin-bottom:26px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1::after{content:"";position:absolute;left:0;right:0;bottom:0;background:linear-gradient(90deg,rgba(0,85,121,.05) 0,#009ddf 100%);z-index:1;height:3px;width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-row{width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-ratio{padding-bottom:58%}.alrai-culture-art-widget .item-info{padding:23px 0}.alrai-culture-art-widget .item-info a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:first-child)>a{display:none}.alrai-culture-art-widget .item-row a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none;-webkit-line-clamp:3;-webkit-box-orient:vertical;display:-webkit-box;overflow:hidden}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:last-child){border-bottom:1px solid #d9d9d9}@media screen and (min-width:1200px){#widget_1703 .alrai-culture-art-widget{border-right:0px;padding-right:0}}
.alrai-epaper-widget{margin-top: 20px; max-width:250px}
Tweets by alrai
.alrai-facebook-embed{margin-top: 70px;}
#widget_2097 .alrai-section-last-widget {padding-top:35px;margin-top:0;} .alrai-section-last-widget .row-element .item-row .img-ratio{ display:flex; } /* Horizontal scroll container */ .alrai-section-last-widget .full-col { overflow-x: auto; overflow-y: hidden; -webkit-overflow-scrolling: touch; width: 100%; } /* Flex container - critical changes */ .alrai-section-last-widget .content-wrapper { display: flex; flex-direction: row; flex-wrap: nowrap; /* Prevent wrapping to new line */ align-items: stretch; width: max-content; /* Allow container to expand */ min-width: 100%; } /* Flex items */ .alrai-section-last-widget .item-row { flex: 0 0 auto; width: 200px; /* Fixed width or use min-width */ margin-right: 7px; display: flex; /* Maintain your flex structure */ flex-direction: column; } /* Text handling */ .alrai-section-last-widget .article-title { white-space: nowrap; /* Prevent text wrapping */ overflow: hidden; text-overflow: ellipsis; display: block; } /* Multi-line text truncation */ .alrai-section-last-widget .item-row .item-info a { display: -webkit-box; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; overflow: hidden; white-space: normal; /* Allows line breaks for truncation */ } /* Hide scrollbar */ .alrai-section-last-widget .full-col::-webkit-scrollbar { display: none; } @media screen and (min-width:1200px){ .alrai-section-last-widget::after { transform: translateX(0); } } @media screen and (max-width: 768px) { .alrai-section-last-widget .row-element .content-wrapper { flex-direction: row !important; } .alrai-section-last-widget::after{ transform: translateX(100%); right:0; left:0; } }
.death-statistics-marquee .article-title a,.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{text-align:right;font-family:Almarai;font-style:normal;font-weight:700;line-height:25px;text-decoration:none}.death-statistics-marquee .breaking-news-wrapper{width:100%;display:flex}.death-statistics-marquee .breaking-news{background-color:#7c0000;padding:22px 17px 24px 18px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px}.death-statistics-marquee .breaking-news-content{background-color:#b90000;padding:22px 18px 24px 21px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px;width:100%;position:relative}.full-container .marquee-container-widget:not(.relative-widget) .wrapper-row{position:fixed;width:100%;right:0;bottom:0;z-index:100000}.death-statistics-marquee .marquee-container-widget .title-widget-2{width:75px;background-color:#757575;color:#fff;height:60px;display:flex;align-items:center;justify-content:center}.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:15px;padding:16px 18px 16px 15px;display:block}.death-statistics-marquee .content-row:not(.content-row-full){width:calc(100% - 100px);background-color:#000}.death-statistics-marquee .content-row marquee{direction:ltr}.death-statistics-marquee .content-row .img-item{display:inline-flex;height:60px;align-items:center;vertical-align:top}.death-statistics-marquee .content-row .article-title{height:60px;display:inline-flex;align-items:center;color:#fff;padding:0 15px;direction:rtl}.death-statistics-marquee .article-title a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:17px}.death-statistics-marquee .title-widget-2{width:100px}#widget_1932{position:static;bottom:0;width:100%;z-index:1}