الطفلية - غازي العمريين - كشفت تنقيبات اثرية في خربة الذريح في محافظة الطفيلة عن انظمة لهندسة المياه والري عند الانباط استغل الانباط فيها مياه الامطار بصورة دقيقة في مواقع استيطانهم للزراعة ولتشغيل سبع مطاحن مخصصة للحبوب امتدت على طول وادي شيظم واللعبان.
وقال عميد كلية الاثار والانثروبولوجيا في جامعة اليرموك د0 زيدون المحيسن الذي اماط اللثام عن هذه المكتشفات في خربة الذريح ان الانباط استطاعوا تطوير اساليب للري والزراعة دون ان يقتصر اهتمامهم على التجارة والعمارة والنحت تعداه للزراعة في المناطق شبه الصحراوية وبرعوا في السيطرة على المياه وتخزينها.
واستخـــــــدم الانبـــــــاط - وفــــــق د0 المحيسن - الذي كشف الى الرأي عن جانب هام في حياة الانباط متعلق بانظمة الري واستغلال المياه انظمة متعددة في مجال محاولاتهم تطوير الزراعة عرف اول نظام بنظام المصاطب الذي يعمل على ابطاء جريان الماء لري كروم العنب والنباتات التي تقوم بامتصاص الرطوبة فيما انظمة أخرى لديهم قامت على تجميع مياه الامطار واسالتها وفق اقنية الى مناطق مختارة.
ولفت الى ان الانباط كانت لديهم خطط استراتيجية لتخزين المياه الزائدة لاستعمالها وقت الحاجة فيما نظام تليلات العنب كان من بين اشهر تلك النماذج التي كانت سببا في التوسع في الرقعة الزراعية يتمثل باكوام من الحجارة توضع على سفوح التلال في انماط متداخلة لها دور في نظام التحكم بالماء.
وقال ان الجزء الاعظم من التلال في الاراضي النبطية مغطى بالقنوات المصنوعة من الحجارة التي كان جرى بناؤها على محيط وشكل الجبل لتنحدر المياه الى الاحواض السفلية ما حال دون وجود ازمات مياه في ايامهم ليؤسس الى نمط فريد في مجال هندسة مياه الامطار في المناطق الصحراوية والجافة التي كانت تنتشر في مملكة الانباط في فترات ازدهارها في القرنين الاول قبل الميلاد والاول الميلادي.
واشار الى ان وجود العديد من ينابيع الماء الى جوار خربة الذريح اهمها عين الذريح التي لم يبق من مجرى قناتها سوى العقد الاول نجا من عمليات تدمير فيما تتدفق عين أخرى الى الجنوب الغربي من الخربة باسم عين سور وثالثة باسم عين الفضيح قال ان المياه كانت تستغل بصورة حاسمة ودقيقة لتحريك سبع مطاحن مخصصة للحبوب تمتد على طول وادي شسظم واللعبان ذات الشبه باودية فينان وعفرا ووادي موسى.
وقال ان موقع قلعة السلع التاريخية يقابله نبع ماء يزود خزانا وبئرا قرب اسفل القلعة جرى تنفيذ القناة وفق طريقة تمازج بين الجدران المبنية وبين استخدام الصخر في حين وجد خزان آخر في القلعة قرب بيت منحوت يشبه بيت دورويثوس في البتراء فيما (15) خزانا على قمة القلعة تتشابه تماما مع تلك الموجودة في ام البيارة في البتراء.
وخلص د0 المحيسن الى القول بأن الدول في العصر الحاضر باتت الاكثر حاجة للاستفادة من هذه الانظمة داعيا الى ربط منح ترخيص الابنية بانشاء خزان ارضي لجمع مياه الامطار وفق طرق حديثة لتخزين المياه خاضعة للمعايير الصحية للتقليل من ازمات المياه الى جانب وضع اولوية لانشاء السدود وتخزين مياه الامطار وفق تلك الهندسة في الدولة النبطية التي عاشت في مناطق شبه صحراوية.
وكانت تنقيبات اثرية في الذريح في اب من العام الماضي كشفت عن المذبح الرئيس في المعبد وحمامات بخارية ضخمة وتماثيل لالهة الانباط ومضافات دينية وفخاريات كشفت عن ازمنة محددة0