محمود الزواوي - تنبأت الرأي بأربعة من الفائزين بجوائز الأوسكار الرئيسة الست، وهي جوائز أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل في دور رئيس وأفضل ممثل في دور مساعد.
وذهب ثلاث من هذه الجوائز لفيلم ''لا بلاد للرجال المسنين'' الذي احتل مركز الصدارة هذا العام بفوزه بأربع من جوائز الأوسكار، هي أفضل فيلم وأفضل مخرج للمخرجين الشقيقين إيثان وجول كون، اللذين فازا أيضا بجائزة أفضل سيناريو مقتبس، وأفضل ممثل في دور مساعد التي ذهبت - كما هو متوقع - للممثل الإسباني خافيير بارديم.
وينضم المخرجان والمنتجان والكاتبان السينمائيان إيثان وجول كون بعد فوزهما بهذه الجوائز الثلاث في الفيلم نفسه إلى نخبة صغيرة من مخرجي هوليوود الذين حققوا هذا الإنجاز في الماضي وهم بيلي وايلدر وفرانسس فورد كوبولا وجيمس بروكس وبيتر جاكسون. وكان الشقيقان كون قد فازا بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو عن فيلمهما المتميز ''فارجو'' (1996).
وكما هو متوقع، فقد فاز الممثل البريطاني دانيال داي - لويس بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور رئيس عن فيلم ''ستكون هناك دماء'' بعد أن اكتسح جوائز روابط نقاد السينما في الولايات المتحدة.
وهذه هي المرة الثانية التي يفوز فيها هذا الممثل بجائزة الأوسكار، التي سبق أن فاز بها في فيلم ''قدمي اليسرى'' (1989).
إلا أن جائزة أفضل ممثلة في دور رئيس ذهبت للممثلة الفرنسية ماريون كوتيلارد عن فيلم ''الحياة وردة'' الذي تقمصت فيه شخصية المغنية الفرنسية الراحلة إيديث بيلاف. وهذه هي خامس مرة يفوز فيها ممثل أو ممثلة بجائزة الأوسكار في فيلم ناطق بلغة أجنبية.
كما فازت الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم ''مايكل كليتون''. ومما قالته هذه الممثلة إنها كانت تتوقع فوز الممثلة السمراء المخضرمة روبي دي بهذه الجائزة عن دورها في فيلم ''رجل العصابات الأميركي''.
وبذلك تكون جوائز الأوسكار الأربع في فئات التمثيل قد ذهبت هذا العام لأربعة ممثلين وممثلات أوروبيين. وليس ذلك بشيء غير مألوف في هذه الجوائز التي كان للممثلين الأوروبيين نصيب كبير منها منذ بدء تقديمها قبل 80 عاما، وخاصة الناطقين باللغة الإنجليزية، أي البريطانيين وزملائهم غير الأوروبيين من الأستراليين والكنديين.
جاء فوز الممثلتين ماريون كوتيلارد وتيلدا سوينتون على عكس التوقعات، إلا أن جوائز الأوسكار لا تخلو في أي عام من المفاجآت، وذلك نتيجة لمجموعة من العوامل المعقدة والمتنوعة التي تؤثر في عملية اختيار المرشحين والفائزين بهذه الجوائز من قبل أعضاء الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما الذين ارتفع عددهم من 231 عضوا في العام 1927 إلى 5829 عضوا في الوقت الحاضر، وهم يمثلون 15 فرعا سينمائيا، ويشكل الممثلون أكبر هذه الفروع.
وفازت ثلاثة أفلام أخرى فقط هذا العام بأكثر من جائزة، بالإضافة إلى فيلم ''لا بلاد للرجال المسنين''، وهي كل من فيلم ''إنذار بورن النهائي'' الذي فاز بثلاث جوائز تقنية للمونتاج ومونتاج الصوت ومكساج الصوت، وفيلم ''ستكون هناك دماء'' الذي فاز بجائزة أفضل تصوير بالإضافة إلى جائزة أفضل ممثل في دور رئيس، والفيلم الفرنسي ''الحياة وردة'' الذي حصل على جائزة أفضل ماكياج بالإضافة إلى أفضل ممثلة في دور رئيس.
وفاز 13 فيلما بجائزة واحدة لكل منها، أهمها جائزة أفضل سيناريو أصلي التي منحت لفيلم ''جونو''. وفاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي الفيلم النمساوي ''المزيفون''، وهي أول مرة تفوز فيها النمسا بهذه الجائزة، التي هيمنت عليها على مر السنين الأفلام الفرنسية والإيطالية.
وعند استعراض جوائز الأوسكار عبر تاريخها الطويل، نجد أن توزيعها ينقسم بصورة عامة إلى نمطين. فإما أن يهيمن فيلم واحد على الجوائز ويفوز بنصيب الأسد، كما فعل فيلم ''ملك الخواتم: عودة الملك'' (2003) حين فاز بإحدى عشرة جائزة من جوائز الأوسكار الأربع والعشرين، وإما أن توزع الجوائز، بما فيها الجوائز الرئيسة، على عدة أفلام، كما حدث هذا العام، حيث تقاسم أربعة أفلام تسعا من هذه الجوائز. إلا أن الشيء الملاحظ هو أن الفيلم الأول بين هذه الأفلام، وهو فيلم ''لا بلاد للرجال المسنين''، قد فاز بأربع جوائز رئيسية، أهمها بطبيعة الحال هي جائزة أفضل فيلم.
