خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الجيزة.. وريثة زيزياء (1-3)

الجيزة.. وريثة زيزياء (1-3)

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

لك أيها المتجه جنوبا أن تمشي الهوينا، حين يكون مرورك بالقرية التي هي بوابة عمان حيث على أعتابها يكون مفتتح الدرب من الجنوب، وإليه.
وهي القرية حاضنة القلعة، والبركة، ومحطة القطار، وأخوة الطيبين من الناس الذي يسكنونها، حيث تضفي حميمية الألفة على البشر والحجر، واسمها ''الجيرة''.
إيه أيتها البلدة التي تجاور المطار، وتفصلها سبعة وثلاثون كيلومترا عن وسط العاصمة، وتجاور مأدبا، وتمتد على جانبي الطريق الصحراوي، حيث هي في كل العصور محطة مهمة على دروب التجارة، والحج، والحملات العسكرية.

حامية الحيش

إنها الجيزة..
وهي حين تبوح عن مكنون تاريخها، تعطي فيضا من كتابات خطّها الرحالون، والمكتشفون، وتزيد على ذلك أسطرا من نبض نثره المبدعون، ونظمه الشعراء المجيدون..
لكن البدء لا بد وأن يكون من تداعيات اسمها، حيث أن ''الجيزة'' تعني كما وردت عند مصطفى الدباغ في ''بلادنا فلسطين''، الناحية وجانب الوادي، وتشير الكتابات التي توثق للقرية إلى أن هذه القرية أخذت اسم الجيزة بعد دخول حملة إبراهيم باشا( 1831-1841م) من مصر إلى منطقة شرق الأردن، حيث تمركزت حامية لهذا الجيش في هذه الخربة الرومانية، وبعد ذلك بدأ يظهر اسم (الجيزة) نسبة إلى الجيزة المصرية.
أما اسمها الأقدم، والذي كانت تسمى به عبر التاريخ، وهو مثبت في المراجع والكتابات، فهو زيزياء، أو زيزيا، أو زيزا، وهذا الاسم مأخوذ من الفعل زَيَزَ، والزيزياء أو الزيزاء، كما جاء في معجم لسان العرب هي: الأكمة الصغيرة، وقيل هي الأرض القُفّ الغليظة، وجمعها زيازي، والزيزاء أطراف الريش.
كما يذكر المطران سليم الصائغ في كتابه '' آثار المسيحية في الأردن'' أن (الجيزة هي زيزيوم التي ذكرها المؤرخ اوسابيوس القيصري في كتابه الاونوماستيكون، ولقد كانت محطة عسكرية، تعسكر فيها الفرقة الدلماتية الليريكية من الجيش الروماني، وكانت محطة للقوافل زمنا طويلا، ولا تزال بركتها الرومانية بحالة جيدة).

الحدود القديمة

ولقد كانت الجيزة إحدى نواحي السلط في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين فهي تقع ضمن المنطقة المسماة( البلقاء)، ثم بعد ذلك أصبحت تابعة للعاصمة عمان.
ويفيدنا في تصفح بعض معالم وتاريخ القرية الباحث بشار محمد أبو نصير المصاروة، الذي ألّف كتابا عنها، وهو عبارة عن دراسة تاريخية ديموغرافية اقتصادية اجتماعية حول الجيزة من عام 1864-1958م.
وهنا يرد ذكر أن الحدود القديمة للقرية هي من الجهة الشرقية إلى وادي العنفدان(ومعنى العنفدان السلاحف)، ومن الجهة الغربية إلى جرف الجحاوشة، وحدود قرية جويزة (غرب بركة زيزياء)، ومن الجهة الشمالية وادي القسطل (جسر مطار الملكة علياء الدولي، شمال الجيزة)، ومن الجهة الجنوبية تل أرينبة (عشائر الخليّل خضير من بني صخر).
لكن القرية الحديثة امتدت خارج هذا السياق، خاصة من ناحية الغرب إلى ما بعد شارع عمان العقبة(الصحراوي)، والبركة، نحو المجمع والسوق، وما بعد هذا، وصار يحاذي لها مخيم الطالبية.

محطة حجيج

يذكر الباحث المهدي عيد الرواضية في الجزء الأول من مدونة النصوص الجغرافية لمدن الأردن وقراه، كثيرا مما كتب قديما حول الجيزة (زيزياء)، حيث يشير إلى أنها كانت قديما إحدى محطات الحجيج، يقيمون بها للراحة والتزود بالماء والطعام، وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان بقوله '' زيزاء؛ من قرى البلقاء، كبيرة يطؤها الحاج، ويقام بها لهم سوق، وفيها بركة عظيمة، وأصله في اللغة المكان المرتفع''.
وذكرها أبو الفداء في معرض تحديده لعمان، قال: ''ويمر تحتها-يقصد عمان- نهر الزرقاء التي على درب حجاج الشام، وهي غربي الزرقاء وشمالي بركة زيزا؛ على نحو مرحلة منها''.
وأشار اليها الحميري صاحب ''الروض المعطار في خبر الأقطار''، في الكلام عن مآب، ناقلا عن ''فتوح'' الأزدي ما نصه: ''ولما خرج أبو عبيدة والمسلمون إلى الشام، مرّوا بوادي القرى، ثم أخذوا على الحجر أرض صالح النبي عليه السلام، ثم ذات منار، ثم على زيزاء، ثم ساروا إلى مآب بمعان؛ فخرج اليهم الروم، فلم يلبث المسلمون ان هزموهم حتى دخلوا مدينتهم فحاصروهم فيها، وصالح أهل مآب عليها، فكانت أول مدائن الشام صالح، وسار إلى الجابية''.
ومرّ عليها ابن شاهين الظاهري في الكلام عن الكرك، قال:'' ومسيرة معاملة الكرك من العلى إلى زيزة مقدار عشرين يوما بسير الإبل، وهي بلاد عدية، بها قرى كثيرة ومعاملات، والمسلك اليها صعب في منقطعات قليلة الماء حتى أنه إذا وقف أحد على درب من دروبها، يمنع مائة فارس''.
وأورودها ابن الشجاع الحنفي في تعداده لمراحل الحجّاج على الدرب الشآمي، في سنة 633هـ، وذكرها بعد الزرقاء، وقبل منزلة تسمى ألف ناتور، حيث قال ''المرحلة السابعة:زيزا بالبلقاء:يسلك بين جبلين متقاربين ثم مضيق محجر، وعقبة صعبة، ثم لأرض البلقاء، حسنة مزدرعة بالمطر وبركة عظيمة رومية عجيبة ''.

ابن بطوطة

مرّ بزيزياء الرحالة ابن بطوطة في طريقه إلى الحجاز لأداء فريضة الحج في شوال سنة 726هـ/1325م مرافقا للركب الشامي المتوجه من دمشق فقال عنها '' ويجتمع أهل حوران لهذه المدينة- ويقصد بصرى الشام- ويتزود الحاج منها، ثم يرحلون إلى بركة زيزة ويقيمون عليها يوما ثم يرحلون إلى اللجون..''.
وأورد الجزيري في كتابه ''الدرر الفرائد المنظمة'' قول ابن فضل الله العمري: ''ثم يرحل-يقصد ركب الشام- إلى زيزاء فيأخذ اليها مرحلتين، ويقيم بها ثلاثة أيام أو أربعة''، كما أورد بعض ما قاله الصلاح الصفدي في رحلته إلى الحج سنة 755هـ/1354م المسماة'' حقيقة المجاز إلى الحجاز''، وفيها يقول:''قال الصلاح، ثم اختلسنا المسير في الغلس، وشُقة الشرق قد كادت توارى من الشفق باللَّعَس، لنصل إلى زيزا بكره ونقابل منها ما نحب ولا نكره..''. كما مر بها الرحالة عبد الله السويدي في رحلته إلى الحج سنة 1157ه/ 1724م، وذكرها بإيجاز حيث قال '' ومررنا في طريقنا على خان الزبيب، ولعله كان يوضع فيه الزبيب، وعلى زيزى، كضيزى:موضع بالشام كما ورد في القاموس. والمسافة أربعة عشر فرسخا، وتليها مرحلة القطرانة..''.
وهناك نص للرحالة التركي سويله مز أوغلي، الذي زار بلاد الشام سنة 1307ه/ 1890م، قال:''.. دخلنا إلى سهل البلقاء، أو ما يسمى سهل الطروقات، وهذا السهل ذو مساحة شاسعة طوله 20 ساعة، وعرضه حوالي 10 ساعات، أو تحيط به من الغرب والجنوب جبال البلقاء، وهو أرض مستوية غير مأهولة ويكسوه العشب. ولم نقطع مسافة طويلة حتى توقفنا للظهر. وإلى الجنوبي الغربي من المنزل كنا نشاهد أنقاض مدينة قديمة تسمى زيزيا، إضافة الى أنقاض عدد من القرى المتهدمة هنا وهناك..''.

تريسترام و بيل

كما وصف الجيزة(زيزياء) بعض الرحالة الغربيين الذين زاروا المنطقة، ومنهم تريسترام، والرحالة بيل، وكان الوصف للقرية كما كانت عام 1908م حيث الآثار الرومانية، والبركة العظيمة والقلعة الخلابة، وذكر بأن (قرية زيزياء كانت مسكونة بحامية من المصريين في عهد حملة إبراهيم باشا على بلاد الشام، وأن جنود هذا الباشا قد أكملوا تدمير العمارات القديمة، مثل الكنائس، وهناك بقايا مسجد إسلامي بقي منه محرابه، وهذه القرية الجيزة اختارها السلطان عبد الحميد الثاني لتصبح ملكا له''جفتلك'').
الشعراء أحبوا الجيزة، ووثقوها قصائد بقيت خالدة على مر العصور.
قال فيها ذو الرمة:
نضت السرى منها أظلا ومنسما
بزيزاء واستبقت أظلا ومنسما
وقال أيضا
تحدر عن زيزائه القف وارتقى
على الرمل وانقادت اليه الموارد

وفي زيزياء قال مزاحم العقيلي:

أذلك أم كدرية ضل فرخها
لقي بشرورى كاليتيم المعلل
غدت من عليه من بعد ما تم ظمؤها
تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

أما أبو عبد الله محمد بن أحمد الهواري الأندلسي:

وبعد أداء الفرض ساروا فأصبحوا
بزيزى وما زالت ركابهم تترا
أقمنا ثلاثا نجتبي كل نعمة
فقمنا على عزم وجدّ بنا المسرى
وقال مليح الهذلي
تذكرت ليلى يوم أصبح قافلا بزيزاء، والذكرى تشوق وتشغف
غداة ترد الدمع عين مريضة
بليلى وتارات تفيض وتذرف
ومن دون ذكراها التي خطرت لنا
بشرقي نعمان الشرى والمعرّف
وأعليت موطود الحجاز نجوده
إلى الغور ما اجتاز الفقير ولفلف
ولزيزياء نصيب أيضا عند بدر الدين الحلبي في قصيدته ''دليل المجتاز بأرض الحجاز''، وفيها يقول:
ساروا مجدّين لأرض الزرقا
وغير فعل الخير ليس يبقى
تقدّموا ونزلوا في زيزا
وشكروا المهيمن العزيزا
وادي النسور بعد ذاك جاءوا
بلّغهم رب العلى ما شاءوا.
أما شعر الملك عبد الله الأول وما ذكره عرار حول زيزياء فله سياق آخر سيرد في حينه، ليكتمل عقد الشعر والأدب والإبداع حول زيزياء.


سيرة قرية

تقع الجيزة جنوب عمان، على الطريق الصحراوي، وتبعد عنها حوالي 37 كم، و16 كم شرق مأدبا، وهي مركز لواء الجيزة، وتتبع لأمانة عمان الكبرى، ضمن حدود محافظة عمان العاصمة.

الديموغرافيا

يبلغ عدد سكان الجيزة 3238 نسمة ( 1858 ذكورا و 1380 اناثا) يشكلون 564 أسرة تقطن في 706 مساكن.

التربية والتعليم

يوجد في القرية مدرسة الجيزة الثانوية الشاملة للذكور، ومدرسة الجيزة الثانوية الشاملة للبنات ( وهي مختلطة حتى الصف الثالث).

الصحة

يوجد في الجيزة مركز صحي شامل.
* توجد فيها جميع المؤسسات الرسمية، والبنية التحتية مكتملة، لكونها مركز اللواء، ففيها مركز دفاع مدني، ومديرية تنمية اجتماعية، ومديرية أحوال مدنية، وغيرها.



دعوة للمشاركة

هذه الصفحة تؤسس لكتابة متكاملة حول القرى الأردنية، وتطمح لتأسيس موسوعة جادة شاملة. ولن يتأتى هذا بجهد من طرف واحد، فما يكتب قد يحتاج إلى معلومات للإكتمال، أو قصص أخرى لم يلتقطها الكاتب في زيارة واحدة، وهي مفتوحة للإضافة والتعديل قبل أن ترتسم بشكلها النهائي لتكون وثيقة لكل قرية، والأمل بأن تأتي أية إضافات أو تصويبات أو معلومات أخرى من أهل القرى والمهتمين مع اقتراحاتهم، وعلى هذا العنوان:

بوح القرى
ص. ب - 6710
عمان -11118
فاكس- 5600814
بريد الكتروني
[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF