لم تعد القضية بالنسبة للمياه العذبة مجرد وفرة المياه بل اصبحت ايضاً قضية نوعية المياه، فلقد ازداد تلوث المياه السطحية والجوفية بدرجة ملحوظة في دول كثيرة خلال الاعوام الاخيرة، ويعرف تلوث المياه بأنه كل تغيير يحدث في الصفات الطبيعية او الكيميائية او البيولوجية للمياه يحد من صلاحيتها او يجعلها غير صالحة للاستعمالات المختلفة· وتتعرض المياه السطحية (الانهار والبحيرات) للتلوث نتيجة لصرف المخلفات الصناعية مياه الصرف الزراعي فيها، وتنتج الصناعة مليارات الامتار المكعبة يومياً مما يعرف بالنفايات او المخلفات السائلة، وتختلف هذه المخلفات في حجمها وتركيبها وخواصها من صناعة الى اخرى، مما يؤدي صرف هذه المخلفات السائلة في مسطحات المياه (الانهار والبحيرات) الى تلوث حراري وكيميائي وبيولوجي تتفاوت نوعية وحدة هذا التلوث طبقاً للتركيب الكيميائي والبيولوجي للمخلفات وكذلك طبقاً لمساحة ونوعية المسطح المائي المستقبل لها وخواصه (مثل حركة المياه فيه ·· الخ) وهنالك بعض مكونات المخلفات التي تتحلل بسرعة الى مواد غير ضارة لكن في نفس الوقت تؤدي الى اضطرابات بيئية وهذا يعني ان تلوث المياه لا يقتصر على المياه السطحية بل اصبح تلوث المياه الجوفية مشكلة في كثير من دول العالم·
خاصة التلوث الناتج عن استخدام الاسمدة والمبيدات في الحقول الزراعية ومن دفن النفايات الصناعية في مناطق غير مؤهلة لذلك مما يحدث تسرباً لمركباتها الى خزانات المياه الجوفية·
ونجد هناك ملوثات المكونة من المخلفات الصناعية السائلة طريقها الى الانسياب نتيجة تسرب المياه او تعاطي الاغذية الملوثة لهذه الملوثات، فسوء صرف المخلفات على الارض قد يسبب تلويثاً للمياه الجوفية التي تشكل مصدراً رئيسياً لمياه الشرب في كثير من مناطق الدول العربية، كما ان صرف المخلفات السائلة في الانهار والبحيرات قد يؤدي الى تراكم بعض الملوثات الكيميائية في الاحياء المائية (خاصة الاسماك والصدفيات) ومع زيادة تلوث المياه بالكيماويات المختلفة بدأت في الظهور اثار صحية لم تكن متفشية من قبل فهناك مؤشرات على ان زيادة تلوث المياه بالالمنيوم تسبب العديد من امراض الكلى، كما ان التلوث بالمبيدات يؤدي الى حالات مرضية معوية كثيرة وايضاً الى بعض حالات التسمم·
الوطن العربي من المناطق التي يندر وجود المياه العذبة فيها، ويمكن تقسيم الدول العربية من حيث توفر المياه الى اربع مجموعات:
1- دول لديها وفرة مالية في المستقبل القريب (العراق، السودان، موريتانيا، سوريا)·
2- دول تدخل الآن في نطاق ندرة المياه (مصر، المغرب، عمان، لبنان، الصومال)·
3- دول معرضة لنقص مزمن من المياه (تونس، الجزائر، جيبوتي)·
4- دول بها نقص شديد في المصادر المائية (ليبيا، اليمن، الامارات، السعودية، قطر، الاردن، الكويت)·
وبالرغم من ندرة المياه العذبة في معظم الدول العربية والقضايا والمشاكل المتصاعدة لاستغلال مصادر المياه المشتركة (سواء الانهار او خزانات المياه الجوفية) فان المياه يساء استخدامها في معظم الدول (على سبيل المثال ارتفاع الفاقد من المياه المستخدمة في شتى المجالات بسبب طرق سوء الاستخدام)·
رئيس جمعية البيئة الاردنية
فرع محافظة اربد