ايمان شعبان خوري - بهدف تنظيم النسل تستخدم كثير من النساء اليوم وسائل متعددة لمنع الحمل ، ويلجأن في ذلك عادة الى استشارة الطبيب لمعرفة الوسيلة السهلة والمأمونة ، مثل حبوب تنظيم النسل ، أو اللوالب أو طريقة حساب الأيام . إلا ان حبوب تنظيم النسل مثلاً قد تؤدي لحدوث أعراض غير مرغوب فيها عند بعض السيدات كزيادة الوزن والعصبية الزائدة ، وفي الوقت الذي تفضل فيه بعض السيدات طريقة حساب الايام إلا ان الكثيرات لا يفضلنها ، فيلجأن لاستخدام اللولب . لكن فعالية اللولب في منع الحمل ليست مثالية ، إذ تشير الاحصاءات إلى حدوث حمل معه بنسبة 3ر2 % تقريباً .
من احدث وسائل تنظيم النسل اللولب الهرموني Mirena الذي أثبتت الدراسات فعاليته العالية ، ويتم وضع هذا اللولب داخل رحم السيدة من قبل الطبيب ويبقى لفترة زمنية محددة تصل الى خمس سنوات دون ان يحدث اية مضاعفات ، مع ضمان عودة الخصوبة للسيدة بعد إزالة اللولب . هذا اللولب عبارة عن إطار بلاستيكي صغير على شكل حرف T باللغة الانجليزية ، ويحتوي على هرمون البروجسترون المماثل للهرمون الموجود في حبوب تنظيم النسل .
إن معظم الوسائل المستخدمة حالياً لتنظيم النسل تزيد من كمية الدم المفقود اثناء الدورة الشهرية وزيادة عدد أيام هذه الدورة ، لكن اللولب الهرموني يعمل على تقليل كمية الدم المفقود وتقليل عدد ايام الدورة الشهرية وذلك في خلال 3-6 أشهر تقريباً من وضعه داخل الرحم . وقد يحدث إنقطاع كامل للدورة الشهرية بعد ستة أشهر من وضعه ، مما يخفف على السيدة الآلام المصاحبة للدورة ويعطيها حرية اكثر في حياتها ، بخاصة السيدات اللواتي يعانين من مشكلات عدة ترتبط بالدورة الشهرية .
يعمل اللولب الهرموني مباشرة بعد وضعه داخل الرحم على إفراز هرمون البروجسترون الذي يزيد من كثافة الافرازات في عنق الرحم مما يعيق وصول الحيوانات المنوية الى البويضة ، كما يعمل على تثبيط حركة الحيوانات المنوية داخل الرحم مما يقلل من إحتمالية وصولها للبويضة واخصابها . هذا بالاضافة الى انه يقلل من نمو الغشاء المبطن للرحم ويقلص حجم الاوعية الدموية وبالتالي من كمية الدم فيها ، مما يقلل من عدد أيام الدورة . وتقليل كثافة البطانة الداخلية يمنع انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم . وقد يمنع اللولب الهرموني إفراز البويضات من المبيض أثناء عملية الاباضة ، لكن هذا لا يحدث بالضرورة عند كل النساء .
وقد أثبتت الدراسات أنه من بين كل 1000 إمرأة استخدمن اللولب الهرموني ، فشلت حالة واحدة فقط نتيجة عدم ثبات اللولب في مكانه داخل الرحم ، وذلك مقارنة بفشل 10 حالات من كل 1000 حالة استخدم فيها اللولب التقليدي ، و 20 حالة استخدمت فيها حبوب تنظيم النسل، ومن 10-15 حالة استخدمت فيها الحقن الهرمونية .
يمكن لأي سيدة تعاني من زيادة في عدد أيام الدورة الشهرية وكثافة الدم النازف أن تلجأ الى تركيب اللولب الهرموني ، إلا اذا وجد طبيبها سبباً يمنع ذلك ، ويتم تركيب هذا اللولب عادة خلال أيام الدورة الشهرية ، أي في اليوم الثالث أو الرابع منها ، واذا كانت السيدة قد أنجبت حديثاً ، فيمكن تركيبه خلال 4-6 أسابيع بعد الولادة . ويشار الى ان عملية وضع اللولب تتم في دقائق معدودة فقط . وبعد شهرين تقريباً من وضع اللولب الهرموني يجب على السيدة زيارة الطبيب مرة أخرى للتأكد من ان اللولب في مكانه الطبيعي داخل الرحم وأنه لم يخرج من مكانه جزئياً أو كلياً ، الا ان هذا الاحتمال ضئيل جداً ، ولو حدث ذلك فستكون السيدة معرضة للحمل أو لنزف كميات الدم التي اعتادتها ، ايام الدورة الشهرية .
ويشار الى ان عدم نزول الدم اثناء الدورة الشهرية بعد ستة أشهر تقريباً من استخدام اللولب الهرموني لا يعني بالضرورة عدم حدوث الدورة الشهرية ، إذ يعود ذلك الى تأثير هرمون البروجسترون على نمو وكثافة الغشاء المبطن للرحم . كما لا يعني عدم حدوث الدورة الشهرية وصول السيدة الى فترة انقطاع الطمث ، فمرور السيدة بهذه المرحلة يتم في سن معينة ، وتظهر عليها فيها أعراض معينة كزيادة التعرق ونوبات احمرار الوجه ، وهي أعراض بإمكان الطبيب تحديدها .
ويشار الى ان اللولب الهرموني لا يؤدي الى زيادة في الوزن عند السيدات اللواتي يستخدمنه ، وان تأثير الهرمون المفرز من اللولب يقتصر على الرحم فقط ، ومن حسناته الاخرى ، عدم شعور السيدة بأي من الاعراض المزعجة المصاحبة للدورة الشهرية ، والسيئة الوحيدة لهذا اللولب ربما تكون ارتفاع ثمنه . ورغم ذلك ، فان كثيراً من السيدات أصبحن يلجأن لهذا النوع الجديد من موانع الحمل ليتخلصن من مشاكل الدورة الشهرية .