خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

العقال .. لبسته النساء قبل الرجال

العقال .. لبسته النساء قبل الرجال

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

بثينة جدعون - تتنوع الأزياء الشعبية في الأردن بتنوع المناطق و قد يختلف الزي الشعبي للمرأة ببعض تفصيلاته من منطقة إلى أخرى، ولكن يبقى الزي الشعبي للرجل موحداً في كل المناطق وأكثر ما يتميز به هو الحطة و العقال ..
والعقال في معناه اللغوي هو الحبل الذي تشد به ذراع البعير بعد أن تثنى إلى ركبته ، وهو يستعمل للإبل فقط .
وهو أيضا ما يوضع على رأس الرجل فوق العمامة فيُمسكها على الرأس ، ويسمى في النقب المرير، وكلمة مرير في اللغة هي الحبل المشدود الفتل .
يقول أبو شريف القرالة ( 68 سنة ) وهو بائع عُقل من مدة طويلة أن للعقال قيمة معنوية كبيرة عنده فهو يدل على الشرف و الرجولة وهو مرتدٍ دائم للحطة والعقال صيفاً وشتاءاً .
ويشير القرالة حسب معرفته أن اصل ارتداء العرب للعقال هو حداد الأمة العربية على ضياع الأندلس قبل أكثر من 500 سنة، ذاكراً إلى أن طرق ارتداء العُقل وأنواعها تختلف من منطقة لأخرى في الأردن فأهل البادية يفضلون ارتداء العقال الناعم الرفيع وأهل الجنوب يرتدون العقال المبرد ، أما أهل الشمال يفضلون ارتداء العقال السحّاب إضافة إلى المبرد.
وعن المدة التي يستغرقها العقال في صناعته يدوياً يقول أبو شريف مابين يومين إلى ثلاثة أيام ، مضيفاً إلى أن سعر العقال الواحد يتراوح بين الدينار والثمانية دنانير حيث أن أغلى نوع هو عقال الحرير البلدي ويأتي قبله المقصب مقارنة بعقال النايلون وهو من ارخص الأنواع.
ويذكر أبو شريف أن الفئات التي ما زالت تحرص على ارتداء الحطة والعقال في الأردن أصبحت قليلة مبيناً أن أكثر الذين يأتون لشراء العقل من المحل هم الرجال من أهل البادية والفلاحين إضافة إلى أهل الجنوب وهم من كبار السن وأما الشباب فهم قليلون وغالباً ما يكونون من أصول بدوية .
ويحدثنا نعيم ديرانية ( 67 سنة ) صاحب محل لبيع العقل وهو من أقدم المحلات في عمان وقد ورثه عن والده الذي كان متخصصاً ببيع العقل منذ ما يزيد عن 80 عاماً أن العقال الأصيل يصنع من شعر الماعز والذي يسمى ( المرعز ) وكانت تستورد خيوطه قديماً من تركيا، وكان هناك أيضاً نوع يسمى (الماهور) وكان يصنع من الخيط المصوّف. أما الآن فينتشر في الأردن العقال المصنوع من خيط النايلون، مضيفاً أن أهل الأردن عامة يرتدون العقال الأسود بجدلة واحدة أو بدون جدلة مشيراً إلى أن العقل أول ما طلعت كانت بست جدلات وهي مازالت مستخدمة في الإمارات إلى الآن، أما أهل فلسطين فيرتدون ما يسمى عقل السنارة وهي من الحرير البلدي. ويكمل أن الأردن يستورد العقال من سوريا والتي تشتهر بصناعته مدينتي ( دمشق وحماة )
ويحدثنا الشيخ فهد مقبول الغبين ( 77 سنة ) وهو عميد متقاعد من الجيش العربي عن اصل العقال فيقول أن الرجل العربي أيام الجاهلية وقبل الإسلام كان يلبس على رأسه ما يسمى العمة بعكس المرأة التي هي من كانت تلبس العقال وكان لونه ابيض مصنوع من وبر الإبل أو صوف الغنم وكانت ترتديه فوق الملفع الأسود ليتم تمييزها أنها امرأة وخاصة في المعارك،مضيفاً أن هذا التقليد ظلّ مستمراً حتى صدرا لإسلام
ويضيف الغبين استمر لبس العقال حتى نهاية حكم المماليك وبداية الحكم العثماني 1517 م حيث حاول الأتراك تتريك العرب باللغة واللباس أيضا فاستطاعوا أن يغيروا من لباس الرجل في المدن فلبس الرجل الطربوش ، ولكن لم يستطيعوا أن يغيروا من لبس الحطة والعقال في الأرياف والبوادي الذي كان من النوع ( الخميل ) وكان يصنع من شعر الماعز .
ويتفق العميد المتقاعد فهد مع أبو شريف أن للعقال قيمة معنوية كبيرة للرجل فهو يعني الشرف والكرامة والرجولة وان الرجل لا يخلع عقاله عن رأسه إلا في حالة انه تعرض لظلم أو ضيم مثلاً إذا قتل له أحد من أقاربه يخلع عقاله ويحرّم لبسه ويلبس الكوفية دون العقال إلى أن يأخذ بثأره أو يرجع له حقه أو بما معناه( يستدّ الدين) .
ويقول الغبين أن هناك أصولاً لوضع العقال على الرأس فيجب وضع العقال على الرأس بالمنتصف فوق الحواجب لا أن يكون مائلاً لا لليمين ولا لليسار.
ويتذكر الشيخ فهد عندما كان طالباً في المرحلة الابتدائية والإعدادية لغاية فترة الخمسينيات أن الطلاب كانوا يرتدون الكوفية بألوان مختلفة منها الأزرق و الأحمر و الأبيض وفوقها العقال الذي كان من النوع الخفيف وذو شرشوبة ،وكان يرتدي الطالب السروال وفوقه الثوب ذو الأردان وفوقه الدامر أو القمباز .
ويقول ايمن جمجوم وهو شاب ( 37 عاماً ) انه يرتدي الحطة فقط دون العقال وفقط في فصل الشتاء لتحمي رأسه من البرد ويبرر عدم لبسه للعقال انه لا يستطيع أن يتحمل ثقل العقال على رأسه .
في حين يشعر هاشم بشارات ( 49 سنة ) يشعر بالفخر والاعتزاز عند ارتدائه الشماغ الأحمر وفوقه العقال لأنه من عاداتنا العربية الأصيلة و ما زال العقال مادة للغناء الشعبي والوطني في بلدنا الأردن حتى وقتنا الحاضر كما في اغنية التي نعتز بها ''ربع الكفافي الحمر والعقل الميالة ''

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF