اكثر ما يؤرق النساء تحديدا في ايام العطل هو الطبيخ ..فالزوج لايغادر البيت وهو بطبعه متطلب والزوجة حائرة بين مطالب الابناء ونداء المطبخ والغسيل ..
لذا سيدتي اخترنا عنوانا مغايرا وهو ماذا يطبخ الازواج لزوجاتهم اليوم .!.والطبخة اسمها الفوندو ،وخوفا من غضب الازواج على الابواب ابواب الرأي وليس ابواب البيوت ،فقد راعينا سهولة الطبخة ومكوناتها ،لاننا لانسعى الا لادامة المحبة بين الازواج ،فكثيرا ما كانت المعدة سببا لزواج او طلاق وربما حرب..
الفوندو ايها الزوج العزيز معناها المذوبة و فكرتها خاصة باجتماع الضيوف مع بعضهم البعض او الاسرة طبعا حول وعاء الطهي و قيامهم بالطبخ معا و قد نشأت في البداية عند الفرنسيين و كانت مخصصة للجبنة و التي تذاب في السائل (كالماء أو المرقة---) و بعد ذلك انتقلت الفوندو لسويسرا حيث تم اختراع نوع جديد من الفوندو هو فوندو اللحوم و الذي يصاحبه الصوص و التغميسات أما باقي أنواع الفوندو فقد قدم من آسيا حيث تم طهي فوندو اللحوم و الخضار و المشروم في مرقة الدجاج الساخنة المبهرة.
وطبخة اليوم ايها الزوج العزيز هي فوندو اللحوم ..
طريقة التحضير
احضر شرائحُ رقيقةٌ من اللحم البقري النيئ، تحتاجُ لمهارةٍ خاصةٍ في تقطيعها وانقعها بالخل والملح والفلفلِ الأسودِ الحارِّ و البهارات، وقدم شرائح منها نيئةً بادئَ الأمر في طبقٍ من الخزفِ الفاخر، لتتذوقها الزوجة وتسمعك كلمات طيبة وبجوار الطبق الرئيسي ضع عددا كبيرا من الأطباق تحتوي على صلصةِ الأجبان السويسريةِ بنكهاتٍ مختلفةٍ وشرائحَ من الطماطمِ و الخسِّ و المايونيز.
إن أجمل مافي الفوندو هو أن جميع أنواعه تملك شيئا مشتركا و هو أن كل ضيف يملك طبخه لوحده . و المضيفين هم الذين يقومون بالتحضير لهذا مسبقا و بذلك يستطيعون الاسترخاء و الاستمتاع مع ضيوفهم
ومتعة الفوندو ليستْ في مكوناته، بل في الطريقةِ التي يتمُّ إعدادَ الوجبة بها في موقدِ النارِ الذي يتوسط الطاولةَ المغطاةَ بشرشفٍ أحمرَ داكنٍ، في اللهب المتصاعد من الموقد بتشكيلاته اللونيةِ الزرقاءِ والحمراءِ والصفراءِ وهي تتشكلُ حلقةً من نارٍ حولَ المقلاةِ، نارٌ تشيعُ الدفءَ في المكانِ و العيون المحدقةِ بها، نارٌ قادرةٌ على إقصاءِ الشمعة التي تتراقصُ وحيدةً في زاوية الطاولةِ..ومن الممكن وضع شمعتين واحدة لك واخرى لزوجتك .. اسكب قطعِ الزّبدة واذبها باعتدالٍ في المقلاة بما يحافظُ على لونها الذهبي ويحافظُ على إشراقة الوجهين المتلاصقين المحدّقين بفرحٍ في شرائحِ اللحمِ وهي تسقطُ في الزّبدةِ محدثةً صوتاً يشبه وشوشاتِ الحبِّ،طبعا انت وزوجتك ..
وعلى غرار ما تحدثه الوشوشاتُ من تأثيراتٍ تصبغُ وجهَ الازواج وتغيرأحوالهم، يتغيرُ لون اللحمِ و ينضجُ على نارٍ هادئةٍ، تاركاً رائحةَ احتراقِ التوابلِ تعبقُ في الجو، و ومذاقه الخاص يبقى في الذاكرة.
وتؤكد لكم الكاتبةُ التشيلية ايزابيل اللندي في كتابها أفروديت على دورِ الأطعمةَ المعدَّةَ بطقوسٍ ومكوناتٍ خاصةٍ في اتقاد العاطفةِ بين الرجلِ زوجته بما تشيعُه من دفءٍ ومتعةٍ سواء أثناء إعدادها أو أثناءَ أو بعد تناولِها، فالوجباتِ السريعة عديمة المذاقِ والرائحةِ ايها الزوج .
واسمحوا لي يا اصدقائي الرجال ان اخبركم الوصفة السحرية بان الطريقَ إلى رضى الزوجة وشوشات دافئة تنسيها تعبها وليست معدتُها كما حالنا نحن الذكور فالفوندو بما يشيعُه من أجواء الاسرة و الحب، دعوةٌ لتجديد الحياة ،واعادة البطء لإيقاعها على ضوء شمعة في ركن الطاولة القريب طبعا .. الف صحة وعافية لكل السيدات ..من ابواب .