عمان - محمود الزواوي- فيلم الشجاعة هو الفيلم الأربعون للممثلة جودي فوستر الحائزة على اثنتين من جوائز الأوسكار وأول فيلم يجمعها مع المخرج الإيرلندي نيل جوردان الحائز على جائزة الأوسكار. ويتزامن عرض الفيلم في 20 دولة بينها دولة عربية واحدة هي مصر، وذلك بعد افتتاحه في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي بكندا.
يستند فيلم الشجاعة إلى سيناريو للكتّاب السينمائيين رودريك تيلور وبروس تيلور وسينثيا مورت. وتدور قصة الفيلم حول شابة تعيش في مدينة نيويورك وتعمل مقدّمة لبرنامج إذاعي شائع. تخرج هذه الشابة في إحدى الأمسيات مع خطيبها للتنزه في حديقة سنترال بارك وسط مدينة نيويورك، ولكنهما يتعرضان لهجوم وحشي من قبل أفراد عصابة إجرامية. وبعد ثلاثة أسابيع تصحو هذه الشابة من غيبوبة في المستشفى لتعلم أن خطيبها قتل في الحادث، وأن رجال الشرطة لم يحلوا الجريمة ولم يعثروا على الجناة، بل تجد أن الشرطة كادوا أن يغلقوا ملف القضية.
تمر الشابة بادىء الأمر في أزمة نفسية تعاني خلالها من الخوف من مغادرة شقتها والذهاب إلى الشوارع التي أحبت التجول فيها، وذلك تجنبا لتعرضها لحادث مأساوي آخر. وأخيرا تستجمع الشابة قواها وشجاعتها وتقرر الثأر من الاشرار الذين يجوبون شوارع المدينة ليلا وينشرون الذعر بين الناس. تشتري الشابة مسدسا وتقوم بالتجول في شوارع المدينة خلال الليل لتثأر لنفسها وتأخذ حقها بالقوة وتكيل الصاع صاعين للمجرمين. وتنجح في مهمتها إلى أبعد الحدود، حتى أنها تتحول إلى بطلة شعبية مجهولة في وسائل الإعلام. وتشن دائرة الشرطة في مدينة نيويورك حملة للبحث عن الشخص المسؤول عن هذه الحملة، ويكلف بهذه المهمة شرطي سري تلتقي به.
ويتعين عليها في نهاية المطاف أن تقرر ما إذا كانت حملة الانتقام التي تشنها هي المسار الصحيح، أم أنها أصبحت تمارس الشيء المحظور الذي تحاول أن تمنع حدوثه عن طريق ملاحقة المجرمين وتصفيتهم. وتكتشف الشابة من خلال ذلك قوتها الداخلية وقدرتها على اكتشاف خطئها والتراجع عن قرارها.
فيلم الشجاعة هو الفيلم السادس عشر للمخرج نيل جوردان، ويقدّم فيه مثالا آخر على براعته التقليدية في إخراج عمل سينمائي يحمل العديد من مقومات الفيلم المتميز، كما فعل في أفلام مثل مونا ليزا (1987) و لعبة البكاء (1992) و الفتى القصاب (1997). ويقدم المخرج جوردان فيلم الشجاعة بإيقاع سريع ويتميز الفيلم ببراعة إخراجه وبقوة السيناريو والتصوير وبأداء ممثليه الرئيسيين، وعلى رأسهم الممثلة جودي فوستر في دور الشابة والممثل الأسمر تيرينس هوارد في دور الشرطي السري.
بلغ أجر الممثلة جودي فوستر عن دورها في فيلم الشجاعة 15 مليون دولار، مما يضعها في مصاف أكثر نجمات هوليوود أجرا، وهي دون شك واحدة من أقدر الممثلات المعاصرات. وتعدّ جودي فوستر واحدة من الممثلين الأطفال القلائل الذين لم يأفل نجمهم مع كبرهم في السن. فقد لمعت على الشاشة السينمائية والتلفزيونية كطفلة وحافظت على شعبيتها كمراهقة وأصبحت ممثلة متميزة، وفازت بجائزة الأوسكار مرتين عن كل من فيلم المتهمة (1988) وفيلم صمت النعاج (1991)، كما فازت بأربع وثلاثين جائزة سينمائية أخرى.
أظهرت جودي فوستر بوادر مواهبها في سن الثالثة في الإعلانات التلفزيونية، ثم أصبحت من الوجوه المألوفة في عدد من المسلسلات الشائعة قبل أن تظهر في سن التاسعة في باكورة أفلامها السينمائية، وهو فيلم نابليون وسامانثا (1972). وبعد عامين اختارها المخرج المعروف مارتن سكورسيزي للظهور في فيلم أليس لم تعد تعيش هنا (1975)، كما أسند لها دورا مهما آخر في فيلم سائق التاكسي (1976) الذي رشحت عنه لجائزة الأوسكار في سن الرابعة عشرة.
أنتجت جودي فوستر حتى الآن سبعة أفلام وقامت بإخراج فيلمين، هما الرجل الصغير تيت (1991) و العودة إلى المنزل في الأعياد (1995)، وهي تعكف حاليا على إخراج فيلم شوجارلاند الذي تتقاسم بطولته مع ممثلها المفضل روبرت دينيرو، والذي سيكون جاهزا للعرض في العام المقبل.
ورغم النشاط الفني المتواصل للممثلة جودي فوستر منذ الطفولة فقد تخرجت بتفوق من واحدة من أفضل المدارس الثانوية بمدينة لوس أنجيليس كما تخرجت بتفوق من جامعة ييل، إحدى أشهر الجامعات الأميركية. ورغم النجاح الكبير الذي حققته في أفلامها، فهي لم تتلق درسا واحدا في التمثيل، بل تعلمت التمثيل بالفطرة منذ سن مبكر.