أمل أبو صبح = تعتبر الشعارات الانتخابية التي يستعد لإطلاقها المرشحون للانتخابات البلدية أو النيابية في هذه الفترة قضية بالغة الأهمية وهي الجدية والمصداقية في العلاقة بين الناخب والمرشح، الشباب كان لهم رأيهم في هذه القضية الهامة التي عبروا عنها بكل صراحة وشفافية..
وقبل الحديث عن آراء الشباب، سألنا أحد المرشحين للنيابة المهندس فواز زريقات.. كيف تصوغ شعارك الانتخابي، فأجاب.. شعاري جزء من برنامجي أولا، ولكنني أشتقه من بين أفواه الناس، وهو حاضر في أذهانهم، ويشكل جزءا من ثقافتهم، وأحيانا من ذكرياتهم، فإذا تمكنت من ترجمة ذلك في شعار سهل يمكن حفظه وترديده فمن الممكن أن يحقق نتائج ايجابية. وعندما سئل كيف يؤدي الشعار إلى تحقيق النتيجة قال: الناخب في الفترة الانتخابية يكون معبأ وخاضعا لجو انتخابي مشحون نظرا لكثرة المرشحين، وبالتالي فإنك قادر على استقطابه من خلال شعار مختلف عن الآخرين خاصة وأن لكل ناخب بيئة ينطلق منها وثقافة تحكمه وظروفا ومعطيات تؤثر في قراره وبالتالي عليك أن تكون قريبا منه دائما. والشعار وليد الواقع الاجتماعي السياسي وانعكاس لدرجات تطوره ورقيه المعرفي والتعليمي، والمؤسساتي، وزاد قائلا.. تختلف العواصم والمدن الكبرى في شعاراتها عن شعارات المناطق الخارجية، نظرا لاختلاف البيئة فما هو مقبول في العاصمة قد لا يكون مقبولا في مدينة أخرى، وبالتالي فإن فن صناعة الشعار يحتاج معرفة متعددة الجوانب والإحداثيات.
يقول عماد رفعت.. لدي فضول كبير بقراءة اللافتات الانتخابية، فهي تختلف من مكان لآخر حسب الوضع الطبقي الثقافي والسياسي والاقتصادي والتعليمي والمدني، ففي العاصمة يتم الحديث كثيرا عن الدستور والمؤسسة وحقوق المرأة، والإنسان والطفولة، فرجال الأعمال شعاراتهم في العادة اقتصادية معا لبناء اقتصاد السوق، والخصخصة وإطلاق المبادرات الفردية والسياسيون الحزبيون شعاراتهم أيديولوجية لا.. للتطبيع مع الكيان الصهيوني.. نعم للتضامن والتكامل العربي وأما شعارات الإسلاميين الإسلام هو الحل لقضايانا العادلة.. لا للديمقراطية المستوردة من أميركا فيما هناك صنف من المرشحين ممن يسمون أنفسهم مرشحي خدمات يتوارد على لسانهم الماء والكهرباء والهاتف والطرق المعبدة..حق لكل مواطن لا لارتفاع أسعار المواد التموينية والمشتقات البترولية.. نعم للتأمين الصحي الشامل والتعليم المجاني فهذه الشعارات تخاطب فئات محددة بذاتها لذلك يعمد المرشح لاختيار شعاره الانتخابي وفقا لدراسة الواقع الاجتماعي السياسي لمنطقته الانتخابية.
ويشير منتصر عبدالله.. إلى أن الانتخابات قائمة على عدة معطيات أساسية وهي الناخب والمنطقة وطبيعة المجتمع تقليدي أو متحضر مسيس أو متدين، صاحب قضية معينة وهل المرشح مؤهل ومقتدر ماليا فكثير من المرشحين السياسيين لا يملكون مالا كافيا للعملية الانتخابية لكنهم يملكون رصيدا شعبيا، كمواقفهم الاجتماعية والسياسية وعلاقاتهم الدائمة، ومصداقيتهم، ومنطق تفكيرهم وحديثهم، وعناصر حملتهم الانتخابية، وآليات عملهم خلال فترة الانتخابات وما قبلها، فكثير من المرشحين ترشحوا للانتخابات بناء على جذورهم الاجتماعية، وآخرون فازوا بحكم قدرتهم على توظيف علاقاتهم في تقديم الخدمات للآخرين وقت الضرورة والحاجة وهذه مواقف لا تنسى خاصة في مجتمعاتنا.
ويضيف.. والمقدرة التعبوية واستخدامهم فن إدارة الحملات الانتخابية بنجاح وانضباط. فالشعار الانتخابي جزء من ثقافة الاتصال والتواصل الرمزي والمعنوي مع الآخرين، فقد لا يكون للشعار دور في تغيير المواقف واستمالتها، ولكنه في أوساط شعبية يصبح له مفعول ساحر ومؤثر لذا ابتدع المرشحون جملا براقة تلخص رسالتهم من وراء السعي وراء منصب ما، وهي عبارات دائما ما تكون مختصرة موجزة تغري وسائل الإعلام باقتباسها دون غيرها .
يقول معاذ سالم .. قضية الشعارات الانتخابية مجرد عملية نفسية يعمل المرشح كل جهده للوصول إلى هدفه في تعبئة الجمهور حول برنامجه الانتخابي من خلال تأكيده على شعارات يبدو فيها جانب كبير من التضخيم والتفخيم.
ويرى معتز عبد الناصر.. الشعار الانتخابي انه تلك الكلمات المقتضبة التي تختزل بين حروفها برنامجا سياسيا يعول عليه المرشح في اجتذاب آلاف الأصوات ولا يتوقف دوره على ذلك بل يمكن اعتباره مرآة لثقافة الشعب ومدى تقدمه.
ويضيف.. والشعار الناجح يجب أن يتسم بعدة صفات أهمها الابتعاد عن المبالغة والتعبير عن رؤية واقعية لتحقيق مصالح المجتمع بشكل عام كما يجب أن يستخدم الشعار لغة واقعية غير إنشائية تتسم بالبساطة ليفهمها كل أفراد المجتمع. وقد أصبح الأمر محكوما بمبادئ علم الدعاية الذي تطور بتطور الواقع السياسي الاجتماعي وأصبحت له قواعده العلمية الراسخة.
ويقول عناد محمد.. الشعارات الانتخابية تعكس واقعا اجتماعيا سياسيا فهناك افتراق واختلاف كبيران حول ما يقال ويعلن وبين التنفيذ والتطبيق كأمر واقع، حتى اتضح ان العديد من الشعارات حالمة وأيديولوجية وغير واقعية وتخالف أبسط قواعد العملية الديمقراطية، التي يجب أن تنص في قوانين الانتخابات على احترام الناخب وعدم التغرير به.