لمع اسم الفنان الشاب هاني سلامة في سماء عالم الفن والتمثيل وذلك من خلال الأدوار السينمائية المتنوعة التي قام ببطولتها والتي تميزت بالأداء العالي والاختيار الصائب، وحظى الممثل المصري الشهير بحب الجماهير التي تنتظر أفلامه الجادة والتي تقدم نوعية مختلفة عن موجة الأفلام الكوميدية التي سادت أجواء السينما المصرية في الآونة الأخيرة.
عن كيفية اختياره للأدوار والفيلم الجديد الذي انتهى الممثل الشاب من تصويره، وعن مشاركته الأخيرة في حفل ''ليلة دافنشي'' الثقافي العالمي الذي نظمته ''آي دبليو سي شافهاوزن إنترناشيونال وتش كومباني في سويسرا مؤخرا، تحدث هاني سلامة لمجلة ''آي دبليو سي العالمية'' عن لقائه بنجوم هوليوود وبوليوود وأشهر الأسماء في عالم التمثيل والغناء والرياضة والموسيقى.
هلا حدثتنا في البداية عن اختيارك كنجم سينمائي شهير تمثل منطقة الشرق الأوسط لحضور حفل ''ليلة دافنشي'' العالمي في جنيف ؟
بداية أحب أن أوضح بأن الأمر بدأ بالصدفة عندما تسلمت دعوة نيابة عن آي دبليو سي شافهاوزن - IWC Shcaffhausen '' الجهة المنظمة للحدث لحضور حفل السجادة الحمراء والذي يشارك فيه نجوم العالم في التمثيل وكافة الأنشطة المتنوعة ولا أخفي سعادتي بالدعوة خاصة وأنني من عشاق أعمال الفنان ليوناردو دافنشي. واعتبرت الحدث فرصة لأصطحب زوجتي وأنال قسطا من الراحة بعد الجهد الذي قمت به قبل الانتهاء من تصوير فيلمي الجديد.
وكيف وجدت ''ليلة دافنشي'' ؟
أميل بطبعي إلى الكلاسيكية والماضي الجميل بكل ما يحتويه من فن وثقافة وتصميم وهو ما دفعني إلى حضور ''ليلة دافنشي'' أردت التعرف على الثقافة العالمية من خلال مشاهدة المسرحية التي كتبها النجم العالمي كيفين سبايسي بعنوان'' ليو وليزا'' والتي تناولت أسرار وخفايا العلاقة العاطفية التي ربطت بين الفنان ليوناردو دافنشي وصاحبة أشهر ابتسامة ولوحة فنية رسمها دافنشي ''الموناليزا'' واستمتعت بالكلاسيكية والبساطة وروعة التقديم والعرض المميز وتعرفت من خلال رحلتي الأخيرة على الأفكار المختلفة حول فن دافنشي ودقته المتناهية التي بدت واضحة في لوحاته الفنية.
كما التقيت بالعديد من نجوم الفن في العالم أمثال : كيفين سبايسي وكيت بلانشيت وجون رينو وحرصت على نقل الصورة الصحيحة عن صناعة السينما في العالم العربي كما استمعت إلى وجهات النظر المتنوعة والتقيت بنجوم الرياضة أمثال زين الدين زيدان وتذكرت مباراة إيطاليا في ختام كأس العالم فأنا من مشجعي الفريق الإيطالي، والتقيت ببطل ويمبلدون السابق، بوريس بيكر وكنت سعيدا للغاية بالتعرف على الثقافات المتعددة وتبادل وجهات النظر.
حدثنا عن تجربتك في دولة الكويت خلال عمل الوالد كمستشار إعلامي في السفارة المصرية، وما الذي جذبك إلى عالم السينما؟
أحببت السينما بشكل كبير في طفولتي وأدمنت مشاهدة الأفلام القديمة والحديثة ومتابعة تفاصيل الفنانين ولم أتصور أنني سأكون من نجوم السينما في يوم من الأيام! كنت أرى أن عالم الأفلام بعيدا كل البعد عن طريقي، وكنت أجلس على جهاز الكمبيوتر الخاص بي لكتابة البرامج وممارسة بعض الألعاب الالكترونية! وبعد عامين مدة مكوثي في الكويت والعودة إلى مصر قررت الالتحاق بالأكاديمية الحديثة قسم علوم الكمبيوتر في القاهرة وكنت أرغب في العمل في مجال تقنية المعلومات وكل ما هو على صلة بالكمبيوتر ولكنني على العكس اتجهت إلى العمل السينمائي وشعرت بأنني أعشق هذا العالم بكل فاصيله المتعبة في أحيان كثيرة لأنني ببساطة وجدت هاني سلامة الممثل.
كانت بدايتك مع عالم التمثيل نوعا ما نتيجة الصدفة - حيث أرسلت ردا على أحد الإعلانات منذ 11 عاما ومن ثم أصبحت نجما سينمائيا. ما هو في رأيك السر في قصة نجاحك هذه؟
إنني أؤمن لاشك بالقدر فقد لاحظت خلال مطالعة أحد الصحف ذات مرة أحد الإعلانات التي تبحث عن وجوه سينمائية شابة وكنت في الثامنة عشرة من عمري، وأخبرت أسرتي على سبيل الدعابة أنني سأرسل ردا على هذا الإعلان، لم تكن لدي النية الجادة للفوز ولكن أسرتي ظلت تشجعني على أن أتقدم وأن أستغل الفرصة.
وبعد أسبوع تلقيت مكالمة تطلب منى الحضور لإجراء مقابلة شخصية وعمل اختبار أمام الكاميرا. لم أعلم أن المخرج الكبير يوسف شاهين كان هو صاحب هذا الإعلان وكانت البداية كالصاروخ من خلال دوري في فيلم المصير والذي شرفت من خلاله بالعمل مع رواد صناعة السينما في الإخراج والتمثيل أمثال المخرج العالمي يوسف شاهين والفنان نور الشريف.
ولم أكن أعلم ما السبب في اختياري لدور عبد الله الابن الأصغر للخليفة المنصور والي الأندلس، وعلمت فيما بعد أن المخرج العالمي يوسف شاهين أعجب بقدرتي على الأداء المتنوع حينما طلب مني الغناء أمام الممثلة الشابة إنجي أباظة والتي لعبت دور سارة أمامي في فيلم المصير، وأعجبه القدرة على الانتقال من حالة الغناء إلى التمثيل ولا يمكن أن أصف مدى السعادة التي انتابتني عندما فزت بين المرشحين للعب الدور الذي كان بداية لعلاقة الاحترام المتبادل مع الفنان يوسف شاهين حيث تكرر اللقاء في فيلم الآخر بعد ذلك ومن ثم نشأت العلاقة المتينة مع المخرج خالد يوسف والذي عمل ضمن فريق العمل مع يوسف شاهين والذي نجحت معه في عمل دويتو سينمائي متناغم أثمر عن العديد من الأفلام الهامة التي حظيت بقبول كبير لدى الجماهير.
كيف يمثل الوقت أهمية في حياتك ؟
يعد الوقت من أهم العوامل في حياتي المهنية، فمن خلال عملي كممثل أحاول دائما أن أطور وأنمي من نفسي مهنيا فحين أبحث عن أدوار جديدة أختار فقط تلك الأدوار التي أشعر أنها ذات قيمة فنية وأن ستضيف لي حتى لو كان ذلك يعني قبولي لعدد أفلام أقل من ممثلين آخرين. بالنسبة لي أرى أن الكيف أهم من الكم وأحب دائما أن أستغل الوقت في ممارسة المفيد والابتعاد عن الأمور التافهة فالوقت في رأي كالثروة الكبيرة التي إن لم تستغل بشكل جيد ضاعت.
وماذا عن الوقت في حياتك الشخصية ؟ وعندما تخلو إلى نفسك؟
لقد أنعم رب العالمين علي بحياة زوجية هادئة وزوجة صالحة أشعر معها بقدر كبير من السعادة وأحاول كلما سنحت لي الفرصة وفي أيام الإجازات من التصوير أن أستغل الوقت بشكل مفيد في ممارسة الأنشطة الترفيهية المتنوعة مع زوجتي والسفر وزيارة الأماكن الجميلة.
شاركت من قبل في أحداث عالمية كمهرجان كان السينمائي من خلال فيلم المصير،وسافرت إلى العديد من البلدان، حدثنا عن أهم الوجهات السياحية المفضلة بالنسبة إليك ؟
بداية أحب أن أؤكد على حقيقة هامة ولكن دون أن يتهمني البعض بالتحيز، فأن أعشق مصر ومدنها وشوارعها وساعدني السفر المتكرر إلى كافة وجهات العالم على التعرف على جال مصر واستبعاد فكرة العيش بعيدا عن أرض الفراعنة مهما كانت الظروف، ومن أحب البلدان إلى قلبي والتي شعرت فيا بسعادة غامرة، إيطاليا خاصة مدينة فينسيا والتي تتمتع بجو رائع ومناظر طبيعية خلابة.
ومن خلال عملي استمتعت بالعمل في العديد من أشهر المدن والبلدان السياحية في العالم، كزيورخ في سويسرا والتي صورت من خلالها مشاهد فيلم ''إزاي تخلي البنات تحبك'' والذي كان يدور حول قصة مجموعة من طلاب الجامعة الذين حصلوا على منحة دراسية للدارسة في أرض الجبال الشاهقة بالإضافة إلى باريس وجنيف من خلال الزيارة الأخيرة لحفل السجادة الحمراء لدار الساعات السويسرية آي دبليو سي شافهاوزن إنترناشيونال وتش كومباني - IWC Shcaffhausen '' وليلة دافنشي والتي قضيت من خلالها وقتا رائعا مع زوجتي الحبيبة والتقيت من خلالها بنجوم هوليوود كالممثل العالمي كيفين سبايسي وكيت بلانشيت وجون رينو ولاعب الكرة الفرنسي زين الدين زيدان وغيرهم من النجوم وكانت الفرصة رائعة لتبادل الآراء والاطلاع على الثقافات والأنشطة الفنية المختلفة.
بعد نجاح فيلك الأخير ''خيانة مشروعة'' وإجماع كافة الجماهير حول اختيارك كأفضل نجم للشباب، ما هو الجديد في حياتك الفنية ؟
انتهيت مؤخرا من تصوير فيلم كتبه السيناريست الشهير وحيد حامد وأخرجه المخرج الشاب خالد يوسف الذي أستمتع بالعمل معه لنجاحه الكبير في إبراز قدراتي وموهبي وإمكانياتي الفنية وهي المرة الأولى التي ألعب من خلالها دورا كوميديا ينتمي إلى كوميديا الموقف وليست النكات التي تفتقد إلى المعنى ولا أود الإفصاح عن تفاصيل الفيلم أو قصته والذي سيعرض قريبا خلال فصل الصيف.
ختاما ما هي الرسالة التي تود أن توجهها إلى القراء ومحبي أفلامك؟
أتمنى لكل إنسان طموح بذل أقصى الجهود وعدم التنازل عن الأحلام مهما بدت الظروف صعبة في أحيان كثيرة، فالحياة مليئة دائما بالمفاجآت وأجمل ما فيها أنك لا تدري قطعا ما الذي ينتظرك. والنجاح الحقيقي في الحياة ينبع من الشعور بالسعادة والرضا، فلا يمكن أن يأتي النجاح من الفشل، وإنما يأتي من خلال النهوض في كل مرة تفشل فيها وتستعيد زمام الأمور وتستعد للتحدي التالي، ولو استطعت أن تفكر بهذه الطريقة الإيجابية المليئة بالتفاؤل والإصرار فإن النجاح سيكون حليفك لا محالة.
اعداد: سارة القضاة
