حمزة بصبوص - سماح أبو دقة - اعتاد مساعد برهوم على نصب صندوقه الخشبي على جانب الطريق، لبيع حلويات الصيف القراقيش و أصابع زينب .. فيما يدفع حمزة أبو درويش عربته الصغيرة .. ليحمل البضائع من سوق الخضار ويوزعها على المحال التجارية..
هذه ظواهر نشاهدها في عطلة الصيف على جوانب الطرقات وفي الأماكن المزدحمة، أصحابها طلبة من المدارس والجامعات يحاولون العمل خلال فترة عطلتهم بمهن وأعمال مختلفة لحاجات عدة.
ويقول مساعد برهوم: استغل العطلة الصيفية بالعمل على صندوقي الخشبي حيث أبيع حلويات الصيف المشهورة، وأكسب من خلالها مصروف العطلة وأنفقه أنا واشقائي في المشاركة بالمراكز الترفيهية، إضافة لتأمين مصروف المدرسة . ويجد أن بيع حلويات الصيف من المظاهر التقليدية المشهورة والتي يقبل عليها الأطفال وحتى الكبار بشكل كبير، لكنه يستاء من مطاردة المراقبين والمفتشين له ولزملائه حيث يمنعونهم من بيع حلوياتهم.
أما حمزة أبو درويش فلم يمنعه صغر سنه (16 عاماً - طالب في الصف العاشر) من جر عربته الصغيرة في عطلة الصيف وتحميل البضائع من سوق الخضار وتوزيعها على المحال التجارية، بالإضافة إلى إيصال مشتريات الزبائن إلى أماكن مختلفة مقابل أجر، ويقول: اشترى لي والدي هذه العربة وأنا في سن الرابعة عشرة لكي أساعده في تأمين بعض احتياجاتنا المادية ولأغطي شيئاً من مصروفاتي ومصروفات أخوتي الذين مازالوا على مقاعد الدراسة، وأقوم بعملي هذا في العطلة الصيفية وأحياناً أضطر في إجازة نهاية الأسبوع أثناء العام الدراسي للعمل بالمهنة ذاتها أيضاً .
وأضاف: لدي أخ في الثانوية العامة ويحتاج إلى مستلزمات إضافية كالمراجع والدروس الخصوصية وغيرها، مما يعني وجود أعباء إضافية تقع على كاهل والدي كبير السن الذي لا يملك سوى راتبه التقاعدي والذي بالكاد يكفي لمتطلبات العائلة الرئيسية، لذا فأنا أحتاج للعمل لمساعدة أخوتي لكي يساعدوني في المستقبل أيضاً .
أما محمد الرشود فقد اعتاد منذ ثلاث سنوات على قضاء العطلة الصيفية في العمل بمهن مختلفة، فقد عمل في البناء وطلاء الجدران وفي مهن زراعية أيضاً، ورغم أنه لم يستقر على مهنة معينة إلا أنه يجد- بحسبه - متعة حقيقية في العمل لأنه ينفق على نفسه من خلال عمله، وهنا يجد استقلالية تكسبه الشعور بالمسؤولية، وتخفف من العبً المادي الكبير الذي يقع على عاتق والده الذي يعمل سائقاً.
ويقول الرشود: لم أسجل منذ دخول الجامعة قبل ثلاث سنوات في الفصل الصيفي لأنني بحاجة إلى العمل في هذا الوقت من أجل تأمين مصاريف دراستي كوني من أسرة محدودة الدخل وبالكاد يؤمن والدي مستلزمات العائلة الرئيسية . وأضاف: عملت في الكثير من المهن واكتسبت الكثير من الخبرة في عدة مجالات، أما في عطلة هذا العام فقد وجدت عملا يتناسب مع تخصصي حيث سأعمل في مجال تصفية الحسابات لمجموعة من شركات القطاع الخاص، وهذا العمل سيعطيني شيئاً من الخبرة في مجال تخصصي ستعزز من فرصتي في إيجاد عمل مناسب بعد التخرج . مؤكداً أن العديد من الشباب يعملون مثله وفي مجالات مختلفة أيضاً تفادياً للصعوبات المادية التي يواجهونها أثناء دراستهم.
فيما اختار مؤاب صالح العمل في إحدى المكتبات الكبيرة، وبحسبه فإنها تساعده مادياً في إكمال مصروفات دراسته، وتشعره بقيمة العمل وأهميته، وكذلك الشعور بالمسؤولية تجاه نفسه وتجاه أهله.
وأشار صالح إلى أن عمله في المكتبة ذاتها العام الماضي أفاده من جانب آخر وهو الجانب الثقافي، حيث يقوم يومياً بمطالعة ما تيسر له من الكتب والمواضيع المختلفة في شتى المجالات، مما عزز من مخزونه الثقافي والمعرفي، إضافة إلى أنه استطاع من خلال عمله أن يملأ وقت فراغه بأشياء مفيدة ونافعة، بعيداً عن قضائه في أمور قد لا تجدي نفعاً.
وأوضح بسّام حماشة أنه لم يعمل من قبل في العطلة الصيفية، ولكن كثرة المصروفات المترتبة على دراسته لتخصص يحتاج إلى أعباء مادية إضافية اضطرته لتناسي الفصل الصيفي هذا العام والعمل في المطاعم، ويقول حماشة: رغم قلة الأجر الذي أتقاضاه من عملي في المطعم(80 ديناراً شهريا) إلا أنني مضطر للقبول بذلك نتيجة احتياجاتي المتزايدة للنقود من أجل تغطية نفقات دراستي والإسهام مع والدي في تأمين احتياجاتي، فلدي ثلاثة أخوة ولا يستطيع والدي تأمين كل ما يلزم لنا، مشيراً إلى أن له شقيقاً آخر يعمل في الشركات التجارية كمندوب مبيعات .
فيما بيّن معتز خليفة أنه ومنذ عامين يعمل أثناء عطلته الصيفية في محل لصيانة الأجهزة الخلوية والاتصالات يعود لشقيقه، ومن خلال عمله اكتسب مهنة تحتاج إلى عمل جاد وهي صيانة الأجهزة الخلوية، وكذلك استطاع أن يكسب إلى جانب المردود المادي خبرةً في مجال العمل قد تساعده في تأمين فرصة عمل دائمة في المستقبل.
وحول عمالة الأطفال في العطلة الصيفية أشار الناطق الإعلامي بوزارة العمل رجا طلب إلى أن القانون يمنع عمالة الأطفال دون سن الثامنة عشرة، ويعاقب أصحاب العمل الذين يقومون بتشغيل الأطفال، حيث تتراوح العقوبة بين الغرامة وإغلاق المحل والحبس. أما فيما يخص عمل الأطفال بأوقات العطل فلم يرَ طلب أن هناك ضرراً، إن كان عملهم يقتصر لفترة محددة يكسبون من خلالها المهارة والخبرة، إضافة إلى الانخراط بسوق العمل.
ومن جهته أوضح مدير دائرة التراخيص والمهن عز الدين شموط أن الأمانة تقوم بمحاربة ظاهرة الباعة المتجولين الجالسين على أطراف الطرقات، حيث يتم مصادرة بضائعهم حسب الأصول، التي توزع لاحقاً على المراكز الخيرية والإنسانية بعد التأكد من صلاحياتها.
فيما بين علي الأسكر مساعد الوكيل لشؤون المناطق أن هناك مكافحة للبسطات العشوائية بالتعاون مع الشرطة البيئية وشرطة الشغب، إضافة إلى توجيه ودعوة أصحابها إلى الأسواق وأماكن الاختصاص، ولفت إلى هنالك معاملة خاصة بالنسبة لبسطات الخضار والفواكه المنتشرة على أطراف الطرقات كونها منتجاً وطنياً، حيث يسمح بها خلال الفترة ما بين (4/1 إلى) 31/10 بتصريح من السوق المركزي.
