كتبت - سهير بشناق - قضية اختطاف الأطفال - حديثي الولادة - وخاصة في المستشفيات بالرغم من ندرتها ، إلا أنها تسبب ألما كبيرا ومعاناة طويلة الامد لأسرهم ..
وربما ضياع طفل او مولود جديد على هذا النحو قد يكون اكثر قسوة من موته خاصة في حالة انعدام فرص إيجاده .. مع استمرار اشتعال جذوة الامل برؤيته من جديد والحلم بعودته ومايرافق ذلك من حزن يعتصر القلب بآلامه.
وبين قصة بشار الذي اختطف من والدته وهي تراجع مركزا صحيا قبل ثلاث سنوات وكان عمره حينها اربعين يوما الى قصة مولود جديد لم يمض اكثر من 24 ساعة على ولادته أول أمس في مستشفى باربد بعد أن ذهبت والدته لدورة المياه وتركته مع امرأة اعتقدت أنها في زيارة لأحد المرضى اختطفته وتم القاء القبض عليها.. بين هاتين القصتيين ما يسبب الصدمة وحالة من الانذهال ، حيث لم يشفع حجم عمر كل من المولودين ليبقيا ينعمان بحب امهما حين تضمهما بحنان.. ولم تترك لهما الفرصة لاستنشاق رائحتها بهدوء .
الدكتور هاني جهشان أخصائي الطب الشرعي وعضو هيئة تحرير دراسة الأمين العام للأمم المتحدة حول العنف ضد الأطفال أشار إلى أن حادثة اختطاف المولود الجديد اول امس مؤلمة لأسرة الطفل فان يسرق طفل حديث الولادة من والدته أمر يسبب الحزن الشديد.
واعتبر جهشان أن الدوافع التي دفعت بسيدة لخطف الطفل عديدة فقد تكون غير قادرة على الإنجاب وتريد طفلا، وقد تكون غايتها الاتجار به وبأعضائه أو لأسباب أخرى ..
واشار الى انه في حالة الاشتباه بوجود الطفل فان إثبات نسبه أمر سهل الأجراء ويتم عن طريق فحص (D N D) الذي يثبت نسب الطفل لوالديه.
وأوضح جهشان أن المادة (35) من اتفاقية حقوق الطفل نصت على أن (تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الملائمة الوطنية والثنائية و المتعددة الأطراف لمنع اختطاف الأطفال أو بيعهم أو الاتجار بهم لأي غرض من الأغراض أو بأي شكل من الإشكال ) .
وقال انه بموجب هذه المادة فهناك مسؤولية على الدولة لتطبيق هذه المواد وخاصة المادة (35) من الاتفاقية من خلال إيجاد إجراءات واضحة بالمستشفيات لحمايتهم بشكل عام ومنع خطفهم .
وترى مصادر طبية مختصة ان تشديد الرقابة على المستشفيات وعلى الأطفال حديثي الولادة بات امرا ضروريا خاصة في المحافظات.
وتؤكد هذه المصادر - مفضلة عدم ذكر اسمها -أن هناك تساهلا في دخول وخروج الزائرين على غرف المرضى في المستشفيات دون وجود إجراءات متبعة من قبل مسؤولي هذه المستشفيات ،وخاصة لحماية الأطفال حديثي الولادة.
ونبهت المصادر إلى ضرورة ان لا يترك المولود مع أي إنسان غريب عنه دون رقابة صارمة مشيرة إلى أن الممرضات المسؤولات عن رعاية حديثي الولادة يقمن بإحضار الطفل لوالدته لإرضاعه ورؤيته ثم يعدن لأخذه مرة آخرى معتبرات أن الطفل في مأمن طالما لا يتم تركه مع أي غريب.
سيدة في الثلاثينات من عمرها عندما سمعت حادثة اختطاف الوليد نقلت ما تعرضت له قبل عام في احدى المستشفيات الخاصة الكبيرة ، تقول هذه السيدة في اليوم الثاني لولادة طفلتي كنت أقوم بإرضاعها فدخلت سيدة لا اعرفها على غرفتي وبدأت تسألني عن ولادتي وعن طفلتي وكانت تقول أنها جاءت لزيارة قريبة لها كانت حاملا وأجهضت وهي في الشهر الربع.. لكنني لم اطمئن لحديثها خاصة وأنها اقتربت من طفلتي وبدأت تبدي إعجابها الشديد بها وتسأل عن اسمها وفيما اذا كان لدي أطفال آخرون .. ثم طلبت مني حمل الطفلة ان كنت متعبة إلا أنني رفضت وقمت بالاتصال بالممرضات بعد ان راودتني شكوك بهذه السيدة وشعرت ان هناك شيئا غريبا في امرها إلا أنها استأذنت وهنأتني بالمولود وخرجت قبل ان تحضر أي ممرضة ...
ومثل هذه الحوادث المؤلمة لا تنحصر فقط في اختطاف أطفال حديثي الولادة بل يمتد لضياع أطفال اخرين ، وان كانت هذه الحوادث قليلة ونادرة إلا ان حدوثها لمرة واحدة يحطم القلوب.
وفي المحصلة .. لا بد من تشديد الرقابة على المستشفيات وخاصة أقسام الولادة وتوعية الممرضات المسؤولات في هذه الأقسام وعدم تسليم المولود إلا لوالدته عند خروجها من المستشفى ، اضافة الى ضبط زيارات المرضى ، الامر الذي يحول دون تكرار مثل هذه الحوادث .