اعداد سارة القضاة - تتسم عينة من اسماء افلام الساحة السينمائية الحالية بالغرابة والطرافة لدرجة ان السيناريو قد يتم اعداده بناء على اسم الفيلم الذي يتم وضعه اولا، بحسب موقع مصراوي الالكتروني.
ومن بين هذه الافلام اللي بالي بالك، عوكل، فول الصين العظيم، بوحة، يا أنا يا خالتي، لخمة رأس، حاحا وتفاحة، زكي شان، ظرف طارق، ايظن، كتكوت، على جنب يا اسطى، واخيرا بحلق وحمراء يا قوطة.
وهذا الامر يجعلنا نتساءل من الذي يختار اسم الفيلم؟ ولماذا انتشرت في الفترة الأخيرة أسماء غريبة مثلها وغيرها؟ والى أي مدى يؤثر اسم الفيلم في نجاحه جماهيريا؟ وهل يمكن أن يتسبب الاسم في مشكلات مع الرقابة؟ تساؤلات كثيرة والإجابات تكشف كواليس و أسرار عالم أسماء الأفلام.
في البداية يجب الاشارة الى ان هناك مشكلات كثيرة أثارتها أسماء الأفلام فمن قبل اعترضت سفارة الفلبين في القاهرة على اسم فيلم أحمد آدم ولا في النية أبقى فلبينية، مثلما اعترضت الجامعة الأمريكية على اسم فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية.
ورفضت الرقابة اسم فيلم لهاني رمزي ظاظا رئيس جمهورية، ولم تسمح بعرضه الا بعد حذف رئيس جمهورية، كما رفضت الرقابة ايضا أسماء أخرى كانت بها تلميحات جنسية.
والواقع يؤكد أن المؤلفين هم آخر من يتحكمون في أسماء الأفلام، فالفيلم الذي يضم نجماً كبيراً لا بد أن يخضع اختيار الاسم إلى موافقته ورضاه الشخصي، أما الفيلم الذي لا يعتمد على نجم كبير فغالبا ما يخضع اختيار اسمه لرغبة المنتج أو لرؤية المخرج، وكثيرا ما يحدث خلاف بينهما على اختيار الاسم المناسب، أما المؤلف فهو آخر المتحكمين في اسم فيلمه.
ويؤكد الفنان أحمد حلمي أن اسم الفيلم يجب اختياره بمشاركة كل صناع العمل من مؤلف ومخرج ومنتج وأبطال وهذا لا يقلل أبدا من قيمة وشأن المؤلف لأن المصلحة واحدة في النهاية وهي العثور على اسم جذاب وجديد.
ويضيف أحمد حلمي: أنا شخصيا أحب الأسماء التي يكون فيها ايفيه كوميدي مثل زكي شان أو ظرف طارق وهي أسماء لذيذة وسهلة، وفي الوقت نفسه لا يوجد بها شيء مبتذل وتعجب الجمهور، وأنا عندما يأتيني سيناريو باسم جذاب يشدني أكثر لقراءته وإن كنت بالطبع لا احكم على السيناريو من اسمه لأن نسبة كبيرة من السيناريوهات تتغير أسماؤها أثناء جلسات التحضير للفيلم.
ويدافع الفنان الكوميدي أحمد رزق عن أسماء أفلام هذه الأيام قائلا: أولا اسم الفيلم يخضع للذوق الشخصي لصناعه وبالتالي من الصعب أن تجد إجماعا على اسم جيد أو اسم سيىء، وهناك أسماء قد تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر، وهذا وارد وطبيعي.
ورفض رزق المقارنة بين أسماء أفلام زمان والأسماء الآن لأن كل شيء اختلف بدءاً من طبيعة الموضوعات والشخصيات وحتى طبيعة الجمهور نفسه وبالتالي فصناع أي فيلم يضعون في ذهنهم عند اختيار اسم لفيلمهم أن يكون جديدا في فكرته ولا تظنوا أن الاستقرار على اسم الفيلم أمر سهل، بالعكس.
وليس معنى وجود حوار حوله بين صناع الفيلم أنهم يختلفون أو يتعاركون عليه، بحسب رزق، هذا الحوار مهم لأنه من المكن أن يكون لدى أي منا اسم أجمل من المطروح فما الذي يعيب أن نغيره ولا يجب أن يضايق هذا المؤلف لأنه قد يكون هناك مؤلف موهوب جدا في الكتابة لكنه يفتقد الإحساس الخاص باختيار اسم الفيلم. أما مدى تأثير اسم الفيلم في الإقبال الجماهيري عليه فلا أظن أن له تأثيرا كبيرا.
ويؤكد المؤلف السينمائي أحمد عبد الله على أن السيناريست الشاطر هو الذي يجيد اختيار اسم فيلمه بحيث يقنع به نجمه ومخرجه ومنتجه، ويضيف: أنا صاحب أسماء كل أفلامي مثل اللمبي وفول الصين العظيم وعسكر في المعسكر ولخمة رأس وليس عيباً أن يكون اسم الفيلم غريباً بعض الشيء لأن هذا يثير فضول الجمهور أكثر لمشاهدته.
وقال أنا عن نفسي لا أحب الأسماء التقليدية للأفلام خاصة أفلام الكوميديا تحديدا التي تحتاج إلى اسم دمه خفيف وعموما مهما اختلف صناع الفيلم على الاسم المناسب فهناك بالتأكيد إجماع على أن اسم الفيلم يجب أن يكون جذابا جماهيريا حتى وإن كان غريبا.
أما أكرم فريد مخرج فيلم حاحا وتفاحة فيؤكد أن غرابة اسم الفيلم كانت احد أسباب إقبال الجمهور عليه، علماً أن له علاقة بمضمون الفيلم لأن حاحا وتفاحة هما بطلا فيلمي وهما اسمان موجودان بالفعل بين الطبقات الشعبية التي يعبر عنها الفيلم.
ويضيف لابد أن تكون هناك علاقة بين اسم الفيلم ومضمونه لأن هذا حق الجمهور على صناع أي فيلم وإذا لم تكن هناك علاقة بين الاسم والمضمون فالجمهور يشعر بأن صناع هذا الفيلم قد نصبوا عليه فأنا مثلا لا يمكن أن اختار اسماً رومانسياً لفيلمي من دون أن تكون له علاقة بالرومانسية من أي نوع ودون ذلك من حقي أن اختار أي اسم حتى وإن كان غريبا ولا يهم من اختار الاسم هل هو المؤلف أم المخرج أم المنتج فهذه تفاصيل لا علاقة للجمهور بها ولا تهمه في شيء.
أما المنتج محمد السبكي فيؤكد أن اختيار اسم الفيلم لابد أن يتم بموافقة المنتج لأن الاسم يفرق كثيراً في الإقبال الجماهيري على العمل، ويكمل كلامه قائلا: بعض الأسماء تكون منفرة للجمهور وبعضها يكون مثيرا وسهلا في نفس الوقت وفي كل الأفلام التي أنتجها لا أتدخل في شغل المخرج أو المؤلف لكن عندما يتعلق الأمر باختيار الاسم لا بد أن يأخذوا رأيي لأنه جزء من الدعاية التي هي مسؤوليتي كمنتج في النهاية وهناك أسماء تكون ثقيلة جدا بل ويمكن أن تتسبب في فشل الدعاية.
على الجانب الاخر يهاجم المؤلف محمود أبوزيد أسماء أفلام هذه الأيام قائلاً: أسماء معظم الأفلام الآن كما يقولون سمك لبن تمر هندي ولا معنى لها ولا توجد علاقة بينها وبين مضمون الأفلام ويحددها النجم أو المنتج فقط، أما زمان فاسم الفيلم كان لابد أن يرتبط بالمضمون وهناك أسماء لا أظن أن الجمهور ينساها مثل العار والكيف وجري الوحوش، لكن الأسماء الآن لا تعلق بذاكرة الجمهور لأنها مجرد أسماء غريبة تأخذ وقتها وبعدها ينساها الجمهور تماما مثل الأفلام نفسها.
ويضيف محمود أبوزيد: هناك الآن ما يشبه الموضة فالكل يجري وراء الأسماء الغريبة حتى وإن لم يكن لها علاقة بأحداث وشخصيات الفيلم والبعض يظن أن الأسماء الغريبة يمكنها أن تجذب الجمهور للفيلم، لكنني أرى انه لا علاقة بين نجاح الفيلم واسمه لأنه مهما كان الاسم مثيراً فلا يمكن أن يكتب النجاح لفيلم، إلا إذا كان جيدا، ووظيفة اسم الفيلم فقط أن يكون معبرا عن مضمون العمل وبالطبع لابد أن يكون جذابا لكن بصراحة معظم أسماء الأفلام الآن تدعو إلى النفور والاشمئزاز.
ويقول علي أبو شادي رئيس الرقابة على المصنفات الفنية إن الرقابة لا تتدخل في أسماء الأفلام حتى وإن كانت غريبة وغامضة لأن هذا اختيار أصحابها وان الحالة الوحيدة التي تتدخل فيها الرقابة في اسم الفيلم إذا كان فيه ما يمس الدين أو الآداب العامة، لكنه كناقد وليس كرقيب يرى أن معظم أسماء الأفلام الآن تفتقد الذوق في اختيارها وهذه مسؤولية أصحابها وحدهم.