إن ضاقت بك الدنيا.. فقل يا رب وتبسم

إن ضاقت بك الدنيا.. فقل يا رب وتبسم

عماد مكاحلة - إن ضاقت بك الدنيا فقل يا رب وتبسم «فإن الله ما أشقاك إلا ليسعدك وما أخذ منك إلا ليعطيك وما أبكاك إلا ليضحكك وما حرمك إلا ليتفضل عليك وما ابتلاك ( إلا لأنه أحبك) قال الغزالي رحمه الله : إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى ..فاعلم أنك عزيز عنده .. وأنك عنده بمكان .. وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه .. وأنه .. يراك ..أما تسمع قوله تعالى({وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }الطور48،،قال الشيخ ابن الجوزي - رحمه الله:أفضل الدعاء اللهم إني أسألك الأنس بقربك «يتحقق لمؤمن فيها أربع : 1.عز من غير عشيرة 2. علم من غير طلب3. غنى من غير مال 4. انس من غير جماعة فاحرص على هذه الدعوة لانها كل شيء في حياتك القرب من خالق الخلق ومُسير الأمور لا القرب من خلق الله والتودد إليهم ومالك الملك موجود وهو القائل (إدعوني أستجب لكم) قال أحد السلف إن الله ضمن لك الرزق فلا تقلق .. ولم يضمن لك الجنة فلا تفتر ..واعلم أن الناجين قلة .. وأن زيف الدنيا زائل .. وأن كل نعمة دون الجنة فانية ..وكل بلاء دون النار عافية .. فقف محاسبا لنفسك قبل فوات الأوان ،، ويقول آخر إذا انكشف الغطاء يوم القيامة عن ثواب أعمالهم .. لم يروا ثوابا أفضل من ذكر الله تعالى ..فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون : ما كان شيء أيسر علينا من الذكر .. فاللهم أرزقنا ألسنة رطبة بذكرك وشكرك ،اللهم اشغلني بما خلقتني له ولا تشغلني بما خلقته لي،،،، لما كبر خالد بن الوليد أحد قادة الإسلام الذي شهد له القاصي والداني خالد بن الوليد الذي لا يشق لا غبار( أخذ المصحف وبكى وقال شغلنا عنك الجهاد) « ..فكيف و نحن الآن؟؟! مالذي شغلنا عنه نعم شُغلنا عن القران وذكر الرحمن بإمور الحياة الفانية شُغلنا بما لا يسمن ولا يغني من جوع شُغلنا بكل جديد ُشغلنا بزخرف الدنيا وُشغلنا بأن نمسي ونصبح ولا نحمد الله على نعمة الصحة والعافية غيرنا يئن في فراشه ونحن لاهون مُنًعمون بكل شيئ وعند إرتفاع صوت الحق بقول (حي على الصلاة) وكأن الأمور لا تعنينا!!.. لنرسم بسمة على شفة يتيم ولنتصدق بصدقة لا نخبر بها أحدا هل هذا غريب عن أخلاقنا الإسلامية السمحه؟ أم أن الدنيا اخذت منا أعز ما نملك وهو ديننا! فتوكل على الله فهو مسير الأمور وهو الرازق وهو مُقسم الأرزاق،، يقول عالم الأحياء الامريكي :كان هناك قط لصاحب بيت يقدم له الطعام كل يوم ولكن هذا القط لم يكتف بالطعام الذي يقدمه له صاحب البيت فأخذ يسرق من البيت الطعام .فأخذ صاحب البيت يراقب القط فتبين أنه كان يقدم الطعام الذي يسرقه لقط آخر أعمى.لا إله إلا الله كيف كان هذا القط يتكفل بإطعام قط كفيف !! أنها قدرة الله عز وجل فأسمع قول الله تعالى(({وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }العنكبوت60.اذا كنت تريد أن تعيش في سعادة دائمة من غير أن يعكر صفو تلك السعادة شئ فعليك بقتل هؤلاء الخمسة :الأول: الفراغ والوحدة.الثاني : الاحزان والهموم أن كنت تحمل من الاحزان جبالا ومن الهموم مثلها فتذكر بأنك تؤجر على ذلك ان صبرت واحتسبت.الثالث: الكبرياء والعلواذا وجدت نفسك ذا منصب وذا حسب ونسب عريقين ومن عائلة ثرية فتذكر إخوانك الفقراء المحتاجين اليك فإنْ كنت تراهم مجرد فقراء ويستحقون المعاناة التي هم بها لتبقى أنت الاغنى والاهم في هذا العالم فكبرياؤك وعلوك هنا قائلان فإحذر منهما فإن الكبر والعلو لا محالة قاتلا صاحبهما. الرابع: الأنانية والغروركلمتان لمعنى واحد ! الخامس: الحقد والحسد ناران كل منهما أشد من الاخرى , فالحقد شيء دفين في القلب يتولد بالتصرفات وبالتعامل مع الناس, انه شر ونار يهلكان صاحبهما ويعودان به إلى حيث لا يشتهي.فالغارق في ملذات الدنيا وشهواتها والمستبد بكل ما وهبه الله من نًعم ويحرم غيره منها فانه إلى الدرك الأسفل من النار وشتان بين من يحمد الله على أي شيء ومن يريد كل شيء لضعف الوازع الإخلاقي والديني لديه.