موسى بن نصير فاتح الأندلس هل دفن في عمان!!

انه فاتح الاندلس وامير افريقيا الشمالية، ولد في الشام عام (640)م اما عن ظروف ومكان وفاته فهناك عدة روايات منها انه توفي في مكة اثناء تأديته لفريضة الحج وهناك من يقول انه توفي في دمشق.. لكن اهالي قرية ابو نصير/الواقعة على الاطراف الشمالية الغربية من مدينة عمان يؤكدون ان قبر ومقام موسى بن نصير موجود في منتصف قريتهم القديمة والعريقة والتي اشتهرت مؤخرا بسبب اقامة (اسكان ابو نصير الشهير) منذ عدة عقود!
وقرية ابو نصير سميت بهذا الاسم نسبة الى هذا القائد التاريخي الشهير والمعروف موسى بن نصير حيث ما زال يؤكد عدد كبير من كبار السن ومسؤولي الاثار في منطقة البلقاء على ان المقام الموجود في هذه القرية هو قبر هذا القائد الاسلامي الكبير، فقد كان هذا المقام محاطا بشبه دائرة من حجارة قديمة كان مكتوبا على احدها اسم هذا القائد (اي شاهد القبر) ولكن هذا الشاهد اختفى ونقل الى متحف الاثار في مدينة القدس عام 1961، وبالقرب من هذا المقام او القبر بنى اهل قرية ابو نصير مسجدا يحمل نفس الاسم ومن ثم فان وزارة الاوقاف في الاردن وعدت سكان هذه القرية لاعادة ترميم وتحديث هذا المقام، والمسجد بما يليق بذكرى مسيرة وكفاح هذه الشخصية الجليلة، والشجاعة والذي كان يود بعد فتحه للاندلس مع طارق بن زياد ان يسير نحو الشرق ليصل الى جنوب اوروبا ومن ثم ينزل جنوبا من تركيا الى عاصمة الخلافة الاسلامية في دمشق، لكن الخليفة الاموي الوليد بن عبدالملك طلب منه العودة الى دمشق في الحال.. فعاد موسى بن نصير عن طريق شمال افريقيا مرورا بمصر وفلسطين في موكب عظيم محمل بغنائم الفتوحات والهدايا.
وعودة بنا لتتبع مسار نشأة موسى بن نصير فانه قد ولد في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان والده رئيسا على حرس معاوية بن ابي سفيان. وعندما كبر موسى بن نصير ولاه الخليفة عبدالملك بن مروان واليا على البصرة ثم عزله، ثم ولاه عبدالعزيز بن مروان واليا على افريقيا (تونس) ففتح غزوان والقيروان، واخضع كثيرا من قبائل البربر، ثم ارسل ابنه عبدالله لفتح (صقلية) فنجح بذلك، وارسل عبدالله بن مرة ففتح (سردينيا). ثم اتم موسى فتح شمال افريقيا الا (سبتة) فصالح حاكمها جوليان على ان يكون تابعا له.
وبعد ذلك استأذن بن نصير الخليفة الوليد ومقره دمشق في غزو الاندلس فأذن له.. فأرسل موسى مالك النخعي على رأس حملة عسكرية، ثم ارسل (طارق بن زياد) بجيش من العرب والبربر فاحتل طارق المكان ونسب اليه فيما بعد بـ(جبل طارق) وشيد حصنا ثم بدأ بفتح البلدان والمدن الواحدة تلو الاخرى منتصرا على لذرين الملك القوطي في معركة شريش، واستولى على مالقة وقرطبة وطليطلة.
وكان موسى بن نصير قد امر طارق بن زياد ألا يفتح (طليطلة) فلم يستمع لأمره فغضب عليه ثم عفا عنه.
وهكذا فقد ابحر موسى الى الاندلس في عام (711) لتكملة الفتح فاستولى على اشبيلية ومـــاردة وثغـــر برشلـــونة، وجميـــع مدن الوادي الكبير، ثم انضم اليه جيش طارق بن زياد بطليطلة، ثم افتتح سرقسطة وشيد بها مسجدا، وفتح فلنسيا ودانية وغيرهما حتى وصلت جيوشه الى جبال البرانس فعبرها وغزا ولاية لانجدوك واستولى على قرقشونة واريونة في مدة لا تتجاوز السنة الواحدة، وولى ابناءه على الاندلس وطنجة واشبيلية وافريقيا.
ولما طلب الخليفة الاموي الوليد بن عبدالملك من موسى بالعودة الى دمشق قدم اليها عام (714) واحتفى به الخليفة.. ولكن لما توفي الوليد انتقم منه الخليفة سليمان بن عبدالملك واهانه وامر باقامته في الشمس حتى كاد يهلك.. وهكذا امضى موسى بن نصير بقية حياته وهو من افقر الناس حتى توفي هذا الفاتح والقائد العربي الفذ حيث كان ينسب الى اللخمين من قبائل العرب المعروفة قبل الاسلام وبعده، وكان رحمه الله في التابعين، وكان شجاعا ورعا تقيا لم يهزم له جيش قط.

وليد سليمان