عمان- نادين النمري - ناقشت جلسات اليوم الاول والثاني من مؤتمر الطاقة العربي توجهات الطاقة العالمية: التطورات منذ مؤتمر الطاقة العربي الأخير ومصادر الطاقة في الدول العربية والعالم والصناعات البترولية اللاحقةعربيا وعالميا بالإضافة الى حلقة نقاش حول تمويل مشاريع النفط والغاز البتروكيماويات في الدول العربية.
الجلسة الاولى
وقدم في الجلسة الاولى من فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر والتي اتخذت من مصادر الطاقة في الدول العربية والعالم عنوانا لها اربع اوراق عمل.
ابرت
وقال رئيس معهد البترول الفرنسي اوليفييه ابرت في ورقة عمل بعنوان الاحتياطات الهيدروكربونية:الحاضر والمستقبل انه ''حتى الان لا يوجد ارقام مؤكدة حول الاحتياطات الهيدروكربونية''.
واضاف ان ''جميع الارقام التي يتم ذكرها تقع ضمن دائرة التقديرات والارقام غير المؤكدة وتخضع للتطور والتصحيح مع زيادة تدفق المعلومات والتقدم التكنولوجي''.
واشار الى ان ''تاريخ النفط يوضح ان التقديرات غالبا ما تكون دون الواقع'' داعيا الى عدم التشاؤم فيما يخص حجم الاحتياطات النفطية ومدى كفاءتها في تغطية احتياجات العالم''.
وتوقع ان ''تلبي الاحتياطيات المتوفرة حاجة العقود المقبلة''.
وبين ان ''التقنيات الحديثة وما يمكن ان يستجد فيها سيساعد على رفع وتحسين عوامل نجاح الاستكشاف مما يضيف احتياطات جديدة من النفوط التقليدية''.
القحطاني
واستعرض مدير تطوير الانتاج المرافق ''ارامكو السعودية'' الدكتور محمد يحيى القحطاني في ورقة عمل حول ''التطورات التكنولوجية وانعكاساتها على مستقبل استكشاف وانتاج النفط والغاز'' دور التكنولوجيا الحديثة في تطوير الوسائل التي تمكن من رفع عامل النجاح في الحفر الاستكشافي وتحقيق استكشافات جديدة''.
وتطرق الى رفع رفع معامل الانتاج في حقول النفط والغاز المكتشفة وفي جعل عمليات الاستكشاف والانتاج مامونة وملائمة بيئيا ومحققة لاجراءات السلامة والصحة بالنسبة للعاملين والبيئة.
ونوه الى تجربة ارامكو -السعودية في هذا المجال من حيث انشاء مراكز للبحث والتطوير تساعدها على التحكم في التطور التكنولوجي وتسخيره لخدمة مختلف مراحل عمليات انتاج النفط والغاز.
الخطيب
وقال نائب الرئيس الفخري لمجلس الطاقة العالمي الدكتور هاشم الخطيب ان ''دوافع الاهتمام العالمي المتنامي بمصادر الطاقة المتجددة بيئية بالدرجة الاولى وذلك للحد من انبعاث الغازات الدفينة لتحقيق اهداف بروتوكول كيوتو علاوة على تشريعات الدول الصناعية الكبرى وسياستها الرامية الى تنويع مصادر الطاقة''.
واضاف في ورقة العمل التي قدمها حول ''مصادر الطاقة المتجددة:التطورات التقنية والاقتصادية'' ان ''الاتحاد الاوروبي يهدف لجعل الطاقة المتجددة تلعب دورا متزايدا بحيث لا تقل مساهمتها عن 12% من مصادر الطاقة الاولية في عام 2012''.
وبين ان ''تقنيات مصادر الطاقة المتجددة لا تزال في معظمها غير ناضجة كما انها ليست في وضع يمكنها من منافسة مصادر الطاقة الاحفورية وخصوصا النفط والغاز سواء من حيث الكلفة الاقتصادية او الكفاءة الحرارية وذلك على مدى العقود القادمة''.
نصرالدين
اما اخر ورقة عمل خلال الجلسة والتي قدمها المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية الدكتور محمود نصر الدين ناقشت مستقبل الطاقة النووية وتناولت تعريف التقنية النووية وانطلاقة استخداماتها عسكريا في بداية الامر ثم استخدامها في توليد الطاقة الكهربائية في روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية ثم في فرنسا.
وقال ان ''استخدام المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء بصورة متزايدة''.
واضاف ان ''ما يولده العالم حاليا من الكهرباء من الطاقة النووية يعادل مجموع الطاقة الكهربائية التي تم انتاجها من جميع المصادر مجتمعة في سنة 1960''.
وبين انه ''يتم حاليا انتاج سدس الكهرباء المولدة من الطاقة النووية في العالم بواسطة 440 مفاعلا نوويا في 31 بلدا وان هناك 17 دولة تعتمد على الطاقة النووية في توليد اكثر من ربع حاجاتها من الكهرباء وأن هناك حوالي 17 دولة تعتمد على الطاقة النووية في توليد أكثر من ربع حاجتها من الكهرباء حيث تولد فرنسا 78% من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية بالطاقة النووية.
الجلسة الثانية
اما الجلسة الثانية فناقشت ''الصناعات البترولية اللاحقة عربيا ودوليا وتراس الجلسة ، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر عبد الله بن حمد العطية، حيث تم طرح 4 اوراق عمل خلال الجلسة.
المؤيد
واستعرض مدير عام التسويق في شركة نفط البحرين عادل خليل المؤيد في ورقة عمل قدمها حول صناعة التكرير والتشريعات البيئية أسباب ارتفاع أسعار النفط الخام ومشتقاته منذ خريف عام .2003
وقال ان ''اهم هذه الاسباب زيادة استهلاك النفط نتيجة للنمو المتسارع في النشاط الاقتصادي العالمي خصوصا في الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية، مما قلص الطاقة الإنتاجية الفائضة للنفط الخام، ورفع معدلات التشغيل في معظم مصافي النفط العالمية.
واضاف انه ''نتيجة لذلك تراجع فائض طاقة التكرير من 5 مليون برميل/يوم في منتصف التسعينات إلى مستوى حرج، يقل عن 2 مليون برميل/يوم في عام 2005''.
وبين ان ''إدراج التشريعات البيئية المتعلقة بتخفيض كمية الملوثات في الهواء وما ترتب عليها من ضرورة إنتاج مشتقات نفطية نظيفة في وقت لم تكن فيه معظم مصافي العالم مهيأة لإنتاج هذه المشتقات بكميات كافية، أدى الى زيادة الطلب على النفط الخفيف منخفض الكبريت وارتفاع أسعاره في حين يتزايد المعروض من النفوط المتوسطة والثقيلة''.
حلبي
وقال الباحث الرئيسي بدائرة تكرير البترول بمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور مأمون عبسي حلبي في الورقة التي قدمها حول السوائل الهيدروكربونية غير التقليدية واقتصادياتها ان توجه مؤسسات البحث العالمية نحو تطوير مصادر وقود تقليدية تعود الى ثلاثة عوامل تكمن في التخوف من النضوب المستقبلي لمصادر النفط التقليدية، وأسعار النفط المرتفعة المتوقعة مستقبلا، وظهور تكنولوجيات أضحت قادرة على تمكين شركات البترول من استغلال المصادر الهيدروكربونية غير التقليدية في بعض الأحيان بطريقة اقتصادية.
واضاف انه ''يوجد حاليا ما يزيد عن 50 مشروعا في كل من كندا وفنزويلا لاستغلال الموارد المتوفرة لديها من رمال القار والنفط الثقيل''.
وبين انه ''بدأ عدد منهــــا إنتاجه على شكل نفط اصطناعي (synthetic crude). واستعرض أنواع المصادر الهيدروكربونية غير التقليدية مع التركيز على رمال القار والسجيل ونفوط الخام الثقيلة أو البتيومين، ومدى وفرتها عالميا وعربيا.
وتطرق الى التقنيات المستخدمة في استغلال تلك المصادر، وبالأخص تجربة كل من كندا وفنزويلا في هذا المضمار.
البنا
واوضحت رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات المهندسة سناء البنا أن ''منطقة الشرق الأوسط بما تختزنه من احتياطيات ضخمة من النفط، ستبقى محط نظر العالم لسنوات وعقود عديدة''.
واضافت في الورقة التي قدمتها عن الصناعات البتروكيماوية عربيا وعالميا: رؤية مستقبلية ان''الدول العربية ستكون مساهمتها في مجموع نشاطات أعمال الصناعات البتروكيماوية بالغة الأهمية، وتأثيرها في الأسواق كبير''.
واشارت الى التوقعات بأن يبلغ في عام 2010 إنتاج بلدان الشرق الأوسط نحو 20% من إنتاج العالم من المواد البتروكيماوية الأساسية ومن البوليميرات، مثل الأولفينات والبولي أولفينات.
ابي عاد
وقال خبير استراتيجي في الإعلام والأبحاث - شركة قطر للبترول الدكتور ناجي أبي عاد أن بلدان العالم العربي، بما تحتويه من احتياطيات ضخمة مؤكدة من الغاز الطبيعي، وبما ينتظر أن يكتشف فيها منه مستقبلا، ستغير صورة سوق الغاز الطبيعي على المديين المتوسط والبعيد.
وعزا ذلك إلى أن الدول العربية المنتجة للغاز، سواء في المشرق أو المغرب العربي ستصبح موردا رئيسيا للأسواق العالمية لهذه المادة'' معتبرة ان أهميتها ستزداد تدريجيا في معادلة الطاقة العالمية.
وقال ان ''ذلك لا يتم إلا عندما تتمكن الدول العربية من تذليل العقبات القانونية والسياسية والاقتصادية التي تقف حجر عثرة في وجه تحقيق النمو الكامل لهذا القطاع.
وبين أن بعض البلدان العربية لا تنظر حاليا للغاز الطبيعي إلا باعتباره واحدا من الاستراتيجيات المتعددة التي تسمح لها باستغلاله محليا لتوفير كميات أكبر من النفط الخام للتصدير.
جلسات اليوم الاول
تناولت حلقة النقاش الأولى في مؤتمر الطاقة العربي الثامن اول امس توجهات الطاقة العالمية: التطورات منذ مؤتمر الطاقة العربي الأخير.
النعيمي
واكد رئيس الحلقة وزير البترول والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية المهندس علي بن ابراهيم النعيمي أن الطلب على النفط سيزداد داعيا توخي الحيطة والحذر تجاه التنبؤ بالمستقبل.
وشدد على اهمية استثمار العائدات البترولية وتوسيع قاعدة الاقتصادات العربية وخاصة في تطوير الانسان العربي وهو أفضل استثمار وذلك لرفع مستواه، وإدماجه في العملية الاقتصادية حتى يصبح قادرا على مواجهة تحديات العولمة
سكينر
واستعرض المدير السابق لمعهد أكسفورد لدراسات الطاقة الدكتور روبرت سكينر في ورقة العمل التي قدمها الأسباب التي تجعل الأقطار العربية ''موعودة'' بالاستمرار في لعب دور مركزي في الاقتصاد العالمي خلال العقود المقبلة.
واشار الى ان الاحتياطيات النفطية المؤكدة في المنطقة العربية والتي تمثل ما لا يقل عن 60% من الاحتياطيات العالمية، وذلك إضافة إلى احتياطياتها من الغاز الطبيعي التي تتزايد أهميتها، وتمثل هي الأخرى ما لا يقل عن 30% من الاحتياطيات العالمية.
وبين انه ''بقدر ما يترتب عن هذا الأمر من فرص ومزايا، فستتبعه مخاطر وأحداث قد تؤثر في أسواق الطاقة العالمية وتنعكس على الاقتصادات العربية في مجملها''.
وحلل المتحدث تبعات التشابك في العلاقات الدولية وانعكاسه على التطورات التي شهدتها أسواق الطاقة في السنوات القليلة الماضية، من خلال رسم سيناريوهات التغيرات المرتقبة ابرزها توقعات إمدادات النفط والغاز من خارج المنطقة العربية.
واشار الى التحولات الكبرى التي شهدها الاقتصاد العالمي وابرزها النمو في الاقتصاد الصيني، وتنامي الاستهلاك الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكيةوما ترتب عليه من ازدياد الطلب على مصادر الطاقة، مما أثر بعمق على أسواق الوقود بأنواعه المختلفة.
وبين ان ذلك انعكس بشكل مباشر على الاقطار العربية بازدياد أهمية بترولها، وارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية، بسبب عوامل عديدة من بينها التخوفات من التناقص و''الاضمحلال'' الفعلي أو الافتراضي لطاقات الإنتاج البديلة، والتوتر في الصناعة البترولية على امتداد مراحلها، وتغاضي شركات الطاقة عن تحديث صناعاتها البترولية اللاحقة (التكرير على وجه الخصوص).
ونوه الى اقتران تذبذب الأسواق بسلسلة من الأحداث الجيوسياسية والعوامل الفنية التي يندرج ضمنها غزو العراق واحتلاله، والإضرابات العمالية، والهجمات الإرهابية، والأعاصير، والحرائق التي نشبت في بعض الحقول أو المصانع البترولية، وأجواء الجدل الدائر حول نضوبية النفط وما نشر من نبوءات حول قرب وصول حجم إنتاجه إلى ذروته، وهذه كلها عوامل تدفع نحو توجه مفاده أن التوتر الذي يسود إمدادات النفط (وأمن تلك الإمدادات) قد أصبح أمرا ملموسا.
واكد على الدور الكبير المنتظر أن تلعبه كل من الصين وروسيا وباقي دول الاتحاد السوفياتي السابق في المعادلة البترولية العالمية.
وأشار إلى أن تحليلات آفاق الطلب على كل من النفط والغاز الطبيعي، تستند في عمومها إلى التوقعات التي تنشرها الجهات المتخصصة، وعلى رأسها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) ووكالة الطاقة الدولية (IEA) ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وتجعل منها خلفية انطلاق.
وأشار إلى الأهمية المتنامية لأوبك (وبالأساس الأقطار العربية الأعضاء فيها، وعلى رأسها المجموعة الخليجية) في تلبية الطلب العالمي المتزايد على النفط والغاز الطبيعي في شكليه الغازي والمسيل.
وتوقع أن ترتفع نسبة مساهمة الأقطار العربية في تلبية ذلك الطلب المتوقع أن يبلغ 105 ملايين برميل في اليوم إلى ما يقارب 50 مليون برميل في اليوم في عام 2020. كما يتوقع أن تلعب الأقطار العربية دورا كبيرا في تلبية الطلب العالمي على الغاز الطبيعي، في شكليه الغازي والمسيل، بداية من عام 2010.
باركيندو
واشار القائم بأعمال السكرتير العام اوبك محمد باركيندو إلى عدم وجود حلول عاجلة أو ناجعة لما تشهده أسواق الطاقة اليوم من توتر خاصة وأن كافة المرئيات في الأسواق العالمية كانت خارج نطاق التوقعات. و كما تطرق إلى موضوع ''ذروة الانتاج'' معتبرا أنه يوجد ما يكفي من امدادات النفط الخام من خارج دول أوبك على المدى القصير، وأن هناك ما يكفي من انتاج أوبك على المدى الطويل لمقابلة الطلب العالمي المتعاظم، الامر الذي يفند الرؤية التي وجدت صداها الإعلامي في الدول الصناعية في الآونة الأخيرة. وشدد السيد باركندو على استراتيجية أوبك التي تسعى إلى استقرار الأسعار من ناحية وضمان توفر الامدادات وعليه فان المخاوف السائدة حاليا بالأسواق لا مبرر لها. وقال المدير التنفيذي، لوكالة الطاقة الدولية كلود منديل ان ''حالة انعدام اليقين كمؤثر لى القرارات الاستثمارية للدخول في مشاريع استثمارية قد تستمر''.
واضاف أن المشاريع المخطط لها أو التي قيد الانشاء ستؤتي نتائجها في ذلك العام 2015.
وأشار إلى أن أسباب عدم اليقين والعوامل المؤثره فيه سواء كانت من حيث توقعات الطلب أو الامدادات أو السياسات المتبعة الموجودة في الدول المستهلكة للحد من الطلب على النفط في ظل ما تشهده السوق من تذبذب حاد في الأسعار، مما قد يفضي إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي في البلدان الصناعية، وما قد يترتب عليه من كبح نمو الطلب.
دوست
أما ، الأمين العام، لمجلس الطاقة العالمي جيرالد دوست قال أن مرئيات السوق التي تهم المستثمر للتوسع في الإنتاج تركز على ما قد يحدث من تطورات بعد عام 2030خصوصا وأن هناك توجها لدى بعض الدول الصناعية للتوسع في توظيف الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، حيث تأتي فرنسا في طليعة الدول الرائدة في هذا المضمار.
وأشار إلى أن توقعات مجلس الطاقة العالمي لما بعد عام 2030 حول الطاقة
مستشار قطر للبترول د. رمزي سلمان قال أن موضوع حلقة النقاش مراجعة وتقويم لما حصل في الماضي، وليس استشرافا مستقبليا.
وأكد على أن ما حصل من ارتفاع في أسعار النفط هو في واقع الأمر ''حركة تصحيحية'' تحاكي إلى درجة كبيرة ما شهدته أسواق الطاقة في السبعينات.
خدوري
وقال رئيس قسم الشؤون الاقتصادية، في صحيفة ''الحياة'' د. وليد خدوري أن هناك أسبابا ومتغيرات عديدة نجهل كنهها مما يجعل التنبؤ بالمستقبل أمرا محفوفا بالصعاب، ومن ثم فلا بد من استخلاص العبر والدروس من تجارب الماضي.
واضاف بأن هناك بروزا لتوجه جديد يتبنى إنهاء ما يسمى بإدمان الإعتماد على النفط العربي، مما قد يبعث بإشارات سلبية للأقطار العربية الساعية للاستثمار في رفع طاقتها الإنتاجية.
عمان - محمد حوامدة - تباينت وجهات نظر مشاركين في مؤتمر الطاقة العربي الثامن حول السبب وراء تقلبات أسعار النفط التي استقرت فوق مستويات 70 دولارا للبرميل في الآونة الأخيرة.
وتعكس وجهات النظر المتباينة خشية الدول المستهلكة من أن يؤثر الارتفاع المتوالي في أسعار البترول على النمو في ناتجها المحلي الذي تستحوذ كلف الطاقة فيه على نسب مرتفعة، في الوقت الذي يمثل فيه ارتفاع الأسعار ''طفرة نفطية ثانية'' لا ترغب الدول المنتجة حرمان ميزانياتها من عوائد مجزية.
وتؤكد السعودية وقطر العضوان في منظمتي ''أوبك'' و''أوابك'' أن ''لا نقص في إمدادات السوق العالمي من النفط'' عازيين اضطراب الأسعار إلى دخول الصناديق الاستثمارية المالية في السوق مستغلة عوامل جيوسياسية مصدرها اضطرابات في مناطق غنية بالنفط.وقال وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي ان التغيرات التي اصابت السوق البترولية الدولية والصناعة البترولية العالمية تتمثل في نمو الطلب العالمي على النفط وارتفاع أسعار البترول بشكل ملحوظ ودخول صناديق الاستثمار المالية في السوق البترولية المستقبلية.
وبين - في كلمته أمام المشاركين في المؤتمر - أن استثمارات صناديق الاستثمار في السوق البترولية المستقبلية تصل إلى حوالي تريليون دولار بعد أن كانت بحدود مائة مليار دولار قبل أربع سنوات، مشيرا إلى أن الارتفاع الحالي في الأسعار يعود إلى دخول هذه الصناديق في السوق البترولية الآجلة والتحكم فيها.
وقال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري عبدالله بن حمد العطية إن ارتفاع أسعار النفط لا تتحمل مسؤوليته الدول المنتجة للنفط ولكنه يرجع إلى عوامل خارجية تتعلق بمصافي التكرير في العالم والمضاربة في سوق البترول إضافة إلى القلق إزاء تأزم الوضع في الشرق الأوسط.
وأضاف - في تصريحات صحفية على هامش أعمال مؤتمر الطاقة العربي الثامن - أن العوامل الجيوسياسية تقوض فعالية رفع أوبك لسقف إنتاجها.
ورفض الامين العام لاوبك بالوكالة محمد باركيندو أن يضر ارتفاع أسعار النفط بالنمو الاقتصادي العالمي، مؤكدا أن الإمدادات ما زالت جيدة بأسواق النفط الخام.
وأضاف باركيندو في المؤتمر أن إمدادات السوق جيدة بشكل يعزى الفضل فيه إلى أعمال وقرارات أعضاء أوبك.
وتجري أوبك اجتماعات دورية تبحث خلالها الأوضاع في السوق العالمية، وترفع إنتاجها الذي يصل إلى 7ر29 مليون برميل يوميا في حال اتفق أعضاء المنظمة الـ ''13 '' على أن الإمدادات غير كافية.
لكن وكالة الطاقة الدولية ومعها بعض الدول المستهلكة للنفط ترى في إنتاج أوبك الذي يشكل ثلث الإنتاج العالمي عاملا مهما في تهدئة الأسعار.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلود مانديل المدير أن أسواق النفط بحاجة إلى مليوني برميل يوميا إضافية وهي تمثل ما تحتاجه أسواق النفط من طاقة فائضة إضافية في الوقت الحالي.
وتعتزم وكالة الطاقة نشر تقرير بعنوان ''نظرة على الطاقة في العالم'' في تشرين الثاني المقبل لرسم سيناريو بديل حول كيفية تطور الطلب على النفط في دول رئيسية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سياسات جديدة في البحث عن مصادر بديلة للطاقة كالوقود الحيوي والطاقة النووية.
وأكد وزير البترول المصري المهندس سامح فهمي أن المشكلة التي تواجه سوق النفط العالمي سببها الارتفاع غير الطبيعي في الطلب على النفط من قبل دول مستهلكة كبرى-- كالصين والهند.
وبين أن حل الإشكال بالنسبة للدول العربية غير المنتجة للنفط يأتي في تفعيل ما تتمخض عنه المؤتمرات إلى جانب الشفافية والجدية في الطرح.
وقال ''المسألة واضحة، هل نريد أن نتعاون أم لا''.
وقال وزير النفط اليمني خالد بحاح إن التحديات التي تصيب قطاع النفط العربي هي جزء مما يحدث في العالم، لكن الوضع مختلف لدى العرب الذين يملكون نصيبا كبيرا سواء من الإنتاج أو الاحتياطي العالمي.