العقبة- الرأي - تحتل العقبة موقعا استراتيجيا وخلابا على البحر الأحمر بإطلالتها على الجبال المحاذية لوادي رم، مما يجعل منها منتجعا مثاليا لرجال الأعمال والأفراد والعائلات.
ولا يحتاج السائح المحلي الراغب في قضاء إجازة مميزة البحث خارج المملكة، إذ ما عليه سوى أن يجرب مرافق الاستجمام لدى العقبة اليوم، التي تضاهي غيرها في المنطقة.
وما زالت العقبة وجهة استجمام رئيسية للسياح المحليين الذين يقصدون المدينة نأيا عن مشاغل ومتاعب الحياة اليومية، بينما تقوم سلطة منطقة العقبة الاقتصادية بحملة لترويج المدينة كمقصد سياحي داخلي لتشجيع المواطنين على التوجه إليها وقضاء إجازاتهم وعطلهم فيها، خصوصا في عطل نهاية الأسبوع.
يقول رئيس قسم السياحة في السلطة غسان ناصر أنه مع انطلاق الحملة التسويقية لترويج العقبة محليا نشهد اليوم زيادة ملحوظة في عدد الزوار المحليين القادمين إلى العقبة للاستجمام والاستراحة مع توفر المواصلات البرية والجوية من وإلى المدينة وبأسعار تناسب الجميع .
وتعتبر فاطمة البرماوي، التي تزور العقبة مع عائلتها مرتين كل عام، العقبة منتجعا سياحيا مثاليا للأردنيين، فهي مدينة هادئة وخالية من أزمات السير والمشاة وتكثر فيها الساحات المفتوحة، بالإضافة لمناخها المعتدل طوال العام . كما يسترعي انتباهها في السنوات الأخيرة طرقات المدينة النظيفة والواسعة، ومتنزهاتها الخضراء، وأشجارها المزروعة على الطرق المؤدية لمركز المدينة ، وهي مشاهد لم تكن موجودة في المدينة قبل عشر سنوات ولكنها اليوم ظهرت وتزايدت بوضوح .
ولا يبعد شاطئ العقبة أكثر من خمس أو عشر دقائق عن مركز المدينة التجاري الذي يوفر للزائر مرافق متعددة من محلات تجارية ومطاعم وبنوك ومقاه .
يوسف عودة،رجل أعمال، اعتاد أن يقصد العقبة في نهاية الأسبوع للراحة والاستجمام مع العائلة، وأحيانا يقضي معهم إجازة الأولاد المدرسية هناك، كما يرتاد المدينة أحيانا بحثا عن فرص تجارية واستثمارية.
ويقول أنه يفضل التنزه على الشاطئ في النهار، واصطحاب الأطفال في جولة في القارب الزجاجي لمشاهدة الشعب المرجانية والأسماك، والتمتع بسماء العقبة، وفي نهاية الجولة نتمتع بالجلوس في أحد مقاهي بلازا الثورة العربية .
ويزور الكثير من السياح قلعة العقبة (العثمانية)، ويتبعونها بالتنزه في ساحات ومتنزهات المدينة المفتوحة، ليختموا الزيارة بالتجول في مراكز التسوق المتنوعة، إضافة إلى ممارسة رياضة المشي عند الشاطئ.
محمود أمين من سكان الزرقاء،يقصد العقبة مع أصدقائه مرة كل شهرين، حيث نقيم في أحد الفنادق، ونمضي معظم الوقت على الشاطئ، نراقب البحر والقوارب، ومن ثم نقوم بزيارة قلعة العقبة، وبلازا الثورة العربية، وسوق الأسماك . وهو يعتقد أن نسيم خليج العقبة في حد ذاته يستحق الزيارة، بالإضافة إلى مشهد البحر الذي نفتقده في المدينة .
ويقول أحمد هشام والذي يرتاد العقبة للغوص أنها وجهة عالمية للرياضة المائية، فالبيئة البحرية المتنوعة من مرجان وأسماك تجعل من المدينة مكانا مثاليا للغوص والسباحة تحت الماء، بالإضافة إلى قيادة القوارب الشراعية. وتوجد مرافق لتدريب الغواصين المبتدئين .
ويضيف هشام، الذي يعمل في تصميم الجرافيك، أنه مولع بالغوص فهو يمنحني الفرصة للقيام بعمل جسدي رياضي وإزالة التوتر بعيدا عن متاعب المكتب والجلوس لساعات أمام شاشة الحاسوب، فأعود إلى عملي بعقل وجسم نشيطين . هشام يمثل شريحة من السياح المحليين الذين يقصدون العقبة للاسترخاء والتخلص من عناء العمل المكتبي وضغوطاته.
وغير بعيد عن المدينة البحرية، يربض مقصد استراتيجي لسياحة المغامرات وعشاق رياضة تسلق الجبال، والمشي في صحراء وادي رم التي تبعد عن العقبة أقل من خمسين كيلومترا.
ويقول خميس عبد الحميد: تسلق جبال وادي رم متعة حقيقية، فنحن نأتي من عمان في مجموعات خصيصا لممارسة هذه الرياضة، ونجعل من العقبة نقطة انطلاق .