نايفة : ينبغي ان تعتمد الجامعات على التمويل الذاتي

نايفة : ينبغي ان تعتمد الجامعات على التمويل الذاتي

عمان - الرأي - القى د. عدنان نايفة نائب رئيس جامعة الاسراء محاضرة مساء امس الاول في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي بعنوان «العولمة والحاجة الى تطوير التعليم العالي». قدمه فيها وادار الحوار د. محمد حمدان.
وقدم د. نايفة للعولمة قائلا : انها عملية تنامي الاعتماد المتبادل بين شعوب العالم، فالناس اصبحوا مرتبطين ببعضهم اقتصاديا واجتماعيا من خلال التجارة والاستثمارات والتعليم، وتدعمت هذه الروابط بتحرير الاسواق وبالتقدم الذي احرزته تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمواصلات.
وقال : نظري ان ميدان التعليم العالي سيشهد خلال العقود القليلة القادمة، تغيرا مثيرا، ينتج عنه: ازدياد في اعداد الجامعات الخاصة. تزايد في خصخصة مؤسسات التعليم العالي الرسمية من خلال تقليص تدريجي للدعم المالي الحكومي لهذه المؤسسات. ومع ذلك، لن يتلاشى دور الحكومات كليا، بل سينحصر في اصدار التراخيص، ودعم الطلبة المحتاجين، وفي خلق الجو الملائم لعمل القطاع الخاص لتتمكن هذه المؤسسات من الازدهار. وبالنهاية فانني اتنبأ بان التعليم العالي سيدار كمشاريع للقطاع الخاص. معيدا ذلك الى ما يشبه الانفجار فيما حققته العولمة من تقدم خلال العقدين الماضيين!
وقال: ان التعليم سيدار كمشاريع خاصة، مبتعدا في ذلك عن المفهوم التقليدي عن التعليم كخدمة اجتماعية عامة، وسيؤدي ذلك الى خفض الدعم الحكومي وايقاف البرامج العاجزة عن تلبية حاجات اسواق العمل لقوى العمل المدربة واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في الحاسوب، والتعلم عن بعد، التي تقدم فهيا المساقات والدرجات العلمية عبر الانترنت.
وتحدث المحاضر عن وضع التعليم العالي في الاردن مشيرا الى ان الجامعات الرسمية خضعت الى تخفيض في ميزانياتها سنة بعد سنة، مما اضطرها للبحث عن موارد مالية جديدة لدعمها. وقال في غياب الدعم المالي من القطاع الخاص، سعت هذه الجامعات الى الحصول على ذلك من اسهل قناة، وهي الطلبة القادرون على دفع الرسوم العالية، بمن فيهم الاردنيون، وطلبة البلدان العربية وخاصة بلدان الخليج. وبالتالي، ترتب على هذه الجامعات تخفيض معايير القبول فيها، فاستقطبت طلبة المعدلات الوسطى اضافة للمعدلات العليا، وتركت للجامعات الخاصة الطلبة ذوي المعدلات المتدنية.
وكما هو متوقع، خلق هذا الوضع مشاكل هائلة، واثر في جودة التعليم ومستواه. واصبحت المرافق الجامعية غير ملائمة ، وتقتضي الصيانة الدائمة. وازدادت نسبة اعداد الطلبة للاستاذ لتصل في المعدل 1:23، وتقلص حجم الاموال لاستقطاب اعضاء هيئة التدريس ذوي التأهيل العالي. وبات الاحباط يطال اعضاء هيئة التدريس، فتحيروا بين تخفيض مستوى محاضراتهم لاستيعاب الطلبة الضعفاء، وبين الاصرار على مستويات عالية للمحافظة على تحفيز الطلبة. وهناك ضآلة التطور المهني لدى عضو هيئة التدريس، وقلة او انعدام الوقت او الحوافز اللازمة للبحث العلمي والتطوير. ولم يعد اعضاء هيئة التدريس محفزين، وغاب عنهم الشعور بالامن والانتماء، وهبطت الروح المعنوية لديهم الى حد كبير.
ودعا المحاضر الجامعات ان تكون لها استراتيجيتها الخاصة بها، وان تفيد من قدراتها الذاتية في التمويل. وعلى مجلس الامناء ان يركز على وضع السياسات ، والاهم من ذلك على تنشيط وتوفير التمويل. ويجب تعيين الموظفين الاداريين على اساس التنافس وباشراف لجان مؤهلة. وعلى هؤلاء الموظفين ان يبنوا على منجزات من سبقوهم. ولا بد من توفير الوسائل اللازمة والدورات التدريبية للتطوير المهني لاعضاد هيئة التدريس. وتمتين العلاقات مع سوق العمل والصناعات المحلية كمصادر للتمويل الخاص. وتنظيم البرنامج الموازي وعصرنته، ان كان هذا ممكنا. والاكثار من التخصصات الجامعية التطبيقة، والتي ستوفر توازنا بين اشكال التعليم النظرية تقليديا والاشكال التطبيقية المطلوبة بالحاح.
وتوقع المحاضر في ختام محاضرته ان يشهد التعليم العالي في الاردن خلال فترة زمنية قصيرة تحسنا وتطورا هامين اذا ما تم الاخذ بالتوصيات وتنفيذها.
ويذكر ان د. عدنان نايفة بدأ حياته الاكاديمية في الولايات المتحدة حيث حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير ثم الدكتوراة في هندسة الميكانيك والطيران من جامعة كاليفورنيا عام 1991. وعمل مستشارا علميا للعديد من المؤسسات الحكومية والصناعية في الولايات المتحدة ومنها ناسا، جنرال اليكتريك، وجونسون الندجونسون. وقد حصل على العديد من جوائز التدريس والبحث العلمي ونشاطات علمية اخرى ذات علاقة في الجمعيات العلمية المتخصصة.