عمان - بترا - ايمن الحنيطي - اجمع مختصون بالشأن الاسرائيلي ان الانتخابات الاسرائيلية القادمة تختلف عن اية انتخابات اخرى سبقتها وان الحزب الجديد الذي شكله ارئيل شارون قبل دخوله في حالة موت سريري هو من سيقود اسرائيل في الفترة المقبلة في حكومة ائتلافية بين تياري الوسط واليسار اذا لم تحدث هناك اية مفاجآت غير متوقعة .
وخلال الندوة الخاصة التي نظمها مركز الاردن الجديد للدراسات امس في عمان حول الانتخابات الاسرائيلية وترأسها رئيس مجلس ادارة وكالة الانباء الاردنية الدكتور سمير مطاوع جرت مناقشة الانتخابات الاسرائيلية القادمة بمختلف ابعادها واخر ملامح المشهد الانتخابي والحزبي في اسرائيل والمشاركة العربية في هذه الانتخابات .
وقال سالم جبران رئيس تحرير مجلة // المستقبل // التي تصدر في الناصرة ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد الحيفاوية سابقا ان شارون اكتشف من موقعه في رئاسة الوزراء ان هناك امورا ممكنة واخرى غير ممكنة وانه يجب التخلص من وهم قيام دولة اسرائيل على كل ارض اسرائيل واعترف ان الاحتلال هو شيء قبيح وتوصل الى استنتاج الى ان اسرائيل اذا ارادت المضي في طريقها التي رسمتها في السابق ستصل الى طريق مسدود .
واضاف ان قوى واسعة داخل المجتمع الاسرائيلي ادركت ان احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية يشكل لعنة عالمية في كل من اوروبا واميركا المؤيدين التقليديين لاسرائيل اذ شهدت هذه الدول مظاهرات ضد الاحتلال والاستيطان .
وكشف ان اسرائيل صرفت على المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 حوالي 47 مليار دولار وان كل مستوطن يكلف ميزانية الحكومة الاسرائيلية سبعة اضعاف ما يكلفه الاسرائيلي العادي .
وامام كل هذا الواقع ادرك شارون ان هناك اخطارا تحدق بوجود دولة اسرائيل مما جعله يمر بانقلاب عنيف بشكل تدريجي اوصله في نهاية الامر الى الدخول في صراع مع قيادات حزب الليكود الذي اسسه في السابق وخرج منه وشكل حزبا جديدا يسمى // كاديما انضم اليه خلال فترة اشهر الوزراء والساسة والاف من العسكريين السابقين واساتذة الجامعات ورجال الاعمال والدبلوماسيين والقضاة السابقين 0 وبقي حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو يمثل اليمين العنصري المتطرف سياسيا وعسكريا واقتصاديا .
وقال جبران ان حزب العمل ايضا حدثت فيه انتفاضة اذ خرج منه شمعون بيرس الى حزب كاديما وتسلم زمام الامور فيه عامير بيريتس اليهودي الشرقي الذي ادرك ان الفقر داخل المجتمع الاسرائيلي اخذ بالازدياد فقرر القيام بانتفاضة للشباب اليساريين وتمكن من منافسة بيرس والانتصارعليه .
واجمل جبران المشهد السياسي الحزبي القائم الان في اسرائيل قبل الانتخابات المزمع اجراؤها فى 28 اذار القادم بتيار اليمين ممثلا في الليكود بزعامة نتنياهو وتيار الوسط ممثلا بحزب كاديما بزعامة ايهود اولمرت وتيار اليسار ممثلا بحزب العمل بزعامة عامير بيريتس مشيرا الى وجود مركزين اخرين في الخارطة الحزبية الاسرائيلية مركز الاحزاب الدينية اليمينية المتطرفة ممثلة بتحالف حزب المفدال الحزب القومي الديني مع حزب الاتحاد القومي في قائمة واحدة وهناك حزب شاس الذي يعتبر اكثر اعتدالا من بقية الاحزاب الدينية ويستند على قاعدة اليهود الشرقيين 0والمركز الاخر هو قومي عنصري علماني يتمثل في حزب // اسرائيل بيتنا // الذي يتزعمه افيغدور ليبرمان المهاجر الروسي العنصري وهذا الحزب يضع في برنامجه الانتخابي خطة تبادل السكان مقابل نقل اليهود في الضفة الغربية الى داخل اسرائيل اذ يرى انه يجب نقل مليون و250 الف عربي من الاراضي المحتلة عام 48 الى داخل الضفة الغربية .
وتوقع جبران ان يقود حزب كاديما الجديد زمام الامور في اسرائيل خلال الفترة القادمة ما لم تحدث مفاجآت اذ تشير استطلاعات الراي الى انه سيحصل على اغلبية اعضاء الكنيست 42 عضوا وان يشكل ائتلافا مع حزب العمل اليساري وينضم اليهما حزب ميرتس اليساري ايضا لذلك ستكون هناك حكومة وسط يسار في اسرائيل خلال الفترة القادمة .
وتحدث غازي السعدي الخبير في الشان الاسرائيلى عن برامج الاحزاب الكبرى والالية التي تجرى فيها الانتخابات في اسرائيل فاشار الى ان اصحاب حق الاقتراع في الانتخابات القادمة يبلغ عددهم خمسة ملايين و14 الفا و622 ناخبا بينهم نصف مليون ناخب من المواطنين العرب داخل الخط الاخضر سيتوجهون لانتخاب 120 نائبا للكنيست الاسرائيلي البرلمان من بين 31 قائمة انتخابية منها 11 قائمة تمثل الاحزاب القديمة و20 قائمة جديدة وخمس قوائم عربية .
واشار السعدي الى انه جرى في اسرائيل رفع نسبة الحسم من 5و1 بالمائة الى 2 بالمائة بغرض تقليص عدد الاحزاب والقوائم الامر الذي يهدد العديد من الاحزاب الصغيرة لا سيما العربية منها بالاختفاء عن الساحة السياسية الاسرائيلية .
واستعرض السعدي البرامج السياسية لابرز الاحزاب الاسرائيلية وقال ان احزاب كاديما والعمل والليكود تعتبر القدس الموحدة عاصمة اسرائيل الابدية وتحت السيادة الاسرائيلية ومع ذلك يختلف حزب العمل قليلا فمن اجل الحفاظ على الطابع اليهودي للقدس يقترح حزب العمل التنازل عن الاحياء ذات الاغلبية العربية للدولة الفلسطينية خلال التسوية الدائمة اما بالنسبة للحدود فان حزب كاديما يريد ضم المناطق المطلوبة لامن اسرائيل والاماكن المقدسة لليهود والكتل الاستيطانية للدولة العبرية كما ان حزب العمل يؤيد ايضا ضم الكتل الاستيطانية الكبيرة لاسرائيل اما الليكود فان موقفه يطالب بان تشمل حدود اسرائيل الدائمة غور الاردن وصحراء القدس وما يسميه بالقدس الكبرى والكتل الاستيطانية والمناطق الساحلية وبالنسبة لحق العودة فان حزبي كاديما والعمل يعتبران ان حل قضية اللاجئين يجب ان يتم في اطار الدولة الفلسطينية اما الليكود فانه يعارض عودة اللاجئين كليا .
وتحدث الصحفي والنائب السابق حمادة فراعنة الخبير في الخارطة السياسية والحزبية لعرب فلسطين المحتلة عام 1948 خلال الندوة عن مسيرة مشاركة المواطنين العرب في الانتخابات الاسرائيلية والانجازات التي حققوها خلال السنوات الماضية مشيرا الى ان الاحزاب الرئيسة العربية التي ستخوض الانتخابات الاسرائيلية القادمة هي حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة النائب محمد بركة وحزب التجمع الديمقراطي برئاسة النائب عزمي بشارة والقائمة العربية الموحدة التي تجمع ثلاثة احزاب اتفقت مؤخرا على التحالف فيما بينها وهي الحركة الاسلامية برئاسة ابراهيم صرصور والحركة العربية للتغيير برئاسة احمد الطيبي والحزب الديمقراطي العربي برئاسة طلب الصانع .
وقال ان الحد الادنى الذي تحتاجه اي قائمة من هذه القوائم للنجاح في الانتخابات القادمة هو حوالي 70 الى 80 الف صوت وذلك بعد رفع نسبة الحسم الى 2 بالمائة مما يشكل خطرا على حكم التمثيل العربي في الكنيست .
