كتب - محرر الشؤون الرياضية - لندخل الى الموضوع مباشرة ونتساءل: هل اتخذ اتحاد كرة القدم المصري قرارا تربويا بالفعل بحق نجم المنتخب احمد حسام «ميدو»؟
خلال مباراة الدور قبل النهائي لكأس الامم الافريقية بين مصر والسنغال التي اقيمت على ستاد القاهرة، ارتأى مدير المنتخب المصري حسن شحاته تبديل ميدو، لكن النجم الكبير الموهوب لم يعجبه قرار المدير، ونقلت عدسة التلفزيون حركاته العصبية وهو يدفع بكابتن المنتخب حسام حسن و«يتفلت» على حسن شحاته، هو قال انه ردد عبارة «ليه انا»؟ فقط، ونحن بدورنا لم نسمع الكلام ولا نتقن قراءة الشفاه، لكن من الواضح ان مشادة حدثت بين الرجلين بعصبية واضحة من كليهما!
ما علينا، كان على الاتحاد المصري ان يتخذ قرارا بحق النجم المخطىء الذي اظهر صورة غير حضارية لكل من تابع المباراة سواء من فوق المدرجات او عبر شاشات التلفزيون.
عقد الاتحاد - او اركانه - اجتماعا طارئا مع المدير الفني عقب المباراة مباشرة، وطال الاجتماع الى ما بعد منتصف الليل بحثا عن صيغة مرضية وليس عن حل عادل! فقد فهم ان اللاعبين متعاطفون مع زميلهم ميدو، واي قرار قاس قد تنعكس اثاره سلبا على معنوياتهم.
في غضون ذلك، سارع الناقد وعضو الاتحاد احمد شوبير الى توفير فرصة لميدو لتقديم اعتذاره على شاشة «دريم» المصرية، وبدأ مع مجموعة من زملائه في توفير ارضية «طرية» لطمر الازمة، وفهم ان مسؤولين رفيعي المستوى تدخلوا ايضا للتخفيف ما امكن من ذيول الازمة قبيل المباراة النهائية وعرس افريقيا الكبير!
.. وصدر النطق بالحكم: ايقاف ميدو ستة اشهر!!
من فوره، بدأ الاتحاد المصري في تبرير قراره، وتولى عدد من الاعلاميين المصريين الترويج للقرار الذي وصفوه بالتربوي .. ستة شهور فترة معقولة بحق محترف توتنهام الانجليزي!!
لكن في واقع الامر، دعونا نتساءل مجددا عن المعنى الحقيقي للايقاف لهذه الفترة؟ متى ستبدأ استحقاقات الكرة المصرية الرسمية؟ وعندما نعلم ان الاستحقاق التالي لن يبدأ قبل الخريف المقبل، نعي ان الايقاف لم يتخذ بحق ميدو الا في المباراة النهائية فقط!
اذا، القرار هو ايقاف لمباراة واحدة! والانكى ان الاتحاد سمح لميدو بالجلوس في مقصورة الصحفيين وبعد ذلك سمح له بتقلد الميدالية الذهبية ..!! العقوبة فقط عدم الاشتراك في المباراة او الجلوس على مقاعد البدلاء؟ اهذا هو القرار التربوي؟
حينما استمعنا للقرار هتف احد الاصدقاء مستغربا: ماذا؟ ستة اشهر فقط؟ فلتكن هذه الاشهر الستة اكراما لملايين المصريين ولاسم مصر.
لن نعلق على مطلب الصديق، لكننا نعبر عن دهشتنا للكيفية التي نجح فيها الاتحاد المصري في التلاعب بالالفاظ للتلاعب بالاعراف.