شكك وزير العدل العراقي الدكتور عبد الحسين شندل عيسى في كفاءة قضاة المحكمة التي تحاكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه في قضية الدجيل.
وأشار عيسى في حديث لصحيفة "الحياة" نشرته اليوم الجمعة إلى أن قضاة المحكمة ليسوا من ذوي الكفاءة "وأن المحاكمة تعاني من تجاوزات كثيرة.. "وأقول بصراحة: إن أكثر القضاة في محاكمة الرئيس العراقي السابق غير كفيين لمثل هذه المحاكمة".
وردا على سؤال بشأن ما يراه البعض من أن الامريكيين هم من يحاكم صدام وليس القضاء العراقي قال عيسى "المحكمة التي تحاكم أركان النظام السابق وبالذات صدام حسين لا تخضع لمجلس القضاء، ووزارة العدل، على رغم كون وزير العدل عضواً في مجلس الوزراء الذي يشرف على هذه المحكمة، التي تتمتع باستقلالية تامة، ولها قانونها الخاص. لا أنكر أن كفاية الكثير من القضاة دون مستوى الطموح.." .
وأشار وزير العدل العراقي إلى لهفة المواطنين على سرعة إصدار حكم في القضية لكنه طالب بالالتزام بالاجراءات القانونية وقال "".. أنا لا أؤيد ان تتأثر المحكمة برأي العامة، وأرى أن على المحكمة أن تكون محايدة، ولكن يجب أن تتسم المحاكم بالحسم".
وأعرب عن أسفه لضعف إدارة المحكمة الامر الذي عزاه "
لأسباب كثيرة، فالقوات الامريكية، تريد من المحكمة أن تِظهر للعالم أنها ديموقراطية، إلا أن الديموقراطية شيء والحفاظ على ضمانات بمحاكمة عادلة شيء آخر".
وأضاف أنه " يجب الالتزام بالحزم والضبط وفق القواعد
الإجرائية لقانون المحاكمات الجزائية الذي يركز على شكلية المحاكمة، وإدارتها.
"يجب أن يكون هناك احترام لهيئة المحكمة، واحترام لحقوق الشاهد وضمانات. ولكن وجدنا مع الاسف الشديد ان هناك خللاً كبيراً في إجراءات المحكمة".
وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا عقدت أمس الخميس الجلسة العاشرة لاستكمال محاكمة صدام وسبعة من كبار مساعديه في قضية مقتل 148 قرويا في بلدة الدجيل على خلفية محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها صدام هناك في صيف عام 1982 بغياب صدام وجميع معاونيه وفريق الدفاع.
وتأجلت المحاكمة إلى 13 شباط/فبراير المقبل لغياب جميع المتهمين وفريق الدفاع على ما يبدو. واستمعت المحكمة خلال جلسة أمس إلى اثنين من الشهود الذكور برئاسة القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن. وهذه هي المرة الثالثة التي يتغيب فيها صدام عن الجلسة بعد أن شهدت الجلسة الثامنة للمحاكمة يوم الاحد الماضي مشادة كلامية.
وانتهت المشادة الكلامية بخروج صدام حسين من قاعة المحكمة وطرد أخيه غير الشقيق برزان التكريتي وانسحاب طه ياسين رمضان وعواد حمد البندر وفريق الدفاع عن جميع المتهمين من القاعة واستكملت الجلسة بسماع إفادة أحد شهود الاثبات.
(د ب أ)...ح