عمان-جمانة غنيمات - تابعت أسعار الذهب ارتفاعها أمس لتبلغ مستويات وصفت بالقياسية وتحققت أعلى قيمة لسعر المعدن الأصفر منذ نحو عقدين لتصل 570 دولارا للاونصة.
وحققت أسعار الذهب قفزات كبيرة خلال الفترة الماضية وصلت لمعدلات قياسية منذ عام 1987 وبلغت أسعاره في السوق المحلي 11دينارا للغرام الواحد عيار 21 بيع و9ر10دينار شراء،فيما بلغ سعر الغرام عيار 24 ما قيمته 7ر12و6ر12 دينار بيع وشراء على التوالي . وتعتبر دبي وأسواق شرق أسيا من الدول الرئيسية التي تصدر الذهب للمملكة.
ويعزى سبب الارتفاع كما يشير تجار الذهب في المملكة إلى التوترات السياسية والاقتصادية التي تشهدها الساحة العالمية، كتطورات المسألتين العراقية والكورية الشمالية وانخفاض الدولار بالإضافة إلى المضاربات التي يجريها المستفيدون سواء ببيع الذهب أو شراؤه.
ويقول التجار إن تعاملات البيع ترتبط مباشرة بما يجري في أسواق المال والنفط العالمية، حيث تلجأ بعض دول العالم إلى تخزين كمية كبيرة من الذهب الخام، للاستعانة به عند وقوع ونشوب الأزمات والحروب والصراعات، وذلك يؤدي بشكل مباشر إلى قلة المعروض من الذهب وارتفاع الطلب العالمي عليه وبالتالي ارتفاع الأسعار.
يوضح احد التجار إن أي تجارة مرتبطة بالأسواق العالمية لا بد أن تتغير أوضاعها بين الحين والآخر حسب مجريات الأحداث مبينا أن تجارة الذهب هي إحدى أهم العملات التي يجري التعامل بها في الأسواق ومؤكدا أن ارتفاع أسعار الذهب ذو تأثير كبير على أي اقتصاد.
ويقول أمين سر نقابة أصحاب المجوهرات باسم سكجها تتلخص أسباب ارتفاع أسعار المعدن الأصفر بالأحداث الجارية في العالم وخصوصا في الدول المصدرة للنفط لوجود صلة وثيقة بين ارتفاع الذهب وانخفاض سعر برميل النفط.
يشار إلى أن بعض الدول المستوردة للنفط تقوم بتخزين كمية هائلة من الذهب الخام لتستعين بها في وقت استمرار الحروب ومن أمثلة هذه الدول روسيا واليابان التي تعمل على تخزين كمية كبيرة من الذهب لضمان قوة اقتصادها مما يؤدي إلى الزيادة في أسعار الذهب لتصل إلى أعلى مستوياتها.
ويرجع سكجها ارتفاع الذهب إلى عدة عوامل أهمها الأحداث الجارية في العالم كالحروب السياسية والاقتصادية مشيرا إلى النفط كدافع أساسي لارتفاع الذهب إلى جانب المضاربات التي يجريها المستفيدون سواء ببيع الذهب أو شراؤه.
ويبين أن من الصعب التكهن باتجاه أسعار المعدن الثمين خصوصا وان تعاملات البيع المحلية والأسعار ترتبط مباشرة بما يجري في أسواق المال والنفط العالمية.
ويلفت سكجها إلى أن القفزة الكبيرة في الأسعار أصابت سوق الذهب المحلية بحالة من الركود من ناحية البيع والشراء أيضا حيث اقبل كثيرون من مقتني الذهب على بيع ما يزيد عن حاجتهم قبل فترة عند سعر 9 دنانير للغرام، ظنا منهم أن الأسعار لن تتجاوز هذا الحد.
ويعتبر الذهب مقياسا لقوة اقتصاد الدول والذي لا يقاس بالأوراق النقدية وإنما بكميات الذهب الموجودة فيها و يؤثر انخفاض سعر الدولار على ارتفاع الذهب.وتقدر موجودات المملكة من الذهب بالاونصه نحو411 ألف اونصة بقيمة تتجاوز 136 مليون دينار فيما يبلغ صافي الموجودات من الذهب والعملات الأجنبية ما يقارب 3ر4 مليار دينار الاحتياطي منها 1ر4مليار دينار. ويفسر بعض الناشطين في سوق الذهب ارتفاع الأسعار بقلة المعروض منه بسبب اقتناء بعض المستثمرين الذهب ملاذا آمنا من تقلبات الأسواق العالمية وهروب بعض المستثمرين من تجارة الأوراق المالية إلى تجارة الذهب بعد إفلاس الشركات الكبرى.
ووصف احد العاملين في تجارة هذا المصاغ الحركة الشرائية منذ بدء ارتفاع الأسعار ضعيفة في حين رأى البعض أنها عادية خصوصا فيما يتعلق بالبيع الذي يقبل عليه البعض لاستغلال الارتفاع الحاصل في السعر.
