كل يوم جديد... تحقق المقاطعة الاسلامية للدنمارك انتصارا جديدا، نصفه تحت عنوان «انتصار الامة الاسلامية لعقيدتها» بعد ان تجرأت صحيفة فحاولت النيل من نبي هذه الامة ورسولها عليه افضل الصلاة والسلام، ذلك ان ما اقدمت عليه هذه الصحيفة، والذي تسميه العقول الواعية بالسخف والغباء والحقارة والانحطاط القيمي، لم تكن اهدافه كما بدت ظاهريا، محاولة المساس بشخص الرسول عليه الصلاة والسلام، بل جاءت محاولة لسبر غور ردود فعل المسلمين على ما يمكن ان يكون اساءة تطال عقيدتهم، فلا نعتقد ان هناك ركنا في العالم الان، لا يعرف معرفة اكيدة ما هي مكانة الانبياء عند اصحاب العقائد الاسلامية، سواء اكانت اسلامية ام مسيحية ام يهودية، كما انه ليس هناك ذو وعي غير مصاب باعاقة لا يدرك تماما مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في قلوب ووجدان ووعي المسلمين حقا.. سواء كان هذا العلم تأتى بعد اطلاع وتماس مع الثقافة الاسلامية.. او مع ما كان من ردود فعل تجاه احداث سابقة حاولت المساس من هذا الرمز العقائدي الاسلامي العظيم.
هكذا... فان هذا العمل برمته.. لم يكن محاولة غبي.. او فكرة متخلف عقليا، اراد ان يطرح رسما.. او رسومات كاريكاتيرية عن شخصية عالمية عادية، بل ان هذا كان ابعد من ذلك... فلا يعقل ان تكون هذه الرسومات جاءت.. عفو الخاطر.. او عبر لحظة انية، ولكن لا بد وان يكون نتاج تخطيط مسبق.. وفي اطار تصور متكامل لما يمكن ان يكون عليه فعل مقصود له اهداف محددة... يسعى الى تحقيق مقاصد تسعى الى ان تقول شيئا، ثم التعبير عنه برسومات يدرك من انجزها.. ثم من وافق على نشرها.. ومن تبنى موقف النشر، يدرك تماما الاهداف.. والمقاصد.. والنوايا التي تحملها.. الا وهي التطاول على عقيدة سماوية ومحاولة تسفيه الركائز الاساسية لهذه العقيدة من خلال المساس بأهم رموز هذه العقيدة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، الذي يؤمن به اتباع هذه العقيدة كرسول حمل اليهم رسالة السماء بكل الصدق والامانة، اللتين بثتا الثقة المطلقة برسالته.
ان اي اعتذار.. مهما كانت صفته.. ومن اين جاء، لن يسقط حقيقة الفكر الشاذ القائم عند هذه الفئة، التي تبنت الفكرة الاساسية التي هدفت الى المساس بالرمز الاول والكبير للعقيدة الاسلامية، ذلك ان ما كان من رسومات حاولت المساس بهذا الرسول عليه الصلاة والسلام، لم تكن موجهة لغير اتباع هذه العقيدة، فهؤلاء الذين لا يدينون بالعقيدة الاسلامية، قد لا تستفزهم مثل هذه الرسومات او المحاولات الهادفة لتشويه هذه العقيدة، بقدر ما جاءت هذه الرسومات لتتحدى اتباع العقيدة الاسلامية بالذات من المسلمين، كي تختبر ردود فعلهم ضمن معطيات المختبر السياسي الذي يتعامل به الغرب في ادارة علاقاته بالامة الاسلامية، هذا المختبر الذي انما اسس بداية كي يخدم الغايات الاقتصادية التي تتمحور تحت عنوان «المصالح» العصب الاساس في حراك المجتمع الغربي والذي عليه المعول دائما في كل اشكال العلاقات.
من هنا .. فان السلاح الذي اشهرته الامة الاسلامية، ومثل ردود فعلها الذي لم تكن تتوقعه لا الصحيفة.. ولا الدولة.. او الدول الاخرى التي وقفت الى جانبها ولاسباب سياسية اقتصادية - الاتحاد الاوروبي - هذا السلاح مثل المفاجأة.. وكان الاكثر قوة وكفاءة ونجاحا.. يزداد اثره كل يوم، ومثل بحق التعبير الاصدق عن مكانة العقيدة في نفوس الامة الاسلامية، سيكون لهذا الموقف الاثر الايجابي الاكثر عمقا.. وستكون المقاطعة.. الرد الابعد اثرا والدرس الامثل الذي سيجعل الكثيرين يعيدون حساباتهم اذا ما فكروا يوما التعرض للاسلام عقيدة... ولرموز هذه العقيدة... ولأي من ادبيات وفقه ما جاءت به.. حتى الان اثبت هذا السلاح - سلاح المقاطعة - نجاحا وكفاءة ... والدعوة الان مطلوبة لتنظيم استخدام هذا السلاح على امتداد الامة الاسلامية باطيافها كافة حتى يتحقق الهدف النبيل الذي نسعى اليه... احترام عقيدتنا.. وعدم المساس بمشاعرنا، واحترام رموز هذه العقيدة.. والوعي بأن المساس بها عندنا من المحرمات.
(نزيــــــه ..)
