اخترت عنوان الشرس لمقالتي حيث انطباق المعنى كما يبينه الفيروزبادي في قاموسه المحيط «باب السين فصل الشين» حيث يقول: الشرس «محركة» سوء الخلق وشدة الخلاف.
ولعلنا في هذا الصدد نألم ونتأثر لهذه الظاهرة التي استشرت في الجامعات ألأردنية عامة وخاصة ولكنها في الجامعات الخاصة اشد وطأة كما نعتقد، ومن نافلة القول إن مثل هذه الظاهرة تحدث في اغلب الجامعات في العالم لأن الشباب الجامعي الجديد قد انتقل من بيئة مقيدة في المرحلة الثانوية إلى بيئة شبه مفتوحة مما يعني ألاختلاط الذي يكون احد الأسباب في تنمية الشرس والعدوانية وخاصة عند الشعور بعدم جلب انتباه الطرف الآخر إليه.
ومن خلال المعايشة الميدانية نجد إن المشكلة تلتئم في أطراف ثلاثة هي:
- الطلبة.
- الأهل.
- الجامعة
نحاول في هذه العجالة من البحث تسليط الضوء على دور كل طرف لعلنا نعطي بعض مؤشرات العلاج بهدف تطويرها:
أولا: الطلبة:
هؤلاء الطلبة ونقصد تلك الفئة التي تتصف بالشرس وهم قلة كما نعتقد جاءوا إلى الجامعة الخاصة وهم من ذوي المعدلات المتدنية جدا وبعضهم جاء عن طريق التجسير ومن الناحية التربوية يشير هبوط المعدل إلى عدة دلالات بالمعنى العام ومنها عدم ألاهتمام بالدراسة وعدم الاهتمام يجر إلى معان أخرى وهكذا ولذلك فأن التبعات تنتقل إلى الجامعة التي قد تكون أرضا خصبة لتنمية العلة الكامنة بعدم ألاهتمام إضافة إلى هناك جانبا لا يقل أهمية من منظور موضوعي وهو تفاوت دخل الطلبة من مصروف جيب وملابس مما يعني الحسرة في ظل موديلات اشتبكت ألوانها واختلفت عباراتها بكتابات لا يفقه معناها من ارتداها وقد لاتجد لها معنى ذا قيمة سوى أنها كتبت باللغة الإنكليزية ولذلك لابد إن يكون للجامعة دور رائد كما سيأتي بيانه.
ومن المفيد ان نذكر في هذا الصدد ان الكثير من علماء النفس والتربويين يؤيدون احتضان الخريجين حتى من ذوي المعدلات المتدنية في الجامعات لأسباب اجتماعية الا إن هذا الاحتضان لا بد ان يحظى برعاية معينة من حيث الاختصاصات التي يقبل بها هؤلاء الطلبة.
ثانيا: الأهل «الأسرة»:
من خلال الواقع الملموس يهمل غالبية الأهل تتبع دراسة الشاب الجامعي وكأنه أصبح معتدا بنفسه لا سيطرة لأحد عليه فقد تشورب والتحى وأصبح من ذوي الرأي والنهي، لكن حقيقة الأمر لا بد من وقفة جدية من الأهل وولاة الأمور لأن المتابعة تخلق اثرين ايجابيين هما:
أ- شعور الطالب بأن ولي الأمر يتابع دراسته الأمر الذي يضغط عليه للإهتمام بدراسته وبالتالي احترام رغبة هذا الولي.
ب- يحرص الطالب على عدم الوقوع في إشكالات مما يعني وصولها إلى الأهل بطريقة أو أخرى.
ولعل الطريق الذي نراه مجديا في دور الأهل في المتابعة لولدهم هو ألاطلاع على نتائج امتحاناته وخاصة الفصلية First Exam and Second Exam وهذه الامتحانات تعقد عادة في بداية الأسبوع السابع والأسبوع الثاني عشر من بدء الدراسة لكل من الامتحانين على التوالي لكل فصل دراسي (الفصل الأول والفصل الثاني) وحسب التعليمات فان أوراق الامتحانات بنتائجها تعطى للطلبة لغرض معرفة نتائجهم فهل كلف الأهل أنفسهم للإطلاع على هذه النتائج ومتابعة الخلل؟.
كما يمكن ايجاد آلية الاستفسار عن طريق الانترنيت وهي متوفرة في ظل تقنية المعلومات مع الجامعات.
ثالثا: الجامعة:
يكون دور الجامعة دور حاضنة الأعمال فلا بد ان تتوفر فيها العناية المحسوبة وهذا الدور يتلخص في جانبين:
- الجانب التربوي.
- الجانب العلمي.
وهذان الدوران متلازمان لا يسعني المجال في شرحهما لأن دلالتهما واضحة إلا إن الشيء الذي ينبغي التنويه إليه هو الكيفية التي نتابع بها الطلبة المعنيين في هذه المقالة.
إني أرى هناك جهتين:
الجهة الأولى: عمادة شؤون الطلبة:
ويتلخص دورها في تحسس قضايا الطلبة للوقوف على مسبباتها ومتطلباتها وتكثيف العمل بالنشاطات الطلابية المختلفة ولعل إشراك اكبر عدد من الطلبة قد يبرز مواهب جديرة بالتنمية من جهة وأن إشغال الطلاب بتلك ألأنشطة يحد من مسألة الشرس الجامعي.
الجهة الثانية: المرشد الأكاديمي:
الإرشاد الأكاديمي يعني تخصيص مرشد أكاديمي لكل مجموعة من الطلاب وبهذا المعنى سيحصل هذا المرشد على بيانات ومعلومات عن الطلبة الذين هم تحت إشرافه .
ويكون دور المشرف فاعلا كما ينبغي في معالجة الشرس الجامعي عن طريق ما يلي:
- إجراء لقاءات مع مجموعته وقد تتضمن هذه اللقاءات إرشادات ومحاضرات والسماع إلى المشاكل التي تبديها المجموعة لغرض الإسهام في حلها ولا بأس من تشجيع الطلبة في الكتابة في موضوعات معينة لغرض التحدث عنها في اللقاءات.
- إذا علم ان من بين مجموعته ممن يتصفون بالشرس الجامعي حسب المؤشرات التي يحصل عليها يمكن في هذه الحالة من متابعة هؤلاء مع مدرسي المساقات وعمادة شؤون الطلبة بهدف إيجاد حلول ناجعة.
وخلاصة القول ان الشباب الجامعي أمانة في أحضان الجامعة فبجهودهم وتحصيلهم تتحدد معالم المستقبل وأن النصح والإرشاد قد يؤدي الى سبيل الرشاد.