صلاح العبادي - أمل أبو صبح رويدا السعايدة - نتيجة ارتفاع تكاليف السياحة الداخلية، اضطر الكثير من الشباب لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك في عدد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان ومصر، في الوقت الذي شهدت فيه السياحة الداخلية ركودا ملحوظا. وارجع العديد من الشباب السبب في ذلك إلى التنافس بين أصحاب الشركات السياحية لتقديم أفضل العروض لاستقطاب الشباب للسفر إلى الخارج في رحلات سياحة بسيطة التكاليف، تكاد لا تتجاوز تكلفة الرحلة الواحدة نصف الثمن المترتب على الإقامة لمدة ليلة واحدة في فندق5 نجوم في مدينة العقبة أو البحر الميت. الأمر الذي حدا بالكثير من الشباب لاستثمار فرصة طول مدة الإجازة للسفر على متن هذه الرحلات إلى عدد من الدول؛ نتيجة التكلفة البسيطة المترتبة على ذلك.
وأرجع أيمن فانا - والذي يعمل مشرفا للاستقبال في استراحة سياحية- السبب في ضعف إقبال الشباب على السياحة الداخلية في مناطق الشمال من المملكة أثناء إجازة العيد إلى الظروف الجوية الباردة، عدا عن الرحلات السياحة الخارجية نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة مع أسعار الغرف الفندقية في المملكة.
وأشار وليد عويمر صاحب مكتب سياحة إلى ان نسبة إقبال الشباب على السياحة خلال فترة عيد الأضحى شكلت نسبة 40%حيث احتلت السياحة الخارجية الجزء الأكبر؛ إذ تركزت الرحلات على عدد من دول الجوار مثل سوريا ومصر ولبنان، وعزا ذلك إلى ارتفاع أسعار حجوزات الفنادق في الأردن بالمقارنة مع أسعار الحجوزات في الدول الأخرى.
وأعرب فؤاد مسعود، صاحب مكتب سياحة وسفر، عن عدم رضاه من توجه الكثير من الشباب للسفر إلى الخارج لقضاء إجازة العيد، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن مكتبه نظم العديد من الرحلات السياحة لمناطق البحر الميت والعقبة، ووادي رم، وحمامات ماعين، والبتراء، وجرش وعجلون أثناء العطلة. واعتبر أن قضاء الإجازة في الخارج من قبل العديد من الشباب يعود إلى الظروف الجوية وبرودة الطقس مقارنة مع الطقس المعتدل في بعض الدول الأخرى في الوقت ذاته.
من جانبه قال فارس العبداللات، والذي يعمل موظفا في إحدى المكاتب السياحية : إن إقبال الشباب الملحوظ على السفر لقضاء عطلة عيد الأضحى في الخارج يعود إلى التكلفة العالية المترتبة على الرحلات الداخلية، مشيرا إلى أن تكلفة قضاء ثلاثة أيام في بيروت من خلال برنامج سياحي لا تتجاوز مبلغ مائة وخمسين دينارا، مقارنة مع السياحة الداخلية لنفس مدة البرنامج والتي تحتاج إلى ضعف المبلغ المطلوب نتيجة ارتفاع أسعار الإقامة في الفنادق والمنتجعات السياحية، عدا عن الظروف الجوية التي تشجع الشباب على السياحة الخارجية، داعيا الشباب للاستمتاع في الطبيعة الخلابة والمناطق الأثرية في المملكة بدلا من التوجه للسفر للخارج.
ورأى الطالب أحمد عبدالله ان حركة السياحة الداخلية ليست بالشكل المطلوب من ناحية تمكين الشباب من الاقبال عليها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه أمضى إجازة العيد في الشام برفقة أسرته، مرجعا السبب في ذلك إلى انخفاض التكاليف، ومبينا أن برنامج الرحلة التي ذهب فيها تضمن مشاهدة عدد من المناطق الجميلة، وسهرات، بالإضافة للتسوق في عدة أماكن. وتمنى أحمد لو كانت الأسعار المترتبة على الرحلات الداخلية مناسبة لتمكن من قضاء إجازة العيد في الأردن بدلا من السفر إلى الخارج.
ورأت ابتسام عبد اللطيف، والتي تعمل موظفة أن إجازة عيد الأضحى كانت فرصة مناسبة بالنسبة لها لزيارة العقبة والإقامة فيها لمدة ثلاثة أيام، إضافة إلى زيارة البتراء وأم قيس والبحر الميت برفقة زوجها. مؤكدة أن تكلفة الإقامة في منطقة العقبة مرتفعة وبشكل ملحوظ، داعية المعنيين في هذا الأمر لوضع حوافز تشجيعية تحث الشباب للسياحة الداخلية؛ بهدف ترويج المناطق لهم، وحثهم على زيارتها والتعرف عليها.
ورأى كل من حسام راضي وعبد الغني إدريس واحمد الراعي ومصطفى أيوب، والذين يجلسون على مقاعد الدراسة في الجامعة الأردنية أن السياحة في الأردن لغير الأردنيين، نظرا للتكلفة المترتبة على ذلك، ووصفوا عطلة العيد بأنها مملة جدا لأنهم لم يستطيعوا الاستمتاع بها كما كانوا يتطلعون، مشيرين إلى أنهم تمنوا أن يمضوا عطلة العيد في زيارة العديد من المدن والمناطق الأثرية والاستمتاع بالطبيعة الجميلة في المملكة بدلا من الجلوس في المنزل لمشاهدة المحطات التلفزيونية.
ويرى يوسف احمد والذي يعمل في احد المحال التجارية أن الشباب يحتاجون لقضاء فترة إجازة من فينة إلى أخرى بهدف الترويح عن النفس، مشيرا إلى أنه قام بزيارة العقبة خلال إجازة العيد.
واعتبر كل من عامر محمد وايمن علي ان الظروف الاقتصادية تقف عائقا أمام الشباب في التفكير للقيام برحلات سياحية سواء داخلية أم خارجية، مؤكدا أن ارتفاع تكاليف الإقامة في الفنادق والمنتجعات السياحية يفوق بكثير قدرة الشباب المادية. لافتا إلى ضرورة خفض أسعار حجوزات الفنادق ليتسنى لكل مواطن القيام برحلات سياحية والتعرف على الاماكن السياحية في وطنه.
