لندن- بترا - اجرى جلالة الملك عبدالله الثاني في مقر الحكومة البريطانية في لندن امس مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اكد خلالها ان عملية السلام تمر بمرحلة جديدة تتطلب من المجتمع الدولي العمل على تحمل مسؤولياته في مساعدة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على اعتماد طاولة المفاوضات سبيلا وحيدا لاحلال السلام في الشرق الاوسط.
وحذر جلالته من ان ترك الامور على حالها دون تقديم الدعم من قبل المجموعة الدولية قد يقود الى المزيد من التوتر، وهذا ما يجب على الجميع السعي لتجنب عواقبه.
وشدد جلالته على ضرورة ان يستمر الاتحاد الاوروبي بتقديم الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية ذلك ان هذا هو ما يحتاجه الشعب الفلسطيني الآن اكثر من اي وقت مضى، لافتا الى ان التردد في تقديم المساعدة سيدفع ثمنه الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ظروف اقتصادية صعبة.
كما اكد جلالته والسيد بلير اهمية ضمان استمرار العملية السلمية استنادا لخارطة الطريق واحترام الاطراف المعنية لالتزاماتها وصولا الى حل الدولتين الذي يشكل المخرج الوحيد المقبول دوليا لارساء وقاعد السلام الدائم في المنطقة.
وقال جلالته ان خيار السلام العادل هو مطلب عربي في الاساس وهذا ما تم التأكيد عليه من خلال المبادرة العربية للسلام التي تبنتها قمة بيروت لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي.
وحول العراق، كان هناك تطابق في وجهات النظر بين جلالته ورئيس الوزراء البريطاني حول ضرورة ان تكون الحكومة العراقية المقبلة ممثلة لمختلف القوى والتيارات السياسية العراقية وان تؤدي الى تعزيز حالة الامن والاستقرار لبناء مستقبل ينعم فيه الشعب العراقي بحياة افضل.
وكانت الحرب الدولية على الارهاب وجهود عمان ولندن- اللتين عانتا من الهجمات الارهابية خلال العام الماضي- في التصدي لهذه الظاهرة من ضمن المواضيع التي بحثها جلالته والرئيس البريطاني.
وتناولت المباحثات في لندن التي وصل اليها جلالته في زيارة قصيرة مساء امس قبيل توجهه اليوم الى الولايات المتحدة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الاردن وبريطانيا خصوصا في المجالات الاقتصادية.
وكان جلالته قد توجه عصر امس الى لندن فى مستهل زيارة عمل تشمل كلا من بريطانيا والولايات المتحدة تستمرعدة ايام.
وسيبدأ جلالته اليوم الاربعاء زيارته الى الولايات المتحدة حيث يجرى مباحثات فى البيت الابيض مع الرئيس الامريكى جورج بوش تتناول تطورات الاوضاع فى منطقة الشرق الاوسط0 والظروف المتصلة بعملية السلام0 بالاضافة الى العلاقات الثنائية الاردنية الاميركية0 وافاق تطويرها فى شتى المجالات.
كما يلتقى جلالته خلال الزيارة نائب الرئيس الاميركى ديك تشينى ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وعددا من كبار المسوولين فى الادارة الاميركية. وقيادات الكونغرس0 والمستثمرين ورجال الاعمال الاميركيين.
وسيلقى جلالة الملك فى واشنطن0 امام شخصيات سياسية واكاديمية عالمية واميركية وجمع كبير لقادة ورجال الدين المسيحى0 خطابا يعرض فيه جلالته رؤية الاردن وجهوده نحو تعزيز الحوار بين اتباع الديانات السماوية انطلاقا من رسالة عمان التى تسعى لتعظيم القيم والجوامع المشتركة والتعاليم السمحة لهذه الديانات التى تتفق على نبذ الارهاب والتطرف.
وستكون هذه الموضوعات والقضايا المتصلة بسبل تحقيق السلام العادل والدائم فى منطقة الشرق الاوسط من ابرز المحاور التى سيتناولها جلالة الملك خلال الكلمة التى سيلقيها فى جامعة المسيسبى بمدينة اكسفورد.
وقد اقسم سمو الامير فيصل بن الحسين اليمين الدستورية بحضور هيئة الوزارة نائبا لجلالة الملك.