جمانة فوزي النعيمات -روى البخاري أنه عليه الصلاة و السلام ، قال : « أنصر أخاك ظالما أو مظلوما « فعجب الناس و دهشوا، وقالوا : يا رسول الله، هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما ؟ قال : « تمنعه من الظلم فذلك نصر له «.فحق كل مسلم على أخيه نصرته، والحرص على نفعه، ودفع الأذى عنه، والسعي للصلح بين المسلمين، فمن أجل وأعظم المقاصد الإسلامية أن تسود الأخوة بين المسلمين، ويرفرف الوئام والصفاء، والتفاهم ويتجلى ذلك بتماسك كلمتهم، ووحدة صفوفهم، حتى يكونوا على قلب رجل واحد .ومن أسباب الفرقة والاختلاف «العصبية» فليحذر المسلمين من الانتصار للعصبية، فينتصرون لبني جلدتهم ، حتى لو كانوا على باطل، وينتصرون لجماعاتهم، أو لأحزابهم ، وما ينجم عن ذلك من تفرق واختلاف وتنازع، سئل النبي عليه الصلاة و السلام عن العصبية، فقال: « أن تعين قومك على الظلم «، وأعلن براءته عليه الصلاة والسلام ممن دعا إلى عصبية، قال : « وليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية « .و تضافرت نصوص الشريعة على تأليف القلوب، واجتماع الكلمة، لما في ذلك من أثر في بناء المجتمعات ، وقوة الأمم ، وبهذه المحبة الصادقة والأخوة الحقيقية، أستطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينشئ مجتمع المؤمنين الأمثل في تاريخ الإنسانية، الذي صوره بقوله: « المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا «، فإلقاء بذرة المحبة في القلوب، وتعدها بالرعاية، مطلب شرعي؛ ليستطيعوا التماسك والصمود أمام التحديات اللامتناهية على ديننا، وتقديم التضحيات في بناء دولتنا، وإظهار هيبتها، ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية عندما، قال : « الفرقة شر وعذاب والألفة رحمة للعباد « .Jumana.alnuaimat@yahoo.com
أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً
12:00 10-1-2012
آخر تعديل :
الثلاثاء