حسن القيسي ولد فـي بيت الشعر وابنه نصار تخرج طبيبا

حسن القيسي ولد فـي بيت الشعر وابنه نصار تخرج طبيبا

اماني سعادة -  بين ولادة حسن سالم القيسي في بيت الشعر وولادة ابنه الدكتور نصار القيسي في المستشفى حالة انقلابية في زمن تطورت فيه الحياة سريعا في الاردن خلال اقل من نصف قرن.  ويقول المحامي حسن القيسي عندما ولدت في قرية الجيزة عام 1944 كان والدي سالم ضيف الله القيسي شيخ عشيرة القيسي في تلك المنطقة،  لكن شيئا لم يكن يميزه عن ابناء عشيرتة وابناء جيله، فقد ولدت عام 1944 في بيت الشعر الذي كنا نقيم فيه في الصيف ، ونتطر احيانا للانتقال الى المغر الموجودة في المنطقة اتقاء لبرد الشتاء.
ويضيف المحامي حسن ان والده اخذه الى الكتاتيب في نهاية الاربعينات لتعلم مبادئ القراءة والكتابة عن طريق حفظنا القران الكريم لقلة المدارس في تلك المنطقة في تلك المرحلة، ويتذكر جيدا ان العائلة كانت تقوم بنحر الذبائح احتفاءا بهذا الانجاز.
ويتذكر ان والده قام بتسجيلة فيما بعد في مدرسة ام البساتين التي كانت تبعد اكثر من كيلو مترين عن مكان اقامة العائلة، وكان يذهب اليها في تلك السن المبكرة مشيا على الاقدام، غير آبه بحرارة الصيف او برودة الشتاء، وبعدها انتقل الى مدرسة الزرقاء الثانويه ليكمل دراسة الثاتوية، وبعد ذلك ذهبت الى القاهر ة لدارسة الحقوق.
من جهتة يقول نجله الدكتور نصار القيسي المولود عام 1971 انني ولدت لاب محام اختلفت حياته تماما عن حياة ابائه واجداده، وكان التطور العلمي والعمراني قد شمل ارجاء الوطن كافة، وتطورت الحياة الاجتماعية بشكل سريع.
ويضيف دخلت مدارس حديثة ، ولم اعش المعاناة التي عاشها والدي، فقد التحقت بكلية الطب في الجامعه الاردنية وتخصصت في الجلدية والتناسلية وحصلت على البورد الاردني وانهيت دراستي بين اهلي وعشيرتي، غير ان ملامح الحياة القاسية التي عاشتها عائلتي شكلت حافزا قويا لي لتسجيل نجاحات متلاصقة في كل مراحل حياتي.
ويشير الاب القيسي انه في ايام طفولته وشبابه المبكر لم يكن مقنعا لدى ابناء العشير ان تذهب البنات الى المدارس او الجامعات، فالمرأة لها وظيفتها التي حددتها طبيعة حياة الناس في تلك المرحله، ولا تخرج من بيت والدها الا الى بيت زوجها، الذي قد لا يراها الا يوم زفافه، وهي حالة تختلف عن اليوم حيث ان بنات العشيرة حصلن على مؤهلات علمية متقدمة في الطب والهندسه والقانون وغيرها من التخصصات، ويعملن اليوم جنبا الى جنب مع الرجل في كل مجالات الحياة.
ويرى الابن الدكتور نصار ان التشريعات الصادر عن الدولة ضمنت للمرأة شريكا للرجل في كل شيء، كما ان انشاء الجمعيات والتنظيمات النسائية ساعد على دفع المرأة للحصول على حقوقها كاملة، غير انه مؤكد ان بعض اطراف المجتمع ما تزال محافظة، وترى في خروج المرأه لميدان العمل العام، ما يتناقض وتقاليد المجتمع المتوارثة، وهذا يتطلب جهدا حكوميا وشعبيا لكسر هذا النوع من التقاليد لتكون المرأة، التي هي نصف المجتمع قادرة على اخذ دورها بما يتطابق مع دورها وامكاناتها في الحياة.
ويسعى الاب حسن القيسي للمقارنة بين جيلين من حيث علاقتهما بالعمل السياسي مفهومه للسياسة وعلاقتها بدورة الحياة فيقول في مرحلة شبابنا لم تكن وسائل الاتصال متوفرة لدى الناس، لكن حالة الوعي كانت اكثر وضوحا بين ابناء جيلنا، ربما ساعد في ذلك وجود احداث كبيرة مثل نكبة فلسطين وثورات التحرر من الاستعمار في عدد من الدول العربية وما رافقها من حالة المد القومي في تلك المرحله التي دفعت الشباب للانخراط في العمل السياسي، اما بشكل مباشر او غير مباشر، وينتقد جيل اليوم، بأنه ابتعد كثيرا عن هموم السياسة، رغم توفر وسائل الاتصال وثورة والمعلومات، وتحول العمل السياسي الى هم ثانوي هامشي لدى فئة كبيرة جدا من شباب اليوم الذين اتجه معظمهم للاهتمام بقضايا لم تكن اولويات جيلنا.
ويؤكد الابن الدكتور نصار هذه الحقيقة مقبوله ربما كان لمجموع الهزائم التي مني بها الجيل السابق على المستويات السياسية كافة، ما دفع الشباب للعزوف عن الانخراط المباشر في العمل السياسي، ثم ان التطور المعرفي وانتشار وسائل الاتصال جعل هذا الجيل قريبا من لب القضية وليس من اطارها الخارجي، ما جعله يرفض ان يكون شريكا في هذه الحالة، اضف الى ذلك ما يواجهه المجتمع من تداخلات اجتماعية واقتصادية وغيرها دفعت الشباب للاهتمام بشؤون حاتهم الخاصة على حساب القضايا العامه، ومنها الموضوع السياسي.