كفّت هيفاء وهبي ووفّت, وفهمنا منها وهي تتدلع وتتغنج ما الذي يريده رجب الذي هو صديق الشخص الذي تخاطبه في الاغنية, ونفترض ان هذا الشخص هو حبيبها اذ لا يمكن - مثلا - ان يكون شقيقها او ابن عمها, اذن لمصع رقبتها خاصة اذا كان اردنيا.
ولسوء الحظ فان مؤلف الاغنية الذي اجهل اسمه ايضا, لم يذكر اسم ذلك الشخص وربما لم تتح له الصنعة ذلك اذ كيف يمكن له ان يحشر اسم ذلك الشخص وكيف واين? واصلا ما الفائدة التي نجنيها من تشرفنا بمعرفة اسمه!
ولكن من باب الاستطراد والفضول وطق الحنك دعونا نخمن ان اسمه قد يكون (شعبان) او (رمضان) على اعتبار ان صديقه اسمه رجب ولا يمكن بحال من الاحوال تصور ان اسمه سمير او تامر او ميدو او ليمو.. الخ.
اذن فاسمه اما شعبان واما رمضان ومن الممكن ان يكون شلاطة او خشبة او خيشة وهي اسماء مألوفة ومعتبرة في حواري القاهرة العتيقة.
لكن السؤال المهم هنا هو كيف تمكن رجب وصديقه شعبان او رمضان من التعرف على هيفاء وهبي? وليس التعرف عليها فقط - خد بالك - ولكن في الذهاب بعيدا الى قصة حب وتحرش وغيره مما يمكن ان تسمح بفهمه ثنايا الاغنية التي اخذت تنتشر انتشار النار في الهشيم في الاسابيع الاخيرة.
كيف تمكن هذان الصعلوكان المتشردان من اقتحام عالم هيفاء وهبي التي بات يصبو الى مجرد مجالستها كبار القوم!
هذا ما لا تفصح عنه الاغنية لا من قريب ولا من بعيد اذ ان مؤلف الاغنية لا يريد ان يكشف الظروف الاستثنائية التي قادت الى هذا التعارف غير المفهوم. اذ ان الفرصة الوحيدة المتاحة امام رجب هي ان تتوفر ظروف ليكون سائقها الخصوصي الذي تقع في غرامه. وهذا يحصل بين حين وآخر في الافلام!
اما ما يمكن ان يحصل بين الصديقين بعد ان اشتكت هيفاء من صديق رجب, فأمر لا نعرفه ايضا واملنا ان لا يكون رجب قد قام بلحظة غيرة وبتعبئة مبرمجة من هيفاء بجبد صديقه بموس كباس او بموس قرن الغزال الشائع استخدامه في الحارات الشعبية.
نأمل الا يكون حدث هذا, ونأمل ان يكونا ذكيين كفاية ليدركا ان هيفاء تتدلع وتتغنج وتضحك على ذقنيهما اذ مهما ساءت الاحوال معها فغير معقول الا تجد سوى رجب السنكوح لتقيم معه علاقة غرامية او ما اشبه ذلك.. خاصة وان حقولا وحقولا من القلوب الظامئة ترتمي عند قدميها طالبة مجرد النظر.
ولكن مع ذلك نقول: لله في خلقه شؤون ويمكن ان يضع سره في رجب يا عجب يا »مؤلف الحكايات« وليس للحديث بقية.
[email protected]