تحذيرات من استفحال المجاعة بغزة ورفض لآلية المساعدات
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الخميس، عن استشهاد 67 مواطنًا، بينهم 5 جرى انتشال جثامينهم، إضافة إلى إصابة 179 آخرين خلال 24 ساعة الماضية، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأوضحت الوزارة في بيانها اليومي أن الإحصائية لا تشمل مستشفيات شمال قطاع غزة بسبب صعوبة الوصول إليها، مشيرة إلى أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
ووفق الوزارة فإن الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 ترتفع إلى 54,249 شهيدًا و123,492 إصابة، بعد إضافة 98 شهيدًا جرى اعتماد بياناتهم مؤخرًا من قبل اللجنة القضائية المختصة.
ولفتت الصحة إلى أنه ومنذ 18 مارس 2025، بلغ عدد الشهداء 3,986، فيما سُجلت 11,451 إصابة.
ودعت الوزارة ذوي الشهداء والمفقودين إلى استكمال بياناتهم عبر الرابط الرسمي لتحديث السجلات الصحية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الخميس توقف خدمة العلاج الكيميائي الوريدي والمتابعة الطبية لمرضى السرطان في قطاع غزة.
وقالت صحة غزة إن «إخلاء المستشفى الأوروبي ومركز غزة للسرطان ضاعف من حدة الوضع الكارثي للمرضى».
وأفادت بأن 11 ألف مريض سرطان في غزة بدون علاج ورعاية صحية مناسبة، مشيرة إلى أن 5 آلاف مريض سرطان لديهم تحويلة عاجلة للعلاج بالخارج إما للتشخيص أو للعلاج الكيميائي والإشعاعي.
وأوضحت أن عدم توفر أجهزة التشخيص المبكر والمتابعة يفاقم الحالة الصحية للمرضى، لافتة إلى أن 64% من أدوية السرطان رصيدها صفر.
وأكدت صحة غزة أن مرضى السرطان محاصرون بأوضاع صحية واجتماعية ونفسية واقتصادية كارثية، مناشدة كافة الجهات الضغط على الاحتلال لتمكين المرضى من السفر للعلاج بالخارج وإدخال الأدوية الضرورية لهم.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الخميس إن الوضع الإنساني الكارثي في القطاع يتفاقم وأزمة الجوع تستفحل، في ظل مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات وعرقلة عمل المنظمات الدولية.
ودان المكتب بأشد العبارات هذه السياسة الممنهجة التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الغذاء سلاحَ حرب ضد المدنيين.
واعتبر أن صمت المجتمع الدولي «شراكة ضمنية في الجريمة»، وأن استمرار التلكؤ في اتخاذ إجراءات رادعة سيؤدي إلى مزيد من الضحايا والمآسي.
من جانبها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تداعيات كارثية على الصعيد الإنساني لنحو مليون فلسطيني في مدينة غزة وشمالي القطاع، نتيجة الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال المعونات.
مرحلة خطيرة
كما حذر المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء من أن قطاع غزة بات يشهد مرحلة خطيرة ضمن حملة للتجويع، وتشهد إبادة جماعية في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.وأشار إلى أن الوضع في غزة يتدهور باستمرار ونشهد تصعيدا ممنهجا للعنف من إسرائيل، حيث توقع إسرائيل قتلى وتلحق دمارا كبيرا لتحقيق هدفها باحتلال غزة وضمها.
على صعيد آخر، وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) نظام المساعدات الإسرائيلي الجديد الذي تسيره «مؤسسة غزة الإنسانية» بأنه كارثة، ويهدد بتفاقم الأمور.
وقالت إن قلة عدد نقاط التوزيع ستجبر المدنيين على الابتعاد عن منازلهم مما يعرضهم للعنف.
كما حذرت من أن أهل غزة يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي ونحو نصف مليون شخص على حافة المجاعة، مشيرة إلى أن مخزونها في غزة محدود للغاية بسبب الحصار المفروض على المساعدات منذ شهرين.
وجددت الغرف التجارية في قطاع غزة رفضها القاطع للآلية الإسرائيلية لإدخال المساعدات عبر شركة أمنية أميركية وفي مناطق محددة.
وقالت الغرف التجارية -في بيان- إنها تجدد ثقتها الكاملة في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعتمدة التي أثبتت مهنيتها في إدارة الأزمات رغم العراقيل.
يشار إلى إسرائيل تمارس تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ الثاني من مارس/آذار الماضي بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وتحت وطأة المجاعة، فشل المخطط الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة الثلاثاء والأربعاء الماضيين مركزا لتوزيع مساعدات، فقتل الجيش الإسرائيلي بالرصاص 10 منهم وأصاب 62، وأوقفت المؤسسة نشاطها «مؤقتا».
فيما، قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة «إن التحقيقات حول مجزرة الاحتلال بحق عدد من عناصر الشرطة والمواطنين بمدينة غزة، تشير إلى أن اللصوص يقودهم عملاء».
وأضافت الوزارة في بيان لها الخميس، أن التحقيقات بينت أن اللصوص يتم تحريكهم بغطاء جوي من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لاستهداف عناصر الأمن والشرطة عند التصدي لهم.وشددت على أن تكامل الأدوار بين اللصوص والعملاء مع الاحتلال، هدفه إحداث الفوضى وبث الخوف في نفوس المواطنين.
وأكدت أنه برغم التضحيات الجسام والخسائر الفادحة في أرواح أبناء المؤسسة الأمنية والشرطية، لن تتخلى عن القيام بواجبتها، وسنواصل حماية أرواح وممتلكات المواطنين.
كما قالت «سنواصل اتخاذ إجراءات ميدانية، مشددة بحق اللصوص وعملاء الاحتلال، ورسالتنا لهم أنهم لن يفلتوا من العقاب، وإن الاحتماء بالاحتلال لن ينفعهم، ونحن مصممون على إنفاذ القصاص العادل بحقهم».وأهابت بالعائلات الفلسطينية الأصيلة إلى الوقوف عند مسؤولياتها في هذه المرحلة الفاصلة، ورفع الغطاء عن كل من يقف في صف الاحتلال، وأن يكونوا صمام أمان للمجتمع.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس مقتل مستوطن عمل مع شركة متعاقدة مع وزارة الأمن، بتفجير عبوة زرعت بجرافة بينما كان يعمل عليها في جباليا شمالي القطاع.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
وفي القدس المحتلة اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك الخميس بحماية شرطة الاحتلال والقوات الخاصة المدججة بالسلاح.يأتي ذلك بعد أيام من اقتحامات متكررة لأعداد من المستوطنين المسجد الأقصى وسط إجراءات أمنية مشددة من قوات الاحتلال.
وتأتي اقتحامات الأقصى في وقت تواصل فيه إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 177 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.في محاولة لتغيير الوضع القائم في المسجد وتهويد أجزاء كبيرة منه وبناء الهيكل المزعوم.