العويس: تأكيد لأواصر اللقاءات الثقافية التي يتوّجها التواصل العربي
المطروشي: علاقات أخوية متميزة بين الأردن والإمارات
العياصرة: مبادرات بيوت الشعر والجوائز الأدبية عززت من حضور الشارقة في الثقافة العربية
برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أقيم صباح أمس في دائرة المكتبة الوطنيّة بعمَّان، حفل تكريم الدورة الخامسة أردنيًّا والثانية والعشرين عربيًّا، من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي.
حضر حفل التكريم عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وإبراهيم بن محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والقائم بالأعمال في سفارة دولة الإمارات في الأردن، وأمين عام وزارة الثقافة الأستاذ الدكتور نضال الأحمد العياصرة، ومدير بيت الشعر- المفرق فيصل السرحان، وأمين عام دائرة المكتبة الوطنية بالوكالة مساعد الأمين العام في وزارة الثقافة عروبة الشمايلة.
وكرّم عبدالله العويس والدكتور نضال العياصرة، الفائزين بالدورة الحاليّة للملتقى، وهم: المؤرخ الأديب الأستاذ الدكتور «محمد عدنان» البخيت رئيس مجمع اللغة العربية الأردني، والناقد الدكتور نبيل حداد، والشاعر الناقد الدكتور محمود الشلبي، والشاعر الأديب محمد سمحان.
كما كرّم الدكتور نضال العياصرة الضيوف من الشارقة، والفائزين، بدروع قدّمها باسم وزارة الثقافة تقديرًا لعطائهم وإبداعهم الثقافي.
وتحدث العويس حول أهمية تجديد أواصر اللقاءات الثقافية وروابط المحبّة التي يتوّجها التواصل العربي والتعاون المشترك، وهو ما يجسده عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، في ظل قيادة تؤمن بأهمية استمرار التواصل العربي في المجالات كافة.
وأضاف: «وها نحن اليوم نمثل نموذجًا لهذه المبادئ، من خلال ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي يهدف إلى تكريم الشخصيات الثقافية التي أثرت الساحة العربية المعاصرة بالإبداع في مجال الآداب بحقولها المتنوعة، وبعد أن تنقّل الملتقى بين أقطار الوطن العربي، يعود اليوم للمرة الرابعة لتكريم كوكبة جديدة من أدباء الأردن، ممن أخلصوا لإبداعهم وأفاضوا بجميل عطائهم ونتاجهم الأدبي المتنوع».
وأعرب العويس عن تقديره لوزارة الثقافة على تعاونها الدائم، الذي أثمر عن تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة، ناقًلا إلى مكرمي هذه الدورة، تهنئة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تقديرًا لجهودهم وعطاءاتهم المخلصة.
وأكّد المستشار حمد المطروشي أهميّة ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، مشيرًا إلى النجاح اللافت لدولة الإمارات العربية المتحدة في التعامل مع التعددية الثقافية وتنوع الجنسيات على أرضها، ونشر فكر التعاون بين الأعراق والأديان بمحبة وعدالة، والحرص على الاستفادة من نتاج وتجارب الدول والامم وإبداعاتها الثقافية والأدبية والعمل على إنتاج فكري متنوع، إذ حظي هذا النهج الطيب برعاية واهتمام رئيس الدولة، حتى وصلت الإمارات إلى مواقع متقدمة.
وقال إنّ لتوجيهات وفكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة -حفظه الله- الدور الكبير في تعزيز النهضة الثقافية في دولة الإمارات والوطن العربي بوجه عام، في تقديم سموه الدعم والمتابعة للمثقفين والأدباء المحليين والعرب من خلال المبادرات الفكرية والثقافية الرائدة، ومنها ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، وسط متابعة حثيثة من قبل دائرة الثقافة في الشارقة، فكانت إسهامات إمارة الشارقة البارزة وحركتها الثقافية والأدبية الكبيرة على المستوى المحلي والإقليمي محط اعجاب وتقدير الجميع، حتى استحقت لقب عاصمة الثقافة بكل جدارة.
وعبّر المطروشي عن عمق العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين في المجالات كافة، والتي تعتبر النموذج الأفضل في العلاقات الدولية.
وتحدث الدكتور نضال العياصرة عن النسيج الثقافي المميز بين الأردن والإمارات، وعمّان والشارقة، وهذه المرّة في تكريم كوكبة من مبدعي الوطن في حقول متنوّعة، خصوصًا وقد بذلوا وأعطوا كثيرًا في مشروعهم الثقافيّ، وكانوا مثالًا في منجزهم المستمر بعزيمتهم وإصرارهم وفكرهم النيّر المستنير..
وقال العياصرة: «إنّ المثقف والمؤرخ والناقد والشاعر والكاتب إنّما يبذلون نور عيونهم ليستضيء بها الآخرون، وتظلّ أيديهم ممسكةً على جمر الحروف والإبداع، أمّا الساعة التي يفرحون بها فهي فقط الساعة التي تغرّد خلالها عصافير الكلمة، وتنطلق في رحابها أسراب الحكمة والفلسفة، فيمتلئ الجوّ ببوح الشعر، ويقرأ الأبناء ماضي الأمّة والأوطان وتاريخ أجدادهم العابق بالحضارة والريادة والفرادة، في سمائنا العربيّة الصافية بالفكر والحضارة والإنجاز».
وأكّد العياصرة الأثر الطيب والكبير لمبادرات صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو الأثر الذي يُشعرنا أنّ الثقافة والأدب بخير، وأنّ الفكر والتاريخ يشقّانِ عتمة الدروب ويفتحان كتاب الحضارة العربية الإسلامية على مصراعيه للتدبّر والقراءة والانطلاق نحو آفاق الريادة والعطاء.
وقال العياصرة إنّ الأردن ينعم بما أطلقه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من مساحات للثقافة والفكر والثقافة، فحين يلتقي المبدع الأردني مع أخيه المبدع في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، فإنّ في ذلك تكاملًا للمشروع العربي، وطموحًا نحو تحقيق آفاق جديدة في الآداب والفنون والعلوم والمعارف والفكر.
وأكّد العياصرة الدور الرائد والثقافي للشارقة التي أصبحت مقصدًا للمثقفين، ودرّةً في جبين الثقافة العربيّة، ونموذجًا في العمل الثقافيّ بكلّ فروعه وحقوله ومجالاته، وكلّ ذلك كان بفضل جهود حاكمها صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الإنسان المثقف والأديب والمحقق والمؤرخ والباحث، صاحب الأيادي البيضاء دائمًا على الثقافة والمثقفين، بل والفنانين، والمفكرين، والعلماء، إذ لا يمرّ يومٌ في الشارقة إلا وهناك محاضرة أو مؤتمر أو مهرجان أو لقاء أدبي أو فني، ولهذا، فقد استحقّت هذه الإمارة أن تكون عاصمةً للثقافة العربية.
ولفت العياصرة إلى مبادرات صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي ما تزال تعطي أطيب الثمار والأثر، سواءً من خلال مبادرة بيوت الشّعر العربيّة، ومهرجان المسرح العربي، وجوائز النقد في الشعر والفن التشكيلي وكذلك في معارض الكتاب ومدينة النشر في الشارقة، ومهرجانات الفنون والخط العربي، وكلّ ذلك يجعل من الشارقة فضاءً للثقافة والتنوير.
وفي كلمته التي ألقاها نيابةً عن المكرمين، أعرب الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت رئيس مجمع اللغة العربية عن شكره والمكرمين لحاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مبادرة التكريم الثقافي محليًّا وعربيًّا، متحدثًا عن حال المثقف العربي اليوم والحاجة إلى الوحدة الثقافية العربية والتكامل فيما بينها، خاصةً في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، وأهمية الحافز الذي تقدمه مثل هذه المبادرات لمواصلة الدور والإنجاز. وكان استهلّ حفل التكريم بجولة على عدد من إصدارات ودوريات دائرة الثقافة بالشارقة، والتي تنوّعت في مجالات الثقافة والفنون والأدب والفكر والمعرفة.
