في بيان لسفارة جمهورية أذربيجان في عمان، بمناسبة العيد الوطني وحول العلاقات الأذربيجانية الأردنية ،شدد البيان على عمق الروابط الأخوة الراسخة بين البلدين الصديقيين قائمة على الاحترام المتبادل ،لافتا الى اللقاء التاريخي بين الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني، حيدر علييف، وجلالة الملك الأردني، الحسين بن طلال رحمه الله ، في قمة منظمة التعاون الإسلامي عام ١٩٩٤ في الدار البيضاء، المغرب، مكانةً بارزةً في تاريخ العلاقات الأذربيجانية الأردنية ،واضاف لقد أرسى هذا الحدث التاريخي أسس صداقة دائمة بين البلدين.
وتابع البيان يُعد استمرار هذه العلاقات الودية والأخوية على يد خلفائهم السياسيين - رئيس أذربيجان إلهام علييف وجلالة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن - ضمانةً للشراكة الاستراتيجية رفيعة المستوى القائمة اليوم. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في تسعينيات القرن الماضي، عمل البلدان على تعميق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.
افتتحت أذربيجان أول سفارة لها في الأردن عام ٢٠٠٦، مما يؤكد أهمية هذه العلاقة. وعلى مر السنين، زار الرئيس إلهام علييف الأردن مرتين رسميًا، بينما قام الملك عبد الله الثاني بثلاث زيارات رسمية إلى أذربيجان ، إن عمل اللجان الحكومية المشتركة، ومجموعات الصداقة البرلمانية، وتوقيع 52 اتفاقية تغطي مجالات تعاون متنوعة، دليلٌ على متانة العلاقات الثنائية واتساع نطاقها. وتحظى هذه الجهود بتقدير كبير من الشعب الأردني، وتعكس التزامًا مشتركًا بالتنمية المتبادلة والسلام.
وأضاف ان السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الثنائية بين أذربيجان والأردن نموًا مطردًا في مختلف القطاعات، بما في ذلك الحوار السياسي، والتعاون الدفاعي والعسكري، والشراكات الاقتصادية، والتعاون العلمي، والتبادل الثقافي. وقد دعم البلدان بعضهما البعض في القضايا الرئيسية على الساحة الدولية، لا سيما في إطار منظمات مثل منظمة التعاون الإسلامي، وحركة عدم الانحياز، والأمم المتحدة. ويواصل تنامي مستوى الثقة والاحترام المتبادل بين البلدين فتح آفاق جديدة للتعاون الاستراتيجي والشراكة طويلة الأمد.
وقال البيان احتفال اذربيجان في عيد استقلالها يأتي، و هي تنطلق نحو مستقبل زاهر لتحقيق المزيد من الإنجازات والفرص العظيمة التي تنتظرها ، مستثمرة بذلك انتصارها في اقليم كاراباخ الذي كان محتلا لما يقارب الثلاثون عاما فقد استعادت العدل لقضيتها بفضل قيادتها الحكيمة ، ونفذت احكام القانون الدولي وقرارات مجلس الامن للأمم المتحدة التي انتظرتها لأكثر من 30 عاما ، وهي الأن تتجه نحو مسار أخر ، واضعة أمام عينيها مصلحة شعبها وبلادها ، أخذه على عاتقها تحديات وأولويات عازمة على تحقيقها ، لتوفير ضمانات السلامة والعيش الكريم للمهجرين من أبنائها ، وضمان حمايتهم من أخطار الألغام التي ما زالت مزروعة في أراضيهم المحررة والتي تشكل خطرا كبيرا على سلامتهم.
وذكر البيان ما تعرضت له جمهورية اذربيجان بعد أن استعادة استقلالها لبعض الصعوبات والتعقيدات السياسية والاقتصادية الكبيرة منذ ايامها الاولى ، وعلى الرغم من ذلك فانه بعد تولي فخامة حيدر علييف رئاسة جمهورية آذربيجان عام 1993 م ، تمكن القائد من تحديد استراتيجية التنمية المستقبلية للبلاد من خلال اعتماد اقتصاد السوق الحر في ظل التحولات الديمقراطية ، وقوانين تشجع الاستثمار وتحقق خصخصة املاك الدولة ، واجريت الاصلاحات والتشريعات اللازمة على نطاق واسع في القطاع الزراعي ، وتم فتح المجال وتهيئة الظروف الملائمة لجذب الاستثمارات الاجنبية ، وتشجيع الملكية الفردية ، وتوزيع الاراضي وتشجيع عمليات البيع والشراء دون شرط ، إلى جانب سياسة الزعيم التي نفذها بنجاح وكان لها دورا كبيرا في توحيد صفوف الشعب الاذربيجاني ، وإحياء الذاكرة الوطنية التاريخية لديه وإرساء أسس الوحدة والتضامن وانقاذه من براثن التشرذم والفوضى ، كذلك أقر حيدر علييف رسميا علم الدولة بالوانه الثلاثة في جلسة المجلس الاعلى لجمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي في 17/نوفمبر 1990.
وقال البيان الصحفي لسفارة إن جمهورية أذربيجان دولة اسلامية تربطها بالدول العربية والاسلامية روابط تاريخية وثقافية، ويجمعها بها الدين الاسلامي الحنيف والذي أنتشر في أذربيجان في القرن الأول من الهجرة وقد ساهم الشعب الأذربيجاني في تطوير الحضارة الاسلامية في القرون الوسطى بشكل فعال، ولكن بحكم الظروف التي تعرضت لها أذربيجان لمدة طويلة فقد أصبحت أذربيجان حينها منعزلة عن العالم الاسلامي، أما بعد حصولها على الاستقلال فقد استعادت جذورها التاريخية وعادت الى محيطها الطبيعي.
وأشار الى أن آذربيجان اليوم عضوا في أكثر من 13 منظمة دولية وإقليمية تشمل الأمم المتحدة ، ومنظمة المؤتمر الاسلامي ، ومنظمة الامن والتعاون الاوروبي ، وعضوية الناتو لبرنامج السلام ، والكمنولث للدول المستقلة والمجلس الاوروبي ، ومنظمة اليونسكو ، ومنظمة اليونسيف وحركة عدم الانحياز وغيرها من المنظمات الدولية الاقليمية المعروفة.