قال مكرمون أنعم عليهم جلالة الملك عبدالله بأوسمة ملكية، خلال حفل الإستقبال الذي أقيم إحتفالا بالذكرى التاسعة والسبعبن لإستقلال المملكة، ان التكريم الملكي يمثل دافعاً كبيرا للإستمرار في العطاء والإنجاز، وهو رسالة على أن الأردن يولي العلم والعلماء أهمية ومتابعة خاصة، مثمنين هذا التكريم لما يشكله من حافز معنوي كبير لمواصلة مسيرة التميز والعطاء.
وقالوا الى «الرأي» أن التكريم يحفزهم على خدمة الأردن ونقل خبراته وإبتكاراته الى العالم أجمع.
قال الوزير الأسبق سميح المعايطة إن التكريم الملكي هو سنة للتقدير وإرسال الرسائل التي تشجع الأردنيين على المضي في طريق الإنجاز والعطاء، كلٌّ في مجاله. وأشار إلى أنها سنة كريمة من الدولة في أكثر من مناسبة، لكن في ذكرى الاستقلال يكون للتكريم قيمة خاصة، كونه تعبيرًا من الدولة، وعلى رأسها جلالة الملك، عن التقدير للشخص أو المؤسسة التي يتم تكريمها.
وأضاف: «بالنسبة لي، هذا شرف كبير أن يُكرمني جلالة الملك، وهو وسام غالٍ ومهم جدًا على الصعيد الشخصي»، لافتًا إلى أن مبرر التكريم بهذا الوسام أيضًا مهم، كونه يرتبط بتبني وتوضيح والدفاع عن مواقف الدولة الأردنية عربيًا ومحليًا. وتابع: «هذا أمر أعتز به، وهو واجبي، وليس فضلًا مني على الأردن».
وأكد المعايطة أن الأردن له فضل كبير علينا، وواجبنا أن نبقى واقفين إلى جانب بلدنا ونؤدي واجبنا تجاهه، مبينًا أن مبرر التكريم هو محل اعتزاز وتقدير. وأضاف: «أنا أتشرف بهذا المبرر، وهو ليس أمرًا شخصيًا يخصني وحدي، بل هناك أعداد كبيرة من الأردنيين يؤدون هذا الدور في الدفاع عن بلدهم في وجه أي افتراءات، والرد على أي اتهامات باطلة تُوجه إليه»، موضحًا أن التكريم هو شخصي من جهة، ومن جهة أخرى هو تكريم لهذا النهج ولهذه المدرسة التي لا تتوانى عن الدفاع عن الأردن، والرد على المسيئين بكل شجاعة واقتدار، حتى لو ترتب على ذلك أثمان وإساءات من الطرف الآخر.
وأضاف أن هذا التكريم من نوع خاص له، وهو تكريم للعمل الصحفي والعمل السياسي، وهما جزء من هذه الأجواء وهذا الجسد، كما أنه تكريم للعمل الإعلامي المنهجي الذي يُقدم شيئًا لوطنه، وهو أمر نعتز به، ويُعد مهمًا جدًا لنا كصحفيين وكأسرة صحفية.
وقال المعايطة: «لقد عودنا جلالة الملك دائمًا أن يقف إلى جانب من يُقدّم لهذا البلد، وعودنا على تقدير من يبذلون العطاء في جميع المجالات»، مشيرًا إلى أن الأردنيين كانوا دائمًا، عبر تاريخ الدولة، حاضرين لتقديم ما يستطيعون لبلدهم، كلٌّ في مجاله ومساره. وتابع: «أنا تشرفت بأن أكون أحد الذين حظوا بهذا التقدير من الدولة الأردنية، وعلى رأسها جلالة الملك، بهذا الوسام الذي هو محل فخر واعتزاز، وهو حافز للمستقبل في ممارسة دورنا تجاه بلدنا والقيام بواجبنا كلٌّ في مجاله».
واختتم المعايطة بشكر جلالة الملك والدولة الأردنية، التي تصنع الحافز لدى كل أردني ليُعطي ويُقدّم، وتؤكد له أنه ليس يعمل في الفراغ، بل تحت نظر الدولة، وأنها تُقدّر لأبنائها ما يقومون به تجاه وطنهم.
وأنعم جلالة الملك على السيدة لطيفة سويلم المكاون المشاقبة بوسام الملك عبدالله الثاني اللتميّز من الدرجة الثانية، تقديراً لإسهاماتها الخيرية في دعم مسيرة التعليم في محافظة المفرق.
وتأتي هذه اللفتة الملكية تكريمًا لمبادرة الجدة الأردنية التي قدّمت قطعة أرض لوزارة التربية والتعليم، وتكفّلت ببناء مدرسة عليها بكلفة بلغت 100 ألف دينار، في خطوة تهدف إلى تعزيز حق الطلبة في التعليم، والتخفيف من معاناتهم في التنقل لمسافات بعيدة للوصول إلى المدارس.
وأكدت المشاقبة أن مبادرتها تنبع من إيمانها العميق بالمسؤولية المجتمعية، وسعيها إلى تقديم نموذج حي في التكافل الاجتماعي، من خلال مبادرات فردية تسهم في تحقيق الخير العام وتوفير بيئة تعليمية ملائمة لأبناء المنطقة.
وقالت الدكتورة مهى العفيف «إن حصولي على وسام الملك للتميّز من الدرجة الثانية هو شرف عظيم أعتز به بكل فخر وامتنان، وهذا التكريم الملكي ليس مجرد تقدير شخصي، بل هو رسالة سامية تؤكد أن الأردن يحتفي بالعلم، ويثمّن الابتكار والإبداع.
وثمنت العفيف هذه اللفتة الملكية التي تشكّل دافعًا كبيرًا لي للاستمرار في مسيرتها البحثية والعلمية، ليس فقط لتحقيق التقدم العلمي، بل أيضًا لتكون دائمًا في خدمة ورفعة وازدهار الاردن الغالي، لافتة إلى انها ستبذل جهدها للاسهام في بناء مستقبل أكثر صحة وتطورًا وعدالة، وتحمل اسم الأردن بكل فخر في كل محفل علمي تشارك فيه حول العالم.
وأضافت «كل كلمات الشكر لا توفي جلالة الملك حقّه على هذه اللفتة الكريمة التي ستبقى وسام فخر واعتزاز أعلّقه في وجداني مدى الحياة»، والتي تؤكد بأن العلم رسالة، وأن الأردن يستحق منا كل عطاء وإخلاص.
والعفيف باحثة رائدة في مجالات الهندسة الطبية الحيوية، وتكنولوجيا النانو، والذكاء الاصطناعي التطبيقي في الطب، تمثل نموذجًا مشرّفًا للمرأة في البحث العلمي العالمي، وقد حققت إنجازات علمية متميزة على المستويات الأكاديمية والبحثية والتقنية.
وعملت في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في مشروع بحثي ضمن فريق متعدد التخصصات، بدعم من مؤسسة ولي العهد الأردنية، ما أتاح لها تطبيق تقنيات النانو والذكاء الاصطناعي في بيئات شديدة التعقيد مثل الفضاء.
ومن ابرز إنجازاتها العلمية؛ تشخيص سريع ودقيق للأمراض المعدية، حيث طورت فحوصًا تشخيصية سريعة منخفضة التكلفة للكشف عن عدة أمراض مثل فيروس كوفيد-19، مرض الزهري، فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز). هذه الفحوص لا تحتاج إلى مختبرات متقدمة وتُظهر النتائج في دقائق معدودة، مما يجعلها مثالية للمناطق محدودة الموارد. سجلت الدكتورة مهى عدة براءات اختراع أمريكية تتعلق بتكنولوجيا النانو الحيوي في التشخيص الطبي السريع والدقيق.
ونشرت الدكتورة مهى أكثر من 45 بحثًا علميًا في مجلات علمية محكمة ومؤتمرات دولية مرموقة. قدّمت أعمالها أيضا في العديد من المؤتمرات العلمية المحلية والعالمية، ممثلةً الأردن في مناسبات دولية مرموقة.
وأعربت المديرة التنفيذية في مبادرة «آدم ومشمش»، لمى العدناني، عن فخرها وامتنانها لتلقي الفريق وسام الملك للتميّز من الدرجة الثالثة، معتبرةً أن هذا التكريم يمثل محطة مفصلية في مسيرة المبادرة، ودافعًا كبيرًا للاستمرار في العمل بشغف من أجل الأطفال واللغة العربية.
وقالت: «نشعر أن هذا الوسام هو رسالة تقدير لما بذلناه من جهود خلال السنوات الماضية، وهو أيضًا مسؤولية تدفعنا لبذل المزيد.
بل إنه تأكيد على أن ما نقدمه من أجل اللغة العربية يحمل قيمة حقيقية وأثرًا مستدامًا في وجدان الأطفال وأسرهم.”
وأوضحت أن «آدم ومشمش» انطلقت كمبادرة تعليمية تهدف إلى جعل تعلّم اللغة العربية ممتعًا وتفاعليًا للأطفال في سنواتهم المبكرة، عبر تقديم محتوى أصيل يشمل الأغاني والمسرحيات التفاعلية والكتب القصصية، يتم إنتاجه بالكامل باستخدام شخصيات وألحان وكلمات من إبداع الفريق.
وأضافت: «بدأ المشروع من رغبتنا في تعليم ابننا اللغة العربية بطريقة محببة، واليوم نفتخر بوصولنا إلى الأطفال العرب في أكثر من خمسين دولة حول العالم.
وحول أبرز إنجازات المبادرة، أشارت العدناني إلى أن القناة الرسمية على منصة“يوتيوب» تجاوزت مليون مشترك، وحققت نحو مئة مليون مشاهدة، إلى جانب إنتاج أكثر من 150 أغنية وحلقة أصلية. كما نظّم الفريق أكثر من 200 عرض مباشر حضره أكثر من 200 ألف طفل وعائلة في المنطقة، من بينها عروض في إكسبو 2020 دبي، ومؤسسة الثقافة في أبوظبي، ومركز إثراء في السعودية، ومناطق متعددة في الأردن.
وأكدت أن فريق «آدم ومشمش» يشارك حاليًا في حملة «بدون فرق منعمل فرق – التعليم الدامج للجميع»، من خلال جولة مسرحية تفاعلية تشمل مختلف محافظات المملكة، وتهدف إلى تعزيز مفاهيم الدمج والتنوع، والاحتفاء باختلاف قدرات الأطفال.
وقالت: «رؤيتنا تتجاوز تعليم اللغة، نحن نطمح إلى تربية جيل لا يعرف العربية فقط، بل يحبها ويعتز بها، ويرى فيها جسرًا لحفظ ثقافتنا وهويتنا. كما نطمح إلى بناء مشهد مسرحي عربي متكامل للأطفال يقدم عروضًا تربوية وترفيهية بجودة عالية. هذا الوسام حافز جديد لنواصل رسالتنا، ونُبقي اللغة العربية حية ومحبوبة في قلوب الأطفال في كل مكان».