منذ زمن طويل ومنذ أن كان الحجاج يعبرون لأداء شعائر الله عبر القوافل والجمال، كانت معان أبرز محطات استراحتهم، التي يجدون فيها الأمن والراحة والكرم والترحاب.
آنذاك كانت بيوت أهل معان تفتح لاستقبال وإيواء الحجاج، وكانت الخيام تنصب لأجل توفير سبل الراحة والضيافة لهم، واليوم ورغم التطور والتقدم، وما وفرته الحكومة ممثلة بواحة حجاج معان التابعة للمنطقة التنموية ومرافقها المختلفة، إلا أن أهل معان لا يزالوا حاضرين في مشهد استقبال وتوديع الحجاج.
وينصب أبناء معان خيمهم التي تسمى بـ"سبيل معان» في باحات واحة الحجاج، وتحتوي الخيم على مختلف أنواع المأكولات والمشروبات التي تقدم مجاناً للحجاج وتعبيراً عن سعادة أهالي معان بمرورهم وتوقفهم في مدينتهم.
وبصوت جهوري يحمل في بحته نخوة وكرم أهالي معان، يستقبل سليمان الحشاش حافلات الحجاج القادمة، قائلاً: «أهلا وسهلا حجاج بيت الله في معان» فيما يردد رفاقه من حوله عبارة: «أهلا وسهلا بالحجاج، يا مرحبا بالحجاج» مصرين عليهم بأخذ ما يلزمهم من الطعام والمشروبات.
ويقول الحشاش، إن هذا السبيل السنوي، يأتي استمراراً لدور أهالي معان التاريخي تجاه حجاج بيت الله الحرام، إذ نجد أنه من واجبنا أن نقدم لهم كل ما نستطيع، في سبيل خدمتهم وطلباً للأجر والثواب من الله عزّ وجل.
ويضيف أن هذا السبيل يأتي مساهمة من أبناء محافظة معان، وذلك نظراً لأهمية الحجاج في وجدانهم، حيث أن مرورهم من المدينة، بات يشكل مشهداً سنوياً يبهج قلوب أبناء معان.
واعتبر الحاج مصطفى الندف القادم من الأراضي الفلسطينية، أن معان كانت من أجمل محطات استراحتهم خلال رحلتهم لأداء مناسك الحج، وأن ما شاهدوه من استقبال وضيافة فيها، يدل على طيب وكرم أهلها.
وأكد الحاج حسن الدوايمة، أن هذه المظاهر الطيبة وعبارات الترحيب، تدل على أصالة هذا الشعب وطيبته وهي جزء من كرم الأردنيين الذي عهدناه، مشيراً إلى أن المحال التجارية التي توقفوا عندها في معان أصرت هي الأخرى على عدم أخذ ثمن ما قاموا بشرائه تكريماً لهم.
وقال الدكتور حاسم الجازي مدير واحة حجاج معان، إنه تم تجهيز الواحة بكل ما يلزم من خدمات متنوعة، في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام والتسهيل عليهم، مشيداً بتعاون كافة الجهات الرسمية والشعبية في المحافظة معهم، في سبيل تقديم كل ما يلزم الحجاج.
وتواصل واحة حجاج معان في المنطقة التنموية، استقبال قوافل الحجاج الأردنيين والقادمين من الدول الأخرى للسفر براً عبر الأردن لأداء مناسك الحج.
