كتاب

الأردن حافظ على استقلاله في وسط مضطرب

العقدان الاخيران كانا غاية في الصعوبة فقد هبت أعاصير كثيرة اقتلعت كثيرا من الاشجار التي كنا نظن انها راسخة، شجرة الأردن ذات جذور صلبة امتزج فيها شعب مؤمن مع نظام متسامح في تشابك صاغته معاني العروبة والايمان بالامة وهي ان كانت هذه الامة في حالة ضعف وشتات لكنها تبقى لها عناصر النهوض وستنهض. وان كانت تبدو خاملة.

ظل الأردن كما بدأ وفيا لامته وموئلا لأحرار العرب وملاذا للمظلومين وهو اذ

‎يحتفل بالاستقلال، عينه على فلسطين البوصلة التي تواجه اخر اشكال الاستعمار والاحتلال، الذي تجمع في ابشع صوره ليظهر اوقح وجه مر عبر التاريخ، وإن كان الأردن يفرح في مناسبة استقلاله الا انه فرح بطعم المرارة لان ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من مذابح دانها العالم اجمع تنقص من فرحنا الى ان ياذن الله.

‎يمر الاستقلال الأردني والعالم يتغير، فاسرائيل التي تتباهى باجماع العالم حولها تعاني عزلة لم تشهدها منذ ولدت سفاحا وتعاني نقمة لم تواجهها منذ اصبحت كيانا فرضه الاستعمار بينما كان يغادر بلادنا.

‎هل انقشع الزيف؟ لا زالت الطريق طويلة كي يستقر العالم على زيف هذا الكيان ومرارة الخديعة التي لفت العالم بتزوير التاريخ.

‎مر الأردن بفترات صعبة كثيرة، ومر أيضًا بفترات راحة ورفاه لكن بالمقاييس كانت المصاعب والأزمات أكثر عددًا وأطول أمدًا، وصعوبتها تكمن في أنها مستوردة ومفروضة لكن ظل للاستقلال قيمته المتجـددة، والاحتفال به يعيد إلى الاذهان معاني السيادة.

‎الاستقلال مناسبة للانتاج والسعي للازدهار وتوطين الثروة وتحقيق الازدهار والمنعة لما كان يفعله الاستعمار بسلب السيادة ونهب الثروات ونشر التخلف والضعف والهوان.

‎منذ الاستقلال والأردن يواجه تحديات متعددة تجاوز معظمها بالتناقض معها، فتجاوز حدوده الجغرافية المعقدة بالانفتاح على العالم وواجه موارده المادية المحدودة بقواه البشرية وكان الانفتاح والتحرر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الحل.

‎انتقال الأردن من إدارة الازمات التي فرضت عليه كطريقة للنجاة من كل التحديات التي مرت على مدى العقود السابقة الى التخطيط قصير وبعيد الامد أو بمعنى آخر من الدفاع إلى الهجوم في ظل منافسة محمومة على مستوى المنطقة والعالم المتغير والتعامل مع أحداث وتقلبات ومفاجآت في بيئة لا تخضع للتوقعات

العواصف عاتية لكن الأردن يسير بثبات نحو تحقيق أهدافه والاهم هو وحدته الوطنية ووضوح الرؤية وكل عام وأنتم بخير

qadmaniisam@yahoo.com