مع إشراقة يوم الخامس والعشرين من أيار، يحتفل الأردنيون بعيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة.. مناسبة وطنية غالية تعكس مسيرة الكفاح والبناء التي قادها الهاشميون بكل حكمة وعزم. وفي هذه الذكرى العطرة، يتجدد العهد على مواصلة مسيرة العطاء والنهضة التي أرساها جلالة الملك عبد الله الثاني لبناء أردن مزدهر وآمن ومتقدم. ويأتي عيد الاستقلال هذا العام متزامناً مع إنجازات وطنية مشرّفة، من أبرزها ما حققه القطاع السياحي من تقدّم نوعي، الأمر الذي يؤكد أن الاستقلال لم يكن محطة تاريخية فحسب، بل كان بوابة لانطلاقة مستمرة نحو المستقبل في شتى المجالات، وعلى رأسها السياحة، باعتبارها ركيزة اقتصادية أساسية ومجالاً خصباً للتبادل الثقافي والانفتاح الحضاري.
وقد أولى جلالة الملك عبد الله الثاني قطاع السياحة اهتماماً استراتيجياً، انطلاقاً من إيمانه العميق بأهمية هذا القطاع كرافعة اقتصادية، وواجهة حضارية تعكس تاريخ الأردن وإرثه العريق.
ووجّه جلالته الحكومات والمؤسسات ذات العلاقة إلى ضرورة الاستثمار في الإمكانات السياحية الفريدة للمملكة، وتعزيز حضور الأردن على الخارطة السياحية العالمية.
وفي السياق ذاته، يواصل سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، دوره الفاعل في دعم الشباب وتمكينهم، لا سيما في المجالات الإبداعية والترويجية المرتبطة بالسياحة.
ويجسّد حضور سموه في الفعاليات الدولية، كزيارته لجناح الأردن في إكسبو 2025 في أوساكا، ترجمة حقيقية للحرص الهاشمي على تمثيل الأردن بأبهى صورة وتعزيز ثقة العالم بما تملكه المملكة من كنوز سياحية وإنسانية.
ويشهد القطاع السياحي الأردني في عام 2025 نهضة غير مسبوقة، مدفوعة برؤية استراتيجية وجهود مؤسسية متكاملة بقيادة هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة والآثار.
نمو الدخل السياحي
وسجّل القطاع السياحي الأردني نموّاً لافتاً خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، حيث ارتفع عدد الزوّار الدوليين بنسبة 19% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، ليصل إلى 2.125 مليون زائر.
وشهد شهر نيسان وحده ارتفاعاً بنسبة 36.7% في أعداد الزوار الدوليين، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، كما ارتفع عدد سياح المبيت إلى 1.765 مليون (+15.3%)، وزوار اليوم الواحد إلى 360 ألف (+41.6%).
وسجّل الدخل السياحي خلال الربع الأول من العام الحالي نموّاً بنسبة 8.9%، ليبلغ 1.217 مليار دينار.
ويعزى هذا الأداء الإيجابي إلى جهود هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة في تطوير المنتج السياحي، وتوسيع الحملات الترويجية، وتحسين البنية التحتية، إلى جانب تفعيل الرحلات الجوية المباشرة ومنخفضة التكاليف.
الأردن يسطع في سماء أوساكا
وفي قلب مدينة أوساكا اليابانية، وتحت شعار «نسج المستقبل»، شارك الأردن بتميز في معرض «إكسبو 2025»، مستعرضاً إرثه الثقافي الغني ومقوّماته السياحية المتنوّعة، وذلك بتنظيم من هيئة تنشيط السياحة.
وصُمّم الجناح الأردني ليحاكي تجربة السائح في أبرز المواقع السياحية والأثرية في المملكة، مُقدّماً عروضاً مرئية وصوتية تفاعليّة تأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن، من البتراء إلى وادي رم، ومن البحر الميت إلى جرش.
كما أتيح للزوّار تجربة منتجات البحر الميت العلاجية وتذوّق مأكولات أردنية تقليديّة، مما أضفى طابعاً حسيّاً على الزيارة.
وشهد الجناح الأردني زيارة وليّ العهد، سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي أعرب عن فخره بالجهود المبذولة من قبل الشباب الأردنيين القائمين على الجناح.
كما حضر سموّه الاحتفال باليوم الوطني الأردني في المعرض، والذي تضمن عروضاً فنيّة وموسيقية تعكس التراث الأردني الأصيل، بحضور سموّ الأميرة اليابانية هيساكو تاكامادو.
إشادة دولية وتقدير ياباني
ونال الجناح الأردني إشادة واسعة من الزوّار والمشاركين، حيث أعرب وزير معرض إكسبو العالمي 2025، يوشيتاكا إيتو، عن تقديره للجهود المبذولة في تصميم وتنفيذ الجناح.
كما أكد رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، خلال لقائه مع سمو ولي العهد، على أهمية دور الأردن في دعم أمن المنطقة واستقرارها، معبراً عن إعجابه بالجناح الأردني وما يقدمه من تجربة مميّزة للزوار.
وتأتي مشاركة الأردن في إكسبو 2025 في إطار تعزيز العلاقات الثنائية مع اليابان، حيث رحّبت اليابان بقرار الأردن المشاركة في المعرض، معتبرة إياه فرصة لتعزيز التعاون في مجالات متعددة، خاصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وتُعد مشاركة الأردن في إكسبو 2025 خطوة استراتيجية نحو تعزيز حضور المملكة الدولي، والترويج لمقوّماتها السياحية والثقافية، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون والاستثمار في المستقبل.
مملكة الزمن وجوائز عالمية
وتواصل هيئة تنشيط السياحة تحقيق إنجازات مُتميّزة تعزز من مكانة الأردن كوجهة سياحية عالمية، فقد أثمرت جهود الهيئة في استقطاب الجوائز الدولية والتكريمات الملكيّة، ما يُبرز التزامها بتطوير القطاع السياحي وتوسيع آفاقه.
وكان أبرز تلك الإنجازات هو فوز الهيئة بجائزة «أفضل حملة إلكترونية» من مؤسسة لندن العربية عن حملتها الإبداعية «مملكة الزمن».
ونجحت الحملة في استقطاب اهتمام الجمهور الدولي وتسليط الضوء على المقوّمات السياحيّة والثقافية الفريدة التي تتمتع بها الأردن، ما يعزز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.
وجاءت حملة «مملكة الزمن» ضمن استراتيجية متكاملة اعتمدتها الهيئة للترويج للوجهات السياحية الأردنية، باستخدام أساليب تسويقية رقميّة مبتكرة وشاملة، مع التركيز على إبراز المواقع التراثية البارزة في المملكة.
ومن خلال هذه الحملة، استطاعت الهيئة أن تضع الأردن في مصاف الدول السياحية المتميزة عالميّاً، مما يعكس تطوّر استراتيجيات التسويق السياحي في المملكة.
وفي تعليقه على هذا الإنجاز، عبّر مدير عام هيئة تنشيط السياحة، الدكتور عبد الرزاق عربيات، عن فخره بهذا التكريم، مشيداً بالجهود الكبيرة التي بذلها فريق العمل في تصميم وتنفيذ الحملة بروح من الإبداع والتفاني.
وأكد أن هذا الفوز يعد دفعة قوية للهيئة لمواصلة تعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحية رائدة، وأن الهيئة ستستمر في تقديم تجارب سياحية فريدة تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
وتعد جائزة مؤسسة لندن العربية من الجوائز المرموقة التي تُمنح للمبادرات الاستثنائية في التسويق الرقمي للوجهات السياحية، ويعتبر هذا الفوز اعترافاً دولياً بقدرة الأردن على توظيف التكنولوجيا الحديثة في تعزيز قطاع السياحة.
كما يمثل فوز الهيئة خطوة مهمة نحو دعم الاقتصاد الوطني واستدامة القطاع السياحي في المملكة.
كما تم انتخاب عربيات رئيساً للجنة الأعضاء المؤازرين في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، ما يعكس تقديراً عالمياً لإسهاماته المستمرة في تعزيز السياحة المستدامة.
كما تم تصنيف عربيات ضمن أفضل 100 قائد لقطاع السياحة في الشرق الأوسط من قبلForbes Middle East.
هذه الإنجازات تؤكد على نجاح الهيئة في تنفيذ استراتيجيّاتها التسويقية الرائدة وتوجهاتها التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال جذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
وسام الملك عبدالله الثاني للتميز
وحصل مدير عام هيئة تنشيط السياحة، الدكتور عبد الرزاق عربيات، على وسام الملك عبدالله الثاني للتميُّز تقديراً لإسهاماته البارزة في تطوير السياحة الأردنية.
وتم تكريم عربيات في حفل رسمي حضره عدد من الشخصيات البارزة، في تأكيد على الدور الكبير الذي لعبه في تعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحية متميزة.
ويعتبر هذا الوسام بمثابة تتويج للجهود المستمرة التي بذلها عربيات في تطوير القطاع السياحي، ويعكس التقدير الملكي لعمله الدؤوب في تحسين وتعزيز السياحة في المملكة.
ويُمنح وسام الملك عبدالله الثاني للتميز للأفراد والمؤسسات التي تميّزت في مجالات عملها وأسهمت بشكل فعّال في خدمة الوطن والمجتمع، ما يبرز دور عربيات كمثال يحتذى في مجال السياحة والتنمية المستدامة.
هيئة تنشيط السياحة تفوز بجائزة «أفضل حملة إلكترونية» عن حملة «مملكة الزمن"
