بدأ فلسطينيون من تجمع مغاير الدير في الضفة الغربية المحتلة اليوم الخميس بحزم أمتعتهم والاستعداد لمغادرة القرية بعد هجمات متكررة من المستوطنين الإسرائيليين، بحسب ما روى سكان لوكالة فرانس برس.
وقال يوسف مليحات أحد سكان التجمع الصغير شرق رام الله إن هؤلاء قرروا الرحيل لأنهم شعروا بالعجز في مواجهة عنف المستوطنين.
ووضع كوفية للوقاية من الشمس بينما قام بتحميل شاحنة صغيرة بسياج شبكي كان يستخدم لحظائر الأغنام والماعز، مضيفا "لا أحد يوفر لنا الحماية على الإطلاق".
وتابع بينما كانت مجموعة من المستوطنين تنظر من بؤرة استيطانية جديدة على بُعد مئات الأمتار "هدموا المنازل وهددونا بالطرد والقتل".
وتُعد جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي.
من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي لفرانس برس بأنه "ينظر" في قانونية البؤرة الاستيطانية في مغاير الدير.
وقال إيتامار غرينبرغ وهو ناشط سلام إسرائيلي كان في التجمع الخميس "إن ما يحدث الآن أمر محزن للغاية".
وأضاف "إنها بؤرة استيطانية جديدة على بعد 60 مترا من آخر منزل في القرية. الأحد أخبرني أحد المستوطنين أنه في غضون شهر، لن يكون البدو هنا، لكن الأمر (حدث) بسرعة أكبر بكثير".
ودانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة الفلسطينية تهجير قرية مغاير الدير، واصفة إياه بأنه نتيجة "إرهاب ميليشيات المستوطنين".
وقالت في بيان إن مصيرا مماثلا حلّ بـ29 تجمعا بدويا آخر. وكانت مغاير الدير من آخر التجمعات السكانية المتبقية بعد تهجير سكان عدة تجمعات أخرى مؤخرا.
وسيتم الآن توزيع سكانها البالغ عددهم 124 نسمة على مناطق مجاورة أخرى.
وأشار مليحات الى أن عددا من السكان سيتوجهون إلى قرية الطيبة المسيحية التي تبعد نحو 10 كيلومترات، بينما سيذهب آخرون إلى مدينة رام الله.
وتبدو العودة إلى التجمع مستبعدة، كون العائلات حملت كل ما تستطيعه من أثاث وأنابيب للري وقش.