أكدت دراسة حديثة أن التحول المتسارع نحو الأنظمة الغربية في الدول النامية نتيجة التحضر والنمو الاقتصادي يؤدي إلى تآكل العادات الغذائية الصحية، مما قد يزيد من عبء الأمراض، في وقت لا تزال فيه البيانات المقارنة بين الأنظمة المحلية والغربية نادرة.
ودعت مجلة Nature Medicine العلمية البريطانية إلى إعادة توجيه البحوث الغذائية العالمية نحو دراسة الأنظمة الغذائية المحلية والثقافية، معتبرة أن التركيز المفرط على الحميات الغربية مثل "حمية البحر المتوسط" و"الحمية الإسكندنافية" لا يلبي احتياجات الشعوب في مناطق أخرى من العالم، حيث لا تتوفر هذه المكونات أو تُعد غير ملائمة ثقافيًا أو اقتصاديًا.
وأكدت المجلة أن فهم تأثير الأنظمة الغذائية التقليدية في آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، يمثل عنصرًا حاسمًا في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، مشيرة إلى أن الغذاء هو أحد أبرز العوامل القابلة للتعديل في الصحة العامة.
واستشهدت المجلة بتجربة سريرية أُجريت في تنزانيا، قارنت بين النظام الغذائي التقليدي على طراز "كليمنجارو" والنظام الغربي، حيث أظهرت النتائج أن الحمية التقليدية ساعدت في خفض المؤشرات الالتهابية في الجسم، مقارنة بالنظام الغربي الذي ساهم في رفعها.
كما لفتت إلى العلاقة الوثيقة بين الغذاء وصحة الكوكب، مؤكدة أن الأنظمة الغذائية المستدامة مثل الأنظمة النباتية، تساهم في خفض البصمة البيئية وتعزيز الصحة العقلية وطول العمر.
ودعت إلى تصميم دراسات غذائية تراعي الخصوصيات الثقافية والوراثية والبيئية، والاعتماد على التشاركية مع المجتمعات المحلية، مع التركيز على الأغذية المتوفرة محليًا والتي تحمل تكلفة بيئية واقتصادية أقل.