نظمت اللجنة الثقافية في كلية الآداب والعلوم التربوية، ندوة أدبية مميزة حول كتاب «التأثيرات الأجنبية في شعر عز الدين المناصرة» للدكتور عماد الضمور، وذلك بحضور المؤلف ومجموعة من أساتذة الكلية، إلى جانب عدد من الطلبة الذين شاركوا بقراءات شعرية، مفعمة بالإحساس والتقدير لتجربة الشاعر.
وأقيمت الندوة في أجواء علمية وأدبية ثرية، حيث أدارتها الدكتورة ليلى أبو شرخ التي رحبت بالحضور وقدّمت نبذة عن موضوع الكتاب وأهميته في مجال الدراسات المقارنة، لا سيما أنه يتناول أحد أبرز الشعراء العرب المعاصرين، وهو الشاعر عز الدين المناصرة، من زاوية جديدة تتناول البعد الأجنبي في تجربته الشعرية.
وقد قدّمت الدكتورة نداء مشعل قراءة نقدية في الكتاب، واستعرضت أبرز نقاط القوة فيه، مشيدة بمنهجية الضمور الدقيقة في تتبع المصادر الأجنبية المتمثلة في الشعراء: (ت. س. إليوت وفروست ولوركا)، ومدى تأثيرها على البنية الشعرية والفكرية لدى المناصرة. ولفتت إلى أن الكتاب يسهم في إثراء المكتبة العربية بدراسة نوعية تسلط الضوء على بعد قلّما يتم تناوله في النقد الحديث.
كما قدّم الدكتور يوسف ربابعة مداخلة تناول فيها موقف عز الدين المناصرة من العامية في الشعر، مستعرضاً ملامح من مقولاته ومواقفه، ومبيناً كيف تعامل المناصرة مع اللغة بوصفها وعاءً ثقافياً متنوعاً، يمتد من الفصحى إلى اللهجات المحلية، ضمن مشروع شعري متكامل يجمع بين الأصالة والحداثة.
وتحدّث الدكتور عماد الضمور، مؤلف الكتاب، عن دوافعه لتأليف هذا العمل النقدي، مشيرًا إلى أهمية دراسة التأثيرات الثقافية والأدبية العابرة للحدود في تشكيل التجارب الشعرية الحديثة. وبيّن أن اختياره للمناصرة جاء نتيجة لتفرد تجربته الشعرية وانفتاحها على فضاءات ثقافية عالمية، مؤكداً أن فهم النص الشعري المعاصر يستوجب الوعي بتلك التأثيرات التي تنسج خلفياته وتثري مضمونه.
وفي لفتة فنية مميزة، أضفى الطالبان عبد المجيد عطية وهشام سمور طابعاً مميزًا على الندوة، من خلال إلقائهما قصيدتين مختارتين من شعر عز الدين المناصرة، لاقت استحسان الحضور، وأبرزت قدرة الجيل الشاب على التفاعل مع الرموز الثقافية والفكرية العربية الكبرى. كما قدّم الدكتور عمر الرواجفة مجاراة مبنية على شعر المناصرة لاقت إعجابًا وتفاعلا لافتًا.
وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من الأنشطة الثقافية التي تنظمها اللجنة الثقافية في كلية الآداب والعلوم التربوية، في إطار سعيها لتعزيز الوعي النقدي والأدبي لدى الطلبة، وتشجيع الحوار بين الأجيال حول القضايا الفكرية والأدبية الراهنة. وفي ختام الندوة، شكر الدكتور غسان عبد الخالق عميد الكلية الضيف وقدّم له شهادة تقدير، كما قدّم شهادات تقدير أيضًا للطلبة الذين أشرفوا على الدورات اللامنهجية التي عقدتها اللجنة الثقافية.