في ظل ما تشهده محافظة عجلون من حركة سياحية نشطة برزت البيوت والمتاحف التراثية كواحدة من أبرز عوامل الجذب التي تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها لما تحمله من بعد ثقافي وتاريخي يعيد إلى الأذهان مشاهد من حياة الأجداد وتفاصيل يومياتهم.
وطالب عدد من المهتمين بالشأن التراثي والسياحي بضرورة اعطاء البيوت والمتاحف التراثيه الاهتمام الكافي لابراز تاريخها والوجه الحضاري لها بما يعكس مكانتها بما يليق بالميزات التي تتمتع بها.
وبينوا ان هناك العديد من هذه المواقع منها متحف الوهادنة للتراث الشعبي و راسون التي تسهم هذه الفضاءات التراثية في تعزيز الهوية الوطنية وربط الأجيال بتراثهم كما أصبحت منصات للمعرفة والتفاعل الثقافي إضافة إلى دورها المتنامي في تحفيز السياحة الداخلية والخارجية.
وقال المواطن علي القضاة إن المتاحف التراثية تجعلنا نعود بذاكرتنا إلى زمن بسيط جميل عشنا فيه أو سمعنا عنه من آبائنا وأجدادنا مؤكداً أنها ليست مجرد أماكن للعرض، بل محطات تواصل بين الماضي والحاضر.
وأكد مؤسس متحف الوهادنة الباحث محمود الشريدة أن المتحف استطاع منذ تأسيسه قبل نحو سبع سنوات استقطاب أكثر من 50 ألف زائر مستعرضاً مئات القطع التراثية التي كانت حاضرة في الحياة اليومية لأهل المنطقة بدءاً من أدوات الزراعة إلى أواني الطهي التقليدية.
وأشار الشريدة إلى أن المتحف لا يقتصر على العرض فقط بل يحتضن ندوات وورش تدريبية تُعنى بالتراث وتوثيقه ما يجعله مركزاً مجتمعياً حيوياً.
وبين مؤسس متحف راسون عمران الشرع جزءاً كبيراً من منزله إلى متحف يضم أكثر من 3000 قطعة أثرية وتراثية جمعت على مدار 20 عاماً مشيرًا إلى ان متحفه يجسد طبيعة الحياة القديمة بأدق تفاصيلها موضحاً أن كلفة جمع القطع تجاوزت 30 ألف دينار وأن الزوار يتوافدون لمشاهدة هذه الكنوز الحية والتقاط الصور معها.
وأشار الناشط عربي فريحات أن المتاحف التراثية باتت تؤدي دوراً مهماً في توثيق الذاكرة الشعبية مشدداً على ضرورة توجيه الدعم المادي والمعنوي لها لتواصل رسالتها، خاصة في ظل تسارع وتيرة الحداثة.
وأكد مدير ثقافة عجلون سامر فريحات أن المديرية حريصة على تعزيز قدرات المتاحف والبيوت التراثية باعتبارها منصات تنويرية تحاكي الذاكرة الوطنية مبينا أن هذه المتاحف تستقبل آلاف الزوار سنوياً دون مقابل ما يجعلها رافداً أساسياً للحركة السياحية.
وأشار مدير آثار عجلون أكرم العتوم إلى أهمية المتاحف والبيوت التراثية في حفظ الموروث الثقافي والتاريخي للمحافظة مبيناً أن هذه المبادرات تسهم بشكل كبير في تكامل المشهد السياحي والثقافي في عجلون.
وقال العتوم إن المتاحف والبيوت التراثية تشكل جزءًا مهمًا من منظومة الإرث غير المادي لعجلون وهي تسد فجوة مهمة في إبراز تفاصيل الحياة اليومية القديمة وتكمل جهود المديرية في المحافظة على المواقع الأثرية.