الرأي - وكالات
احتفى مجمع اللغة العربية الأردني، اليوم الثلاثاء، في مقره، بإشهار "معجم لسان العرب الاقتصادي" للدكتور عبد الرزاق بني هاني، في احتفالية رعاها رئيس المجمع الدكتور محمد عدنان البخيت، وأدارها نائب الرئيس الدكتور إبراهيم بدران، بمشاركة الدكتور بسام الساكت والدكتور عدلي قندح.
وقال بدران، إن هذا المعجم المتميز في أجزائه الستة صدر بعد جهد متواصل لعدة سنوات، مشيرًا إلى أنه يتضمن المصطلح باللغة الإنجليزية وما يقابله بالعربية، إضافة إلى شرح المقصود من المصطلح.
ولفت إلى أن الموضوع الاقتصادي ليس ساكنًا، بل إن كل تقدم صناعي وتكنولوجي واجتماعي يستلزم تقدمًا اقتصاديًا، ما يؤدي إلى تنامي المصطلحات الاقتصادية، خاصة تلك التي تعبّر عن الحالة العالمية.
وبين أن التغير المتواصل في الاقتصادات الدولية يجعل المواطن العربي بحاجة إلى المصطلح الاقتصادي الحديث وشرحه بالعربية، لتحقيق فهم واع وعميق للموضوع الاقتصادي.
وقال إن الدول تتعامل مع المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية، وتبرم الاتفاقيات والمراسلات والمذكرات، ما يتطلب من المختصين والسياسيين العرب استيعاب المفاهيم والمصطلحات الواردة فيها، مؤكدًا ضرورة أن تكون المصطلحات الاقتصادية باللغة العربية.
وثمّن في الاحتفالية جهد الدكتور بني هاني في إنجاز هذا المؤلف، مقدرًا دور المجمع واهتمامه بإصدار المعجم كأحد منشوراته القيمة.
بدوره، اعتبر الدكتور الساكت إشهار المعجم حدثًا توثيقيًا يبرز إنجازًا استغرق ما يزيد على عقدين ونصف، منوهًا بأنه مؤلف مرجعي متجدد للباحثين في المعارف الفنية والاقتصادية والمالية.
وقال: "لقد أتاح لي مجمع اللغة العربية الأردني فرصة المساهمة في هذا المعجم عبر مراجعته وتحكيمه"، مشيرًا إلى أن الباحث بذل جهدًا كبيرًا في إنجاز هذا العمل.
وثمّن دور المجمع في تبني المعجم وإصداره، لافتًا إلى ما تضمنه من مصطلحات وتعريفات تمثل مفاتيح للمعرفة في الاقتصاد والمال، فضلًا عن رسوم توضيحية وبيانات قد تخفى على غير المختص.
وأشاد بمؤلف المعجم الذي أنجزه بلسان عربي، مؤكدًا أن اللغة وعاء الفكر، ولا يستقيم الفكر الاقتصادي إلا بضبط مصطلحاته ومفاهيمه.
وبيّن أن الدكتور بني هاني لم يكن مترجمًا حرفيًا، ولم يكتف بإحياء ألفاظ غريبة من المعاجم، بل اجتهد وابتكر، وجمع بين المعرفة الاقتصادية وعلوم الرياضيات، وأضاف أمثلة ورسومًا توضيحية.
وقال إن المعجم أشبه بكابح لزحف الجهل في الأسواق المالية والاقتصادية، وبوابة للمعرفة لكل مهتم، مشيرًا إلى أن الدكتور بني هاني شرح 5000 مصطلح اقتصادي، واحتاج إلى طباعة 700 ألف كلمة لتفسيرها.
من جهته، أشاد الدكتور قندح بالجهد المعرفي للمؤلف في إنجاز المعجم، الذي يسهم في بناء مرجعية لغوية واقتصادية عربية تخدم الباحثين والمهتمين.
وقال إن إنجاز المعجم وإصداره يمثل علامة بارزة في مسيرة تعريب العلوم وتطوير المعرفة الاقتصادية في الوطن العربي، لافتًا إلى أنه لا يقتصر على جمع المصطلحات، بل يقدم معالجة لغوية واصطلاحية تعكس دقة المفهوم الاقتصادي.
ونوّه بأن هذا العمل الموسوعي يسد فراغًا في المكتبة العربية في توثيق وتفسير المصطلحات الاقتصادية بلغة عربية مبسطة.
ودعا إلى تحويل المعجم إلى قاعدة بيانات إلكترونية تفاعلية تُحدث دوريًا، وتتيح البحث الذكي والربط بين المصطلحات.
من جانبه، قدّم الدكتور بني هاني شكره للمجمع ورئيسه والمشاركين، مشيرًا إلى أن فكرة إصدار المعجم تعود إلى نحو 35 عامًا، حين كان يعمل أكاديميًا في جامعة اليرموك.
وأشار إلى أن المعجم يحتوي على نحو 940 شكلًا توضيحيًا، و2370 معادلة رياضية، و1450رسمًا بيانيًا، و450 جدولًا. وفي ختام الاحتفالية، كرّم الدكتور البخيت الدكتور بني هاني بشهادة المجمع التقديرية لجهوده في إنجاز المعجم.