محليات

رعاية مرضى الزهايمر.. تحد يختبر إنسانيتنا

استخدام قائمة تفقدية يومية لتتبع جرعات الأدوية
عبد السلام: ضرورة ارتدائهم سوار تنبيه طبي

في ظل غياب الوعي المجتمعي الكافي للتعامل مع الزهايمر تجد بعض الأسر نفسها أمام تحد كبير يختبر إنسانيتها في التعامل مع المرضى ورعايتهم بطريقة تحفظ كرامتهم.
ولا شك أن هذه الأزمة تعيشها بعض العائلات يوميا، فتهدئة مرضى الزهايمر ورعايتهم يتطلب جهدا نفسيا وجسديا، سيما مع حدوث تغيرات في شخصياتهم وسلوكهم وانفعالاتهم، وعدم مقدرتهم على التعرف على وجوه الأشخاص المألوفة أو الأدوات والمستلزمات الشائعة.
أخصائية التوعية والإعلام الصحي الدكتورة الصيدلانية روان عبد السلام أكدت أن المصاب بمرض الزهايمر يصبح من الصعب عليه التفكير بوضوح، لذلك يجب توفير البيئة المنزلية الهادئة والمستقرة التي تساعد على تقليل المشكلات السلوكية، حيث يمكن أن يسبب تعرض المريض للمواقف الجديدة والضوضاء ووجود مجموعات كبيرة من الناس شعوره بالقلق.
وبينت في تصريح «للرأي» أنه ينبغي على من يعمل على رعاية مريض الزهايمر، أن يكون مطلعا بشكل جيد على المرض، وكيفية التعامل بشكل سليم مع المريض، ناهيك عن مساعدته على التأقلم، بأن يكون موجودا بجواره ويستمع إليه، ويحرص على طمأنته وتوفير الدعم له، وبذل قصارى جهده لمساعدته على الحفاظ على كرامته واحترامه لنفسه.
وشددت على ضرورة عدم معاندة المريض والإصرار عليه، حيث أن استعجال الشخص المصاب بالخرف أو الضغط عليه لتذكر شيء ما، أو مطالبته بأداء مهام معقدة، قد يسبب له القلق.
ودعت عبد السلام الأسر التي تقوم برعاية مريض زهايمر إلى وضع المفاتيح والمحافظ والهواتف المحمولة والمقتنيات الثمينة الأخرى في مكان واحد في المنزل حتى لا يفقدها، والاحتفاظ بالأدوية في مكان آمن، ومن المهم أيضا استخدم قائمة تفقدية يومية لتتبع جرعات الأدوية.
ومن المهم وفق عبد السلام تثبيت مستشعرات إنذار على الأبواب والنوافذ، والتخلص من الأثاث الزائد والأغراض المبعثرة والسجاد الذي لا حاجة إليه، حيث أن مريض الزهايمر معرض للسقوط بشكل متكرر، بالإضافة إلى الحرص على تثبيت درابزينا متينا على الدرج والحمامات.
ونصحت التأكد من أن تكون أحذية المرضى مريحة، وتوفر لهم ثباتا جيدا، كذلك تقليل عدد المرايا، فقد تسبب الصور المنعكسة في المرايا شعورالمرضى بالارتباك أو الخوف، كما تعد أهم خطوة في رعاية المريض التأكد بأنه يحمل بطاقة تعريف، أو يرتدي سوار تنبيه طبي، بالإضافة لتوزيع الصور والأشياء الأخرى التي تحمل معنى لصاحبها في أرجاء المنزل.
ولفتت عبد السلام إلى ضرورة الحرص اتباع روتين يومي لمهمات مثل الاستحمام والأكل والنوم، ما يساعد على التذكر، وقد يساعد اتباع روتين منتظم لموعد النوم على النوم بشكل أفضل.
وأشارت إلى أنه من الصعب للان فهم أسباب الإصابة بمرض الزهايمر، فهو ليس نتيجة لعامل واحد فقط، حيث أن العلماء يعتقدون بأنه ناجم عن مزيج من عوامل وراثية، وعوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة، ومن الصعب جدا فهم مسبباته وعوامله.
ونوهت إلى أنه تتحكم بالإصابة بمرض الزهايمر عدة عوامل منها العمر، فهو يظهر عادة فوق سن 65 عاما، لكن يمكن أن يظهر في حالات نادرة جدا قبل سن 40 عاما.