سيبقى هذا الوطن برداً وسلاماً على اهله، وشوكة في حلق الحاقدين والطامعين، وسنشهد يوم الاستقلال لنعلي مداميك البناء، ونتذكر الرواد القادة الذين وضعوا حجر الأساس منذ الملك عبدالله الأول، الذي قال عنه الحسين حفيده، لا اعرف فضلاً لأحد علي بمقدار فضل جدي، ولم اتعلم من أحد أكثر مما تعلمت منه، فهو معلمي في هذه الدنيا واقر بفضله دائماً سأبقى وفياً للأهداف التي ضحى من أجلها..
بهذه العبارات نطق الملك الحسين في واحد من لقاءاتي معه.
ومن خطاب الاستقلال ومعانيه، مضى الراحل الحسين يبني وجعل للأردنيين آمالاً كباراً وحفظ لهم بلدهم وصان كرامتهم ودعاهم الى وحدة الصف وحذرهم من مغبة اطماع الأعداء في وطنهم.
يمضي الأردن تحت راية الهاشميين ولم تتراجع التحديات او تغيب، بل بقيت ماثلة، ولكن العزم على مواجهتها والعمل من أجل استمرار المسيرة بقي يترسخ.
وقال الملك عبدالله الثاني في ذلك (على العهد واصلنا مسيرة بناء الأردن الحديث في مطلع القرن الحادي والعشرين وعلى العهد نمضي على ارث الحسين وأجيال البناة المؤسسين، وعلى العهد نمضي بعون الله بمسؤولية لخدمة أجيال الحاضر والمستقبل نحو هدف وطني نسير فيه بثقة وتصميم للتحديث في مساراته الثلاثة، السياسية والاقتصادية والإدارية).
لم تكن المسيرة هينة او سهلة، كانت مليئة بالتحديات، فقد مشى الأردن على الحبل طوال الأزمة السورية وأبقى سلاحه طاهراً، لم يتدخل الى ان انتصر الشعب السوري، وكان الأردن حريصاً، ووقف الى جانب الأشقاء السوريين وعهدهم الجديد، كما بقي الأردن لسنوات متابعا للأزمة العراقية وتفاعلاتها ومخاطرها، وكل ذلك لم يمنعه من مواصلة العمل لإعادة العراق الى الحضن العربي وتفعيل مواقفه وتأييد عودته للسلام والاستقرار والتنمية.
وحمل الأردن هم القضية الفلسطينية، منذ نشأت، فكان موقفه الأكثر وضوحاً وصلابة وتجلى الآن في إصراره على أن الحل الحتمي هو بإقامة الدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين.
وقد سعى الأردن لذلك وما زال يسعى، وفي هذا أكد الملك على لاءاته التي تحمل التحدي وتصر على مواقفه، وقال، "سنبقى مع اشقائنا في فلسطين ونبذل كل طاقاتنا من أجل وقف العدوان وانهاء الاحتلال ونعمل بوضوح وتصميم ليحصلوا على حقوقهم الكاملة على ترابهم الوطني، وعلى العهد سنبقى معهم سنداً قوياً وعوناً أميناً".
الأردن وقف موقفاً صلباً في رفضه القاطع لتهجير أهل غزة وضرورة وقف الحرب عنها والانسحاب منها، ولم يتردد لحظة واحدة، ولهذا زادت عليه التحديات، وبدا التشكيك المريب في مواقفه لثنيه عنها.
ومضى الأردن واثقاً مؤمناً بقدرات شعبه، وقد قال الملك عبدالله الثاني في ذلك، (امنت بهذا الحمى واخلصت له أن للأردن مكانته ودوره واحترامه في العالم، وعلى العهد سرنا معكم لييبقى الأردن دوماً في المقدمة دوماً صوتاً للحق، مهما كان الثمن، وسنداً اميناً لاشقائه وأمته يقدم فوق طاقاته دون منّة، فأردن الخير والنور لا يخذل أهله).
ويبقى التحدي الاول الذي يدخل في الأمن الوطني هو تحدي حلّ القضية الفلسطينية، باعتبار ان إقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني، هي مصلحة وطنية أردنية، يعمل الأردن من أجلها، وفي هذا يقول الملك عبدالله الثاني، "سنبقى مع اشقائنا في فلسطين نبذل كل طاقاتنا من أجل وقف العدوان وانهاء الاحتلال ونعمل بوضوح وتصميم ليحصلوا على حقوقهم الكاملة على ترابهم الوطني، وعلى العهد سنبقى معهم سنداً قوياً وعوناً أميناً".
عشية يوم الاستقلال ما زال أمامنا مشوار طويل لن نقطعه الاّ بتراص الأردنيين كتفاً الى كتف، وإرادة واحدة وصفاً واحداً نلتف جميعاً حوال الراية الهاشمية فالاستقلال ودلالاته ليس خطبة تقال ولا قصيدة تُلقى، وإنما عمل جاد وصبر وتحمل واعتبار بما يجري وحرص على هذا الوطن ليبقى منيعاً،بعيدا عن المغامرة قريباً من أهدافه التي رسمتها قيادته.
في يوم الاستقلال العظيم، نجحنا بتحويل هذه البذرة الاستقلال في 25 / 5 / 1946، الى شجرة وارفة، جذرها راسخ في الأرض وأغصانها عالية في السماء تطرح أكلها وثمرها طيباً ليرى الأردنيون أنهم دائماً في المقدمة، مصونو الكرامة أوفياء لأمتهم ومخلصون لقضيتهم، قضية فلسطين وللقدس التي هي في وصاية قيادتهم ولن يتخلوا عنها ابداً.
