استذكرت جامعة اليرموك، رئيس الوزراء الأسبق – ورئيس مجلس أمنائها الراحل زيد سمير الرفاعي، بندوة وفاءٍ نظمها كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية، ورعاها النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان العين سمير الرفاعي، بعنوان 'زيد الرفاعي رجل الدولة مسيرة العطاء والإنجاز 1936-2024'، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتورة رويدا المعايطة، ورئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد.
وشارك في فعاليات الندوة، كل من نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني، ورئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين وزير الصناعة والتجارة والتموين الأسبق حمدي الطباع، ووزير العدل الأسبق محمد العلاونة، ورئيس الجامعة الأسبق الدكتور فايز الخصاونة.
وقال العين الرفاعي إن تنظيم هذه الندوة ليس بغريب عن جامعة اليرموك التي اختارت لها عنوان 'الوفاء' لافتا إلى أن الكلمات لا تكفي للتعبير عن الشكر والعرفان لما وجدناه من هذه الجامعة، من حفاوة اللقاء وصدق العاطفة والشهادات الحية بحق المرحوم 'الرفاعي'.
وتابع: 'اليرموك' أحد أهم وأقدم منارات العلم الأردنية التي لطالما كان لها مكانة خاصة في قلوب الأردنيين جميعا وفي قلوب عائلة الرفاعي خصوصا، مؤكدا أن الحب والإخلاص للقيادة الهاشمية الحكيمة هو شعار نعتز ونفخر به جميعا، إلى جانب العمل الجاد من أجل مصلحة الأردن والأردنيين الذي أحبه 'الرفاعي' حاله حال كل الأردنيين المُفعمين بالولاء والانتماء للأردن الغالي.
وثمن الرفاعي هذه المبادرة من جامعة اليرموك ومن كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية، مشيدا بالمشاركة الطيبة من المتحدثين والشهادات الحق والوفاء التي قدموها سيما وأنهم عرفوا المرحوم 'الرفاعي' وعرفوا مقدار حبه للأردن الغالي.
في ذات السياق، أكد مسّاد حرص 'اليرموك' على تنظيم مثل هذه الندوات واللقاءات التي تتناول الرجالات والقامات الوطنية التي ساهمت وتُساهم في بناء الأردن وتعزيز مسيرته، مبينا أن تاريخنا السياسي في القرن العشرين يزخرُ بالشخصيات التي ساهمت في ترسيخ الدولة الحديثة، وتركت بصماتها الواضحة في تعميق المنجزات وتحقيق الاستقرار السياسي، وفي مقدمة هذه الشخصيات يبرزُ اسم المرحوم زيد الرفاعي، الذي ارتبط اسمه بمراحل مفصلية من تاريخ المملكة، سواء من خلال المناصب التي تقلدها أو عبر الأدوار التي لعبها في صياغة السياسات الداخلية والخارجية.
وأشار إلى أن المرحوم 'الرفاعي' شكّل نموذجًا للسياسي الأردني المتفاعل مع تطورات الداخل والمنخرط بفعالية في محيطه الإقليمي والدولي، مستندًا في ذلك إلى إرثٍ عائلي عريق، وتجربةٍ دبلوماسية مبكرة، وحنكةٍ قياديةٍ اكتسبها نتيجة قربهِ من مراكزِ صنع القرار، لافتا إلى أن الأدوار السياسية للراحل الرفاعي تزامنت مع مراحلَ دقيقةٍ من تاريخِ الأردن، والتغيرات التي طالت النظام الإقليمي العربي.
وأكد مسّاد أن تجربة 'الرفاعي' الثرية والمتنوعة، لم تكن مجرد حضور بروتوكولي أو تمثيلي، بل كانت تعبيرًا عن رؤيةٍ سياسية عميقة، وفهمٍ دقيقٍ لمتطلبات المرحلة، وقدرةٍ واضحةٍ على التكيف مع التحولاتِ المختلفة، لذلك يُعد 'الرفاعي' من أكثر الشخصيات التي أثرت في مسار الحكم والسياسة الأردنية، لما اتسمت به شخصيته من اتزانٍ، وحنكةٍ، وثباتٍ في المواقف، مبينا أن 'الرفاعي' لم يكن مجرد شخصية سياسية مرموقة في تاريخ الأردن، بل كان عنصرًا فاعلًا في تشكيلِ الدولةِ الأردنية الحديثة، وعاكسًا لجوانبَ متعددةٍ من التحدياتِ والفرص التي مرت بها المملكة.
وخلال الندوة، التي أدارها عميد كلية الآداب – شاغل كرسي سمير الرفاعي للدراسات الأردنية الدكتور محمد العناقرة، قال العناني إن آل الرفاعي أسسوا إرثا وتركوا ميراثا عتيدا من خلال حبهم وخدمة وولائهم وانتمائهم لهذا الوطن، مبينا أن الراحل الرفاعي، كان متقدما في خدمته لوطنه وقيادته الهاشمية، وكانت له رؤية واضحة تنموية فيما يخص الولاية العامة لحكوماته، فقد سعى وفق نهجه الحكومي إلى توسيع ونشر التنمية وتعميق دور الحكومة بهذا المجال، ولكن الظروف المحيطة بالأردن كانت تفرض عليه الاهتمام والتركيز على الجوانب العسكرية وتدعيم وبناء القوات المسلحة، وهنا لا بد من الإشارة إلى جهود حكومات الرفاعي على مر العقود في هذا الشأن.
وأشار إلى الدور المحوري للراحل زيد الرفاعي، على الصعيد السياسي، لافتا في هذا السياق، إلى موقف الرفاعي الوطني الصلب في محادثات مؤتمر جنيف للسلام.
بدوره، استذكر الطباع بداية معرفته بالمرحوم 'الرفاعي' عندما التقاه على مقاعد الدراسة في مدرسة المطران عام ١٩٤٦، لافتا إلى الاهتمام الذي أولاه المرحوم 'الرفاعي' عندما كان رئيسا للوزراء بتفعيل الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والقطاع الخاص من خلال تأسيس مجلس استشاري اقتصادي عام ١٩٨٦.
ولفت إلى توليه منصب وزير الصناعة والتجارة والتموين عام ١٩٨٨ في عهد حكومة المرحوم 'الرفاعي' مؤكدا أن 'الرفاعي كان صاحب قرار' وداعمٍ للقرارات التي تتخذها الوزارة لتعزيز البيئة الاستثمارية في الأردن، مشيرا إلى إصدار حكومة 'الرفاعي' لعدة قرارات من شأنها الموازنة بين إيرادات الدولة وعمل القطاع التجاري.
ووصف العلاونة المرحوم زيد الرفاعي، برجل الدولة، الحكيم، والسياسي والمشرع، وهو المؤمن بأرض الأردن الطهور وأهل الأردن والقيادة الهاشمية إيمانا راسخا وثابتا.
وأشار إلى أن المرحوم 'الرفاعي' شغل عدة مناصب سياسية وقيادية، تاركا خلفه العديد من البصمات، كتوليه رئاسة مجلس الأعيان، واصفا المرحوم الرفاعي بانه 'شيخ من شيوخ التشريع' الوطني، ومدرسة في الدولة، كان صبورا متواضعا محبا لوطنه وشديد الإخلاص لقيادته الهاشمية، لافتا إلى أن ميادين عطاءه وعمله متعددة لأنه أمضى حياته في خدمة هذا الوطن.
وقال الخصاونة، إن للمرحوم الرفاعي سيرة عطرة من العطاء والإنجاز في خدمة الوطن، وفق رؤية القيادة الهاشمية، مشيرا إلى أنه كان للمرحوم 'الرفاعي' جانبا أكاديميا في مسيرته تمثل بدوره كرئيس لمجلس أمناء جامعة اليرموك، كان الخصاونة حينها رئيسا للجامعة.
وتابع: المرحوم 'الرفاعي' كان حريصا على عدم التدخل في إدارة الجامعة، تطبيقا لاستقلالية الجامعات قولا وفعلا، كما وكان حريصا على تطبيق مبدأ المساءلة من خلال تقارير متابعة تعرضُ بين الحين والآخر خلال جلسات مجلس الأمناء، كما وكان لحرص 'الرفاعي' على تطبيق مبدأ اقتران المسؤولية بالمساءلة الأثر الأكبر في مساعدة رئيس الجامعة في صنع قراراته، مبينا أن 'الرفاعي' لم يتوانى في خدمة مصلحة الجامعة وأسرتها من طلبة وأكاديميين وإداريين في إطار المصلحة الوطنية العليا.
وتخلل الندوة، عرض فيديو تناول سيرة ومسيرة الراحل زيد الرفاعي في خدمة وطنه وقيادته الهاشمية.