مجتمع

مستقبل المياه في الطفيلة.. تقنيات حديثة لإدارة الموارد بفعالية

 

يعاني القطاع المائي في محافظة الطفيلة من تحديات فنية معقدة تتجلى في قدم شبكات المياه، والفاقد المائي، إذ تعتمد المحافظة بشكل رئيسي على بئري ماء الحسا، وزبدة، اللذين ينتجان معاً حوالي 24 ألف متر مكعب يومياً، أي ما يعادل 720 ألف متر مكعب شهرياً، تزامنا ووجود حوالي 21 ألف مشترك.

وجاء مشروع تحديث أنظمة المياه، الذي أُطلق الاسبوع الماضي بقيمة 6.1 مليون دينار، بتمويل رئيسي من الجانب الأمريكي ومشاركة من سلطة المياه، ليمثل خطوة طموحة لمعالجة هذه التحديات، إذ يشمل المشروع مد خطوط رئيسية بطول 3.7 كيلومترات من خزان العيص إلى المدينة، و11.6 كيلومتر من خزان زبدة إلى مضخة الحسا 3، باستخدام أنابيب الدكتايل، إلى جانب إعادة تأهيل 32.3 كيلومتر من الشبكات داخل المدينة باستخدام أنابيب الدكتايل والبولي إيثيلين، كما يتضمن إنشاء مناطق توزيع معزولة، وتركيب عدادات ذكية (DMAs)، وتطبيق نظام (SCADA) للمراقبة الفورية، متكامل مع مركز التحكم الرئيسي في العقبة، وهي تحسينات تهدف إلى تقليل الفاقد المائي، وتحسين إدارة الضغط، وزيادة كفاءة تشغيل الشبكات، مما يعزز من الموارد المائية في المحافظة.

ومن المتوقع،بحسب مختصين، أن يكون لهذا المشروع انعكاسات عميقة على القطاع المائي في الطفيلة خلال الفترة المقبلة، إذ سيؤدي استبدال الشبكات القديمة إلى تقليل الفاقد المائي، كما سيمكّن نظام (SCADA) من رصد التسربات بسرعة وإدارة تدفق المياه بدقة.

أما على الجانب الاقتصادي؛ فإن المشروع سيدعم القطاع الزراعي، الذي يشكل عصب الاقتصاد المحلي في الطفيلة، ومع توفر إمدادات مائية أكثر استقراراً، يمكن للمزارعين زيادة إنتاجيتهم.

ومن الناحية البيئية؛ سيساهم نظام (SCADA) في تقليل استهلاك الطاقة المرتبط بعمليات الضخ، من خلال تحسين إدارة الضغوط في الشبكة، مما يقلل من البصمة الكربونية، وهي خطوة مهمة في ظل التحديات المناخية.

واجتماعياً؛ سيعزز المشروع استقرار المجتمع، إذ سيقلل من التوترات الناتجة عن انقطاعات المياه، التي كانت تثير شكاوى متكررة.

وقال مدير إدارة عقد مياه الطفيلة، المهندس ربيع العمايرة إن إدارة مياه الطفيلة حققت إنجازات ملموسة خلال السنوات الماضية، إذ تمكنت من زيادة كميات ضخ المياه، وذلك من خلال صيانة الآبار الرئيسية، وحفر آبار جديدة، وتحديث مضخات التزويد في مناطق الحسا وزبدة.

ومع ذلك كله؛ تبقى التحديات قائمة، إذ يتطلب نجاح المشروع تنسيقاً عالياً بين الجهات المعنية، وضمان استمرارية التمويل للصيانة المستقبلية، كما أن التقلبات المناخية، التي تؤدي إلى تراجع هطول الأمطار، قد تشكل ضغطاً إضافياً على الموارد، مما يستدعي استراتيجيات متكاملة لإدارة الطلب.

ويمثل مشروع تحديث أنظمة المياه في الطفيلة خطوة استراتيجية نحو تحقيق أمن مائي أكثر استقراراً، مع انعكاسات إيجابية على المواطنين، والاقتصاد، والبيئة.